العالم  كما يراه  الحكماء النظرة العلمية للعالم من السماء إلى الأرض

  نظامنا الاجتماعي الحالي هو النظام القائم على الربح .

  نظامنا الاجتماعي ورثناه عبر آلاف السنين من التاريخ .

  نظامنا الاجتماعي الحالي وصل الآن إلى تخوم حدوده القصوى .

  استمرار هذا النظام سيؤدي حتماً لدمار الحضارة وانقراض البشرية .

  تغيير نظامنا الاجتماعي هي مهمة تقتضيها الضرورة العملية .

  كل ما نحتاجه لبناء مجتمع وفرة وثراء وسلام لكل البشر متوفر لدينا الآن ولا ينقصنا منه شيء .

  نحن الآن على مفترق طرق إما مجتمع رخاء لكل الإنسانية وإما الموت .

 النظام الاجتماعي هو تفاعل البشر فيما بينهم وهو نفسه الشبكة الذهنية .. الماتريكس .

 

 

مقدمة المجتمع الممكن الآن ماهي الثروة مشكلة الجهل العالم كما هو الآن بنية النظام تاريخ النظام سلطان النظام النظام يعمل بالفعل
آثار النظام استحالة إصلاح النظام جوهر النظام آلية الاستغلال نشأة النظم الاجتماعية عصر مفترق الطرق العصر الجديد أساس النظام خاتمة



فيلم سينمائي يعطي صورة عن الشكل الذي ممكن أن تنحدر إليه الحياة
 عند انهيار الحضارة كما نعرفها في عالم تسوده الفوضى والخوف والهمجية
 

آثار النظام – انهيار الحضارة وانقراض البشر

 

استعباد الإنسان

نظامنا الاجتماعي هو نظام قائم على الربح ..

فالربح هو الذي يحدد كل شيء .

وبالتالي فنظامنا الاجتماعي يفرض على كل شيء أن يتحول لسلعة تباع وتشترى حتى يمكن تحقيق الربح من خلالها .

كل شيء يصبح تدريجياً قابلاً للبيع والشراء لتحقيق الربح ..

حتى أكثر الأشياء أساسية لن تسلم من هذه الحقيقة..  بل وحتى الأشياء التي لا يعقل أن تكون سلعة ستتحول لسلعة مع استمرار هذا النظام .

الغذاء الأساسي هو الآن سلعة تباع وتشترى ..

حتى الماء هو الآن سلعة تباع وتشترى ..

وعندما تتوفر الإمكانية لذلك .. فالهواء نفسه سيصبح سلعة تباع وتشترى ويتحقق من خلالها الربح ..

سيحدث ذلك حتماً وهو أمر تفرضه طبيعة النظام الاجتماعي .

الفن هو سلعة تباع وتشترى ..

الفن والإبداع الذي لا يحقق ربحاً يتم تهميشه وتجاهله والأعمال الفنية التي تحقق الربح هي التي يتم تشجيعها ورفع المروجين لها لأعلى الدرجات مهما كانت تافه ومسطحة للعقول.

ثقافة العنف .. والجنس .. والمخدرات .. والدعارة وانحطاط القيم يتم الترويج لها طالما أنها تحقق الربح .

حتى الرياضة هي الآن سلعة تباع وتشترى وتحقق الربح .

بل والعلم نفسه يتحول الآن لسلعة تباع و تشترى .

فالأبحاث العلمية التي لا تحقق ربحاً يتم تجاهلها وتهميشها ..

والأبحاث العلمية التي تهدد فقدان الربح يتم محاربتها ودفنها مهما كانت ضرورية ومفيدة للبشرية.

العقول الفكرية والعلمية الجبارة يتم استثمارها وتوظيفها لتحقيق أكبر ربح ممكن في اكتشافات وتطويرات لسلع وخدمات تافه بل سلع وخدمات شديدة الضرر .. كل ذلك لأنها تحقق الربح .

الفكر و الفلسفة والاتجاهات والمفاهيم الدينية التي تكشف الحقائق يتم تهميشها وحجب الأضواء عن ممثليها ..

ويتم في المقابل الترويج لكل فكر أو فهم ديني يساهم في تدعيم النظام الحالي .

