فيلم سينمائي تدور فكرته حول العالم وكل ما فيه كمحاكاة لبرنامج هائل ، يعود الإنسان لحقيقته من خلال الخروج من هذا البرنامج والتغلب عليه.
فرضية المحاكاة لنيك بوستروم
أحد هذه الاحتمالات لابد أن يكون صحيحاً : 1- الإنسان سينقرض قبل أن يصل لدرجة متقدمة جداً من التطور. 2- الإنسان سيصل لمرحلة متقدمة ولكنه لن يختلق عوالم افتراضية 3- نحن الآن وبشكل مؤكد نعيش في عالم افتراضي من صنع كائن متطور . |
الواقع التمثيلي ( المحاكاة)
عندما تشغّل لعبة من ألعاب الكمبيوتر يظهر
أمامك على الشاشة مدينة ما تشبه أي مدينة من مدننا الحقيقية ،
ستظهر على الشاشة مباني وشوارع وسيارات وأشخاص يتحركون.
لا يمكنك طبعاً الدخول إلى هذه المدينة ، لأن
ليس لها وجود حقيقي.
وجود هذه المدينة هو وجود تمثيلي .. محاكاة ..
مجموعة من المعلومات والتعليمات موجودة في برنامج اللعبة يقوم
الكمبيوتر بتشغيل وتنفيذ هذه المعلومات ، فتظهر المدينة وما فيها
على الشاشة.
هذه
الشخصيات وأي شيء في المدينة يمكننا أن نبرمجه نحن ليقوم بفعل ما
نريده أن يفعل.
هذه الشخصيات تتفاعل فيما بينها بالطريقة التي
يحددها برنامج اللعبة ، هذا البرنامج يقوم على قصة وتنظيم معين
للأحداث.
كما بينا فإن المبدأ الهولوغرافي للنظريات
الفيزيائية الحديثة يشير إلى أن هنالك احتمال لأن تكون كل
المعلومات التي تصف الكون موجودة على السطح الخارجي ثنائي الأبعاد
للكون.
كل شيء يحدث داخل الكون هو عبارة عن صور
هولوغرافية لما هو موجود على سطح الكون.
الكون على حسب المبدأ الهولوغرافي كالشاشة
التي تعكس صور ثلاثية الأبعاد لمعلومات موجودة في مكان آخر .
ولكن..
كل شيء في الكون يمكن التعبير عنه كمعلومات.
كما أن كل شيء في الكون له اسم يفصله
عن غيره كذلك يمكن أن نجعل لكل شيء عدد ما يفصله عن غيره .
وهذه الأعداد يمكن أن نجعلها تقتصر فقط على
عددين اثنين صفر ..وواحد باستخدام النظام الثنائي للعد
أي أن كل شيء في الكون يمكن التعبير عنه
كسلسلة من الصفر والواحد .. كل شيء له سلسلة تختلف عن الأشياء
الأخرى .
وبذلك يمكن التعبير عن
كل شيء كمعلومات .. سلاسل من الصفر والواحد.
وبما أن المعلومات في الكون تكون موجودة على
السطح الخارجي للكون كما يقول المبدأ الهولوغرافي .
فهل يعقل أن نكون نحن وكل شيء في الكون لسنا
أكثر من أشياء موجودة في شاشة وليس لنا وجود حقيقي تماماً كالمدينة
في لعبة الكمبيوتر؟
وكما إننا نحن نقوم ببرمجة ألعاب الكمبيوتر ثم
نقوم بتشغيلها واللعب بها بغرض التحدي والإثارة .. فهل يعقل أن
تكون هناك كائنات متقدمة جداً هي من قام ببرمجة كل شيء يحدث في
الكون وهي الآن تشاهدنا وتلعب بنا ؟!
حقيقة أن كل شيء في الكون يمكن التعبير عنه
كمعلومات..