يتم الترويج لكل ما يؤدي إلى تبرير النظام الحالي بكل السبل

يتم خلق حاجات لسلع وخدمات لا قيمة ولا فائدة منها  بل ينتج عنها ضرر مدمر فقط لأنها تحقق الربح ..

يتم الترويج لها بكل  السبل وبأحدثها وبأشدها خبثاً ..

والترويج نفسه هو سلعة يتحقق من وراءها الربح .

هناك مهن وصناعات يعمل بها الآن مئات الملايين من البشر كلها قائمة لأنها تحقق الربح على الرغم من تفاهة البعض منها والضرر الخطير للبعض الآخر .

يترتب على كل ذلك أن تصبح قيمة الإنسان نفسه تحدد وتقّيّم من خلال الربح .

الترويج والدعاية والإعلان تلح إلحاحاً شديداَ على خلق حاجات جديدة لا داعي ولا فائدة منها وتستخدم أشد التقنيات النفسية والذهنية خبثاً ..

ومن خلال الإلحاح المتواصل في كل دقيقة وفي كل مكان تتسبب في تغيير حاجات الإنسان ورغباته ..

تصبح هذه السلع والخدمات ضرورية بفعل الإلحاح ..

يتسابق الجميع لاقتنائها ويقيّم الأفراد بعضهم البعض من خلال امتلاك هذه الحاجات وتتولد معاناة الحرمان والنقص لدى من لا يستطيع الحصول عليها !

هناك الكثير من الحاجات والمهن الأساسية التي يتم تجاهلها لأنها لا تحقق الربح .. ينتج عن ذلك بطالة مستشرية وتهميش لمليارات من البشر .

هناك المليارات من الشباب المهيأ والراغب في العمل والبناء ..

هناك المليارات من العقول الجبارة المستعدة للاكتشاف والاختراع ..

هناك المليارات من المبدعين والمفكرين والعباقرة ..

كل الأمراض قابلة لأن يوجد لها علاج ..

كل المشاكل والصعوبات يمكن إيجاد الحلول لها من خلال إنجاز هذه العقول ..

ولكن لا أحد يستفيد منهم لأنهم لا يحققون الربح ..

ولا أحد يعطيهم أي فرصة لأنه لا ربح يتحقق من وراء ذلك .

يتحول هؤلاء مجبرين بفعل آليات النظام إلى ممارسة أعمال تافه لا معنى لها .. باعة متجولون .. جامعوا مواد من القمامة .. شحاذون ..الخ

ويتحول منهم الكثير إلى عالم العنف .. والسلب..واللصوصية .. والجريمة ..والدعارة ..والمخدرات ..الخ

يترك منهم مئات الملايين فريسة للحزن والحسرة والحرمان الذي تنتج عن بطالتهم والاستغناء عنهم .. إلى التشرد والضياع والتحطيم الكامل .

لا داعي للإطالة في كل ذلك !

إن كل المعاناة التي يعانيها البشر الآن هي نتيجة تفرضها طبيعة النظام القائم على الربح ..

يترتب على ذلك أن يتحول الإنسان نفسه لمجرد أداه يحركها النظام الاجتماعي .

إن النظام يستعبد الإنسان .

وهو يفرض عليه ما يفعل وكيف يفكر وبماذا يأمل.

 

النظام الاجتماعي وانهيار الحضارة – انقراض البشر

في العصر الذي نعيش فيه الآن ونتيجة لكل الأحداث التاريخية التي حدثت وصل هذا النظام إلى مشارف حدوده القصوى .

وكما سنبين لاحقاً فإن هذا يترتب عليه إن أضرار النظام ستظهر وستحدد أكثر كلما استمر هذا النظام في الهيمنة على مقدرات البشر .

ستزداد المعاناة أكثر .. لأن مضار النظام هي التي ستسود بعد أن وصل لحدوده القصوى .

لن يعد هناك من نفع ينتج عن هذا النظام .. المضار والعيوب هي التي ستسود .

يترتب على استمرار ذلك بأن تتجه مسار أحداث التاريخ و اتجاه حضارة البشر دون أدنى مبالغة وبشكل حتمي في سلوك طريق آخر ..

ستتجه البشرية نحو طريق الانقراض !

إن هذا أمر تحتمه آليات النظام الاجتماعي القائم على الربح والذي تفرضه قواعد اللعبة على كل اللاعبين داخلها .

وعلى الأغلب فإن طريق الانقراض قد يأتي نتيجة لثلاث احتمالات أساسية ..

الحروب .. انهيار القيم .. الكوارث الطبيعية .

 

الحروب

في سعي مراكز الإنتاج العملاقة في كل بلد من بلدان العالم لتحقيق أقصى درجات الربح ..

وتحت طائلة التنافس بين المراكز العملاقة على مقدرات الاقتصاد العالمي ..

ونتيجة لخضوع حكومات الدول لآليات الربح الذي تفرضه مراكز الإنتاج والتي تهيمن على مقدرات الحكومات السياسية والاقتصادية والثقافية ..

فإن مراكز الإنتاج الكبرى متمثلة في الشركات العملاقة تبتز حرفياً هذه الدول وحكوماتها لتعميق سياسات التمدد والهيمنة على الدول الأخرى .

"إما أن تفعلوا ذلك .. وإما أن تتخذوا هذه السياسات وإلا فلن نتمكن من الفوز بالمنافسة وهذا سيؤدي لانهيار اقتصاد الدولة وإفقار المجتمع" .

هكذا تبتز الشركات العملاقة حكوماتها .. وهي تفعل ذلك مع كل الدول !

وهي فعلت وتفعل ذلك الآن .

إن هذا يؤدي حتماً لمزيد من الأزمات والصراعات السياسية والتي ستأخذ طابعاً وطنياً أو قومياً أو حتى دينياً .

وقد حدث ذلك بالفعل طوال فترة تمدد هذا النظام كما أوضحنا .

والآن وبعد وصول النظام لأقصى حدود توسعه ستصبح هذه الأزمات أشد حدة وعمقاً ..

وسيؤدي ذلك كما حدث من قبل للمزيد من الحروب .

لقد كانت الحروب دائماً طريقة مثالية ومفضلة للشركات العملاقة الخاضعة لهيمنة النظام الاجتماعي .

فهي الطريقة التي تمكنت فيها الشركات العملاقة من التوسع والتضخم ..

كما أن الحروب مصدر هام لتحقيق أرباح هائلة من بيع الأسلحة والمتاجرة بأدوات الدمار.. ثم الإعمار بعد ذلك !

كما أن الحروب أيضاً هي طريقة فعّالة للتخلص من الملايين من البشر الزائدين عن الحاجة والذين لا يفيدون في تعظيم الأرباح .

لقد حدث ذلك كثيراً في الماضي والحربين العالميتين الأولى والثانية حدثتا لنفس الأسباب .

الفارق الآن وبعد توسع النظام لأقصى حدوده ليشمل كل دول العالم حيث لا يوجد مكان آخر للتوسع فيه أكثر من ذلك ستصبح الأزمات بين الدول هي صراع على الحياة والموت ..

تماماً كالتنافس بين مراكز الإنتاج الذي لا يمكن أن ينتهي إلا بسحق المنهزم وابتلاعه .

ولكن ..

انتشار وتطور نظم الأسلحة سيجعل من هذه الحروب أكثر فتكاً وأشد ضراوة من أي حرب شهدتها البشرية من قبل ..

وانتشار وتطور أسلحة الدمار الشامل .. النووية ..والكيميائية .. والجرثومية وغيرها سيجعل من أي حرب كبرى قادمة طريقاً مباشراً نحو الانقراض الكامل لكل البشر .

إن ما يهمنا أن يفهمه القارئ هنا هو أنه لا توجد مبالغة في ما نذكره ..

لقد حدث ذلك بالفعل في الماضي فقد كانت كل الحروب نتيجة لهذا التنافس ..

وإمكانية سقوط عشرات الملايين من البشر قتلى وجرحى ومعاقين لم تمنع من حدوثه .. لقد حدثت بالفعل !

وآليات النظام الاجتماعي تفرض المنافسة على الربح وهي تفرض على الجميع إما الانتصار في المنافسة وإما الموت .

كل ما هنالك أن الحروب السابقة لم يتوفر بها بعد أسلحة الدمار الشامل كما هي عليه الآن .

فإمكانية نشوء حرب عالمية بين الدول الكبرى هي إمكانية واردة في أي لحظة خصوصاً أثناء الأزمات الاقتصادية والتي ستفعل بسببها الدول كل ما تستطيعه للصمود والبقاء على قيد الحياة .

لن تقبل أي دولة أن تموت وفي يدها شيء يمكن فعله .. ستحارب حتى النهاية ..

وبالتالي فإن نشوء حرب عالمية سيؤدي عاجلاً أم آجلاً لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ..

عندها لن ينتصر أحد ..

ستنقرض البشرية بفعل خضوعها لقواعد النظام الاجتماعي .

 

 انهيار القيم

قلنا إن آليات النظام نفسه تفرض المنافسة .. حيث يفوز المنتصر بكل شيء ويخسر المنهزم كل شيء .

وإن هذه العملية تتكرر دوماً وفي كل مرة يقل عدد المنتصرين ويزداد عدد المنهزمين مما يؤدي لاستقطاب الثروة الاقتصادية في يد عدد يقل بعد كل أزمة اقتصاديه .

نتيجة لذلك فإن نسبة محدودة من البشر تستحوذ على النسبة الكبرى من الثروات ..

وهذا لا يترك للأغلبية الغالبة من البشر سوى نسبة ضئيلة من الثروة وهي نسبة تتقلص باستمرار!

يترتب على ذلك أن الأغلبية الغالبة من البشر ستتنافس وتتصارع وتتقاتل على الفتات المتبقي .

كل فرد يحاول أن يركب على أكتاف الآخر .. الجميع يخشى الغرق وكل فرد يسعى لنجاة نفسه .

الوفاء والأمانة والإخلاص والتراحم والقيم الدينية والروحية والإنسانية لن يعد لها معنى ولا فائدة .. ولن يتمكن من يلتزم بها من العيش فالذي لا يكترثون لها سيتمكنون من الفوز بما تبقى من الفتات .

شيئاً فشيئاً ستفقد هذه القيم معناها ولن تعد مجدية للعيش في هذه الغابة .

وهذا يؤدي حتماً لانهيار القيم .

وعندما تنهار القيم يصبح كل شيء مباح ..

حيث يأكل الجميع بعضهم البعض ولن تسلم من ذلك حتى العائلة نفسها والتي ستتفكك نتيجة لهذا الانهيار وسيادة الأنانية والعنف والسعي للنجاة بالنفس .

إن هذا يحدث في عالمنا الذي نعيش فيه الآن.

هناك مناطق في العالم الآن هي أشبه بالجحيم !

وهي المناطق الأكثر تأثراً بمضار النظام حتى في وقت عنفوانه وشبابه .

كل ما هنالك فإن وصول النظام لأقصى حدوده الآن سيؤدي إلى توسيع هذه المناطق لتشمل مناطق تزداد اتساعاً .

وهي تزداد اتساعاً بسرعة كبيرة ..

وهي دائرة جهنمية تزداد سرعة كلما زادت اتساعاً تماماً كالنار التي تزداد في سرعتها وشدتها كلما زاد وقودها .

وهي نار ستحرق الجميع ..

ومن يسلم منها سيجد أمامه عالم يحسد فيه الحي الميت .

 

الكوارث الطبيعية .

إن السعي وراء الربح لا يعرف التوقف .. لأن من يتوقف يموت .

حتى الكوكب وموارده لا تسلم من هذا النظام !

إن استهلاك موارد الطبيعة يتم بشراهة وشراسة تتزايد كلما اشتدت المنافسة ..

هو استهلاك عبثي ومجنون لا يعرف التوقف ..

استهلاك موارد الطاقة .. اقتلاع الأشجار .. تجريف الغابات ..

تجفيف الأنهار والبحيرات .. الصيد الجائر لكل أنواع الحيوانات البرية والبحرية والجوية ..

النفايات النووية والكيميائية والحيوية السامة التي تلقى في البحار والأنهر وما يترتب عليها من القضاء على كل أشكال الحياة ..

تلويث الهواء .. والماء ..والبراري .. بل وحتى الفضاء المحيط بالأرض .. الخ

هذا الاستهلاك والتلويث يتم بوتيرة سريعة وكثيفة لا تمكّن الكوكب من تعويض ما يتم استهلاكه ..

الكوكب نفسه لا يستطيع أن يجاري هذا الشره !

ولن يكون هذا دون ثمن !

يصرخ العلماء منذ عقود محذرين من خطورة هذا النمط في الاستهلاك .. ولكن لا احد يستمع لهم لأن الاستماع لهم سيؤثر على الأرباح .

ماذا يترتب على ذلك ؟

يترتب على ذلك تغيرات حقيقة بالغة الخطورة في مناخ وبيئة الأرض ..

إن العبث في النظام الحيوي لكوكب الأرض والذي يفرضه النظام والتسابق على الربح ينتج عنه تغيرات أصبحت واضحة أمام الجميع وليس فقط للعلماء ..

أعاصير وزوابع تشتد في قوتها وتتزايد في كثرتها كل عام ..

براكين تتفجر فجأة..

زلازل تحدث في أماكن لم تحدث بها من قبل .. وزلازل تزداد قوتها في أماكن أخرى .

فيضانات بحرية ونهرية تدمر مدن بل حتى دول بأسرها ..

تغيرات في نمط تساقط الأمطار يؤثر على الزراعة وعلى كل أشكال الحياة ..

أوبئة وأمراض غريبة تظهر فجأة ولا نجد لها علاجاً تؤثر على الملايين من البشر .. وما أن يتم التحكم بأحدها حتى يظهر آخر أشد فتكاً .

ارتفاع في درجات حرارة الأرض في مناطق وانخفاض في مناطق أخرى ..

ينتج عن ذلك ارتفاع في منسوب المياه في البحار والمحيطات يهدد بمحو مدن ساحلية يقتنها مئات الملايين من البشر ..

تغيرات في التيارات الهوائية والبحرية ينتج عنه تأثيرات بالغة الخطورة على كل أشكال الحياة النباتية والحيوانية .. البرية والبحرية .

إن النظام الحيوي للأرض هو نظام بالغ الحساسية والتناغم ..

فكل شيء في هذا النظام الحيوي يؤثر في كل شيء آخر بطريقة بالغة التشابك و التعقيد ..

ارتفاع لبضع درجات في مكان يؤثر في الضغط في مكان آخر وهو بدوره يؤثر على سرعة الرياح والتيارات في أماكن أخرى وهذه العوامل نفسها تعود لتؤثر على الحرارة الذي تؤثر على تحركات طبقات الأرض .. الخ

هي كلها عوامل تؤثر على بعضها البعض بطريقة لا يفهم العلم منها إلا القليل ..

ولكن الأمر الواضح والبيّن هو أننا نعبث بهذا النظام الحيوي تحت تأثير هذا النظام الاجتماعي ..

والأمر الواضح والبيّن أن التغيرات في مناخ الأرض هي من القوة الآن بحيث إنها أصبحت واضحة للجميع ..

ومع استمرار هذا النظام وكونه قد وصل لحدوده القصوى بحيث أن أضراره هي التي ستسود على منافعه فإن هذه التغيرات وبكل تأكيد ستتزايد وستتعمق مع مرور كل عام وسيتأثر وسيعاني كل البشر من آثارها ..

لن يسلم أحد ..

لأن مناخ الأرض هو وحدة واحدة ستؤثر على الجميع ..

هناك الكثير من المراكز العلمية تحذر من أن التغيرات في النظام الحيوي للكوكب والتغيرات في المناخ  تكاد أن تصل لنقطة اللاعوده ..

ماذا يعني ذلك ؟

يعني ذلك أن التغيرات التي أحدثناها وصلت لمرحلة ستوّلد لنفسها وبنفسها عوامل ستزيد وتعمق وتسّرع من آثارها السلبية الخطيرة ..

هو أشبه بانهيار لن يستطع أحد إيقافه ..

هو أشبه بمركبة يقودها إنسان باتجاه مرتفع جبلي وهو قادر على إيقافها في أي لحظة ولكن عند وصولها لنقطة معينة لن يستطيع إيقافها مهما فعل لأن العوامل الطبيعية هنا هي التي ستتحكم في إنزالها ..

الكثير من المراكز العلمية تحذر من إننا قريبين من الوصول لمرحلة اللاعوده في التغيرات البيئية ..

بل إن البعض يؤكد إننا قد وصلنا فعلاً لنقطة اللاعوده وإنه قد فات الأوان لفعل أي شيء!

بطبيعة الحال فإن هذه التغيرات لن تؤثر على وجود الكوكب نفسه فقد وجد كوكبنا منذ مليارات السنين وقد كان في بعض مراحله عبارة عن كتلة نارية تضربها المذنبات من كل جانب !

نعم .. هذه التغيرات لن تؤثر على وجود كوكب الأرض .. ولكنها ستؤثر على وجودنا نحن على كوكب الأرض .

فالإنسان لا يستطيع أن يعيش إلا ضمن مدى ضيق من العوامل البيئية .. وأي تغير بسيط في الحرارة أو الرطوبة أو مستوى تساقط الأمطار أو سرعة وتوالي التيارات البحرية والجوية أو أي عوامل أخرى ستحول حياة البشر إلى جحيم .

وعند حد ما ستقضي كلياً على الحياة البشرية .

ومع كل ذلك فإن النظام الاجتماعي يفرض على الجميع تجاهل كل ذلك ..

فالصياد البسيط والفلاح البسيط لن يكترثا لكل ذلك عندما يعانيا وأسرتاهما الجوع والذي يسببه الإفقار الذي تولده آليات النظام .

والذي أعلى منه درجه على الهرم لن يكترث أيضاً لكل ذلك وسيسعى للربح بأي ثمن حتى لا يصبح مصيره كمصير الصياد والفلاح !

والذي أعلى منهما درجة لن يكترثوا أيضاً لذلك لتجنب مخاطر من يدنونهم ..

وهكذا إلى أن يصل الأمر للشركات العملاقة التي لن تكترث لذلك أيضاً لأن المنافسة تفرض ذلك ..

وهذا ما يسبب تجاهل الحكومات لكل هذه المخاطر وعدم اتخاذها أي إجراءات حاسمة وحقيقة تحد من هذه المخاطر .

كل هذا لأن الجميع يخضع للنظام الاجتماعي .

 

النظام والدوامة الجهنمية ونقطة اللاعوده .

ليس شرطاً أن تحدث كارثة بيئية عالمية أو حرب عالمية كبرى أو انهيار كامل للقيم لكي يتسبب ذلك بانقراض البشر .

لم يحدث شيء من ذلك حتى الآن ..

وليس شرطاً أن يحدث .

إن كارثة بيئية خطيرة هنا و هناك .. وحرب هنا و هناك سيؤديان إلى مزيد من المعاناة ومزيد من انهيار القيم ..

كلها عوامل تغذي بعضها البعض ..

وتقوي بعضها البعض ..

وتسرّع من بعضها البعض ..

وهذا سيؤدي حتماً لتوليد دوامة جهنمية تزيد معها المعاناة .. والفقر .. والمرض .. والكوارث البيئية ..والحروب ..وانهيار القيم .

وعند حد ما ستصل هذه الدوامة الجهنمية لنقطة اللاعوده ..

حيث لن يفيد بعدها أي إصلاح مهما كان جذرياً ..

هي دوامة أشبه بالمرض الذي استشرى في الجسد حتى لم يعد هناك من إمكانية للعلاج ..

فأي علاج مهما كان سيؤدي للقضاء على المرض وعلى المريض معاً ..

والشيء الذي يهمنا أن يفهمه القارئ إننا قريبين فعلاً من الوصول لنقطة اللاعوده هذه لأن النظام الاجتماعي قد وصل إلى مشارف حدوده القصوى كما سنوضح في الموضوع التالي ..

عندها ستتولد دائرة جهنمية تغذي نفسها بنفسها ولن تتوقف إلا على أرض تخلو من الحياة .      >>

مقدمة

الحياة كما تجب أن تكون - المجتمع الممكن الآن

ماهي الثروة ؟
                        المعادل العام
                        السلع    
                        الخدمات
                        مما تتكون السلع
                        مما تتكون الخدمات
                        النتيجة الهامة لحقيقة الثروة
                        الموارد الطبيعية
                        عمل الإنسان    
مشكلة الجهل في حقيقة النظام الاجتماعي

العالم كما هو الآن - الإنتاج على أساس الربح
                         منافع النظام الاجتماعي الحالي

 بنية النظام الحالي  - آلية عمل النظام وحتمية انهياره                     
                           آلية عمل النظام
                           تخفيض تكاليف الإنتاج
                           تطوير وسائل الإنتاج
                           المنافسة 
                           استقطاب الثروة - الإحتكار والإفقار المتزايد
                           السيطرة على المجتمع
                           حتمية سيطرة الإحتكارات على كافة مناحي الحياة
                            آثار سيطرة الاحتكارات على المجتمع
                           حتمية شلل النظام وانهياره
                            الأزمات الاقتصادية
                            ملخص لآلية عمل النظام والنتائج المترتبة عن ذلك   

تاريخ النظام الحالي - النظام القائم على الربح في عالمنا الموجود بالفعل
                          نشوء النظام وانتشاره
                         حركة النهضة
                         حركة الاستكشاف
                         الثورات الأوروبية
                         الثورة الصناعية
                         الاستعمار
                         محاولات الأمم المتضررة وحركات التحرر
                         تقدم الدول الغربية والتبعية
                         انتشار النظام والعولمة
                        وصول النظام لتخوم حدوده القصوى  

سلطان النظام - هيمنة النظام الاجتماعي وقواعد اللعبة
                         هيمنة النظام على أفراد المجتمع
                        النظام يفرض بنية المجتمع - هرمية المجتمع
                        هيمنة النظام على سياسات الدول
                         هيمنة النظام على السياسة والاقتصاد الدوليين
                        هيمنة النظام على مجمل حركة الأحداث - هيمنة النظام على التاريخ
                         ملخص هيمنة النظام الاجتماعي وقواعد اللعبة

النظام يعمل بالفعل - المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية
                       الهجوم على الطبقة الوسطى
                        معدلات النمو الاقتصادي المنخفضة
                       الاستحواذ والاندماج بين الشركات الكبرى
                       عولمة إنتاج السلع والخدمات
                       تخبط السياسات الحكومية وعجز إجراءات الحد من البطالة والفقر
                       اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء

آثار النظام - انهيار الحضارة
                         استعباد الإنسان
                         انقراض البشر
                                          الحروب
                                          انهيار القيم
                                         الكوارث الطبيعية
                        النظام و الدوامة الجهنمية ونقطة اللاعودة

 إستحالة إصلاح النظام وضرورة هدمه

 جوهر النظام - الاستغلال
                    ماهية الاستغلال - الظلم
                    الظلم والاستغلال في نظامنا الحالي - حقيقة الربح

 آلية الاستغلال - كيف يُنفذ الظلم والاستغلال في نظامنا الحالي       
                     دور العمل
                     القيمة
                      القيمة المضافة
                      تبادل السلع والخدمات
                      السوق
                      النقود ووظيفتها في حفظ القيمة والتبادل
                                          الذهب والفضة
                                          دور النقود في حفظ القيمة
                                          دور النقود في تبادل السلع      
                                          النقود كوسيط في التبادل - المعادل العام
                                          النقود الورقية
                                          النقود الإليكترونية 

                  التكافؤ في القيم عند التبادل
                 تحقق الربح في العملية الإنتاجية - كيف يحدث الاستغلال 
                 تقاسم الربح
                 السعر - الفارق بين السعر والقيمة
                 دفاع عن الربح والنظام القائم على الربح
                 استغلال وليس شراكة
                 الإنتاج في المجتمع الممكن

 في نشأة النظم الاجتماعية - بداية التاريخ وظهور الاستغلال
                                         بداية التاريخ - ما قبل الاستغلال 
                                         نظام العبودية وظهور الاستغلال
                                         نشوء الدولة
                                        النظام الإقطاعي
                                        بدايات ولادة نظامنا الاجتماعي الحالي

 عصر مفترق الطرق - النظام يصل لتخوم حدوده القصوى   
                                         مرحلة الانتشار
                                         مرحلة العولمة 
                                         طريق الدمار والفناء
                                         طريق التطور والنماء
                                         حقيقة واقعة وليست مثالية
                                         حتمية المواجهة             

 أعمار الأنفس وعصور التاريخ - العصر الجديد
                                        عصر الطفولة
                                        عصر الشباب
                                        عصر النضج أو عصر الانقراض

 أساس النظام وأداته - حق التملّك

 خاتمة  

 تنزيل رسالة من السماء إلى الأرض