وحقيقة أن المعلومات يمكن تخزينها وبرمجتها ..
وحقيقة أن كل المعلومات التي تصف الكون موجودة
على السطح الخارجي للكون وإن كل ما بداخل الكون ليس أكثر من انعكاس
ثلاثي الأبعاد للمعلومات الموجودة على السطح الخارجي..
كل ذلك يجعل من إمكانية أن نكون
فعلياً داخل واقع تمثيلي تم تصميمه وتشغيله من قبل كائنات أخرى
هي إمكانية جادة وليست مجرد خيال ..
وهي أمور جادة لا مزاح فيها !
بل هي إمكانية حقيقية قائمة فعلياً
تستند إلى أسس عميقة وجادة وصحيحة .
ولا شك أن الأسئلة التي تطرحها هذه الإمكانية
هي أسئلة عميقة وخطيرة ،
ولعل السؤال الأكثر أهمية هو عن الحقيقة ..
ما هي الحقيقة؟ ومتى يكون الشيء
حقيقي؟
نحن نعتبر أن عالمنا الذي نعيش فيه
هو عالم حقيقي ، فماذا نقصد بذلك؟
إن كل شيء نراه .. نسمعه .. نلمسه .. نشمه أو
نتذوقه نعتبره حقيقي
كل المدركات التي تأتينا من العالم الخارجي
بواسطة الحواس تصل في النهاية إلى الدماغ على شكل نبضات كهربائية .
نحن لا نعلم شيء عن العالم الخارجي إلا عندما
تصل مدركاتها إلي دماغنا .
فهل يعقل أن تكون هذه النبضات العصبية
تأتينا لا عن طريق أشياء موجودة في الخارج بل
عن طريق برنامج معد سلفاً؟
نحن لن نستطيع أن نُفرّق بين مدركات تأتينا عن
طريق أشياء حقيقة خارجية وبين مجرد نبضات كهربائية تأتينا عن طريق
برنامج فكلاهما يؤدي لنفس النتيجة .
فهل يعقل أن كل شيء يصل لدماغنا هو في الحقيقة
معلومات من برنامج تم وضعه من قبل كائنات متقدمة ؟
من هي هذه الكائنات؟
لا بد أن تكون هذه الكائنات خارج البرنامج
فأين هم؟ وما هو العالم الموجود خارج البرنامج؟
هل يعقل أن تكون هناك برامج أخرى كثيرة كل
برنامج منها يمثل كون بأكمله؟
إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا قامت هذه
الكائنات بتصميم هذه البرامج؟ ما هو هدفها؟
هل يمكننا أن نتواصل مع هذه الكائنات بطريقة
ما من داخل عالمنا؟
هل يمكننا الخروج من البرنامج الذي يمثل
عالمنا؟ كيف يمكننا ذلك؟
هل يمكن أن يكون العالم الذي توجد فيه هذه
الكائنات هو أيضاً برنامج أعدته كائنات أخرى أكثر تقدماً؟ وهكذا
سلسلة تراتبية من برامج تعمل داخل برامج أكبر منها ؟!
من هو هذا الشيء الذي يشاهد ويرصد كل هذا؟
وإذا كان الأمر كذلك كيف سنعتبر عالمنا الذي
نعيش فيه ، هل هو حقيقي أم غير حقيقي؟
لا يمكننا أن نقول إنه غير حقيقي لأننا نشعر
ونلمس كل شيء موجود في عالمنا ..
ولا يمكننا أن نقول إنه حقيقي لأنه عندها يكون
عالمنا مجرد معلومات ونبضات لبرنامج وليس هذا ما نعتبره حقيقياً.
أي إنسان يستعين في العلم لمعرفة الواقع
سيصطدم عاجلاً أم آجلاً مع هذا الاحتمال :
وهو إنه قد يكون كل شيء في عالمنا ليس أكثر من
واقع افتراضي .. شيء غير حقيقي. |
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |