فيلم سينمائي تدور فكرته حول انتقال
رائد فضاء لبعد أعلى بمساعدة كائنات من هذا البعد ، حيث يشاهد
الزمان في عالمنا يحدث كله في آن واحد فيتمكن من الوصول
لإجابات تساهم في إنقاذ البشرية من خطر الانقراض . هذا الفيلم
يستند إلى أحدث النظريات الفيزيائية والكونية . |
في المعرفة – الواقع كما يراه
الحكماء
مستويات الوجود
بل إن هناك شيء آخر .. هناك مستويات أخرى
للوجود .
الأكوان الأخرى تختلف فيما بينها في الكم ..
هي متوازية .
مستويات الوجود تختلف فيما بينها في الكيف
..هي متعامدة .
يقول الحكماء أن هناك مستويات متعددة للوجود
بعضها أعلى من بعض .
العالم الذي نعيش فيه هو في أحد هذه المستويات
، وهو في مستوى متدني منها.
العلو والدنو ليس علواً في المكان .. بل هو
علو ودنو في الدرجة ، في المستوى الوجودي .
يقول الحكماء أن جميع المستويات
موجودة معاً .. هنا والآن .
عندما تحدثنا عن الأكوان الأخرى قلنا إنها
موجودة معاً .. هنا والآن .. في نفس "المكان والزمان" ، وشبهناها
بقنوات التلفزيون التي تتواجد معاً في نفس "المكان والزمان".
ليس الأمر كذلك في مستويات الوجود .
الاختلاف في مستويات الوجود هو أمر شبيه
بالمفهوم الرياضي للبعد.
الفارق بين مستوانا الوجودي الذي ندركه
والمستوى الوجودي الذي يعلونا أشبه بالفارق بين الجسم وظله .
وكذلك بالنسبة للفارق بين كل مستوى وآخر.
كما إن الجسم وظله يتواجدان معاً هنا والآن في
نفس المكان والزمان ، كذلك فإن مستويات الوجود تتواجد معاً هنا
والآن .
التقدم على طريق الحكمة والممارسة الروحية لا
يعملان فقط على توسيع مدى الإدراك بل على رفع مستواه ،
فعندما يرتفع مستوى الإدراك يتمكن السالك من اختبار الواقع من
المستوى الذي يعلو مستوانا .. ثم تدريجياً لمستويات أعلى وأعلى .
وكما إن الجسم يكون أكثر بهاءاً وجمالاً
ووضوحاً من ظله بفارق كبير ..
وكما أن الجسم الذي يوجد في المكان ثلاثي
الأبعاد له حرية وسعه في الحركة أكبر من ظله الذي يوجد في مكان
ثنائي الأبعاد ..
كذلك فإن اختبار الواقع من مستوى وجودي أعلى
هو أكثر بهاءاً وجلالاً وعظمة من المستوى الأدنى بفارق لا حدود
لوصفه.
والحرية وسعة الحركة في المستوى الأعلى أكبر
من المستوى الأدنى بفارق لا حدود لوصفه ..
حيث يمكن فعل ما لا يمكن فعله في المستوى
الأدنى..
وحيث يتم إدراك ما لا يوجد له مثيل في المستوى
الأدنى .
عندما يختبر الحكماء المستويات الأعلى للوجود
فهم لا يستطيعون أن يصفوا ما اختبروه !
لا يمكنهم ذلك إلا على سبيل المقاربة والمثال
.
لأنه لا توجد في عالمنا خبرات مماثلة
ولا بأي شكل لما هو عليه الواقع في المستويات الأعلى ، ولأنه لا
توجد كلمات يمكن أن تصف تلك الخبرات .
الأمر أشبه بمجموعة من الأشخاص العمي منذ
الولادة ، يفتقدون حاسة البصر ولديهم كل الحواس الأخرى وهم يختبرون
عالمهم بواسطة هذه الحواس الأربعة ..
عندما تنفتح حاسة الإبصار لأحدهم ويرى العالم
من خلال حاسة الإبصار للمرة الأولى في حياته
فإنه لن يتمكن من وصف ما شاهده للآخرين إلا على سبيل
المقاربة والمثال.
فكيف يمكن أن تصف اللون الأحمر لأعمى منذ
الولادة ؟
كذلك الأمر بالنسبة للحكماء ، فهم لا يستطيعون
أن يصفوا لنا خبراتهم إلا على سبيل المقاربة والمثال .
وحتى مع المقاربة والمثال فهي تبدو للكثير من
الآخرين غير مفهومة وبالتالي غير مُصدقة .
لابد أن تختبر بنفسك ... لا يوجد حل آخر .
يستطيع الحكماء أن يختبروا المستويات الأعلى
للوجود كل حسب درجته .. ويستطيعون البقاء فيها لفترات طويلة ،
بعضهم يستطيعون البقاء فيها كما يشاءون.
أما السالكون على طريق الحكمة ممن هم أقل
مستوى من الحكماء فإنهم يختبرون المستويات الأعلى للوجود كلمحات
تأتي وتذهب بسرعة ..
وقد اختبر كاتب هذه السطور بعض من هذه اللمحات
..
وهي حقيقة ليست مما يمكن أن يوصف !
هذه اللمحات هي أعظم ما يمكن أن يختبره
الإنسان .. هي تجربة لا يمكن أن تنسى ..
كل ما اختبره وعرفه ومر به الإنسان في حياته
يضمحل ... يتقزّم أمام هذه الخبرة ..
لا يوجد في عالمنا شيء كهذا أبداً ..
اللمحات التي تأتي للسالك ويدرك من خلالها
المستويات العليا للوجود وبسبب قوتها وعظمتها تزيد السالك ثقة بما
قاله الحكماء من قبل وتزيده حماساً وإصراراً للاستمرار على طريق
الحكمة مهما كانت العقبات .
كما قلنا فإن مستويات الوجود تعلو بعضها بعضاً
وهي موجودة جميعاً هنا والآن .
تماماً كما أن الجسم ثلاثي الأبعاد يكون موجود
في نفس المكان الزمان مع ظله ثنائي الأبعاد .. هما موجودان معاً
هنا والآن .
كذلك الأمر في مستويات الوجود هي موجودة معاً
هنا والآن .
كل ما هنالك إننا لا نرى وندرك تلك
المستويات الأعلى بسبب مستوى الإدراك
مستوى الإدراك المتدني هو الذي يمنع المرء من
رؤية واختبار هذه المستويات .. لا يوجد مانع آخر .
والسعي والعزم على رفع مستوى الإدراك هو ما
سيمكن المرء من اختبار هذه المستويات .. لا يوجد طريق آخر .
إن ما يهمنا أن يدركه القارئ هو إن مستويات
الوجود هي حقيقة فعليه وان اختبار وإدراك هذه المستويات
هي خبرة حقيقة فعليه تماماً كخبرتنا عن عالمنا الذي نعيش فيه .
وإن من خصائص الرحلة الروحية هو الانتقال من
مستوى وجودي إلى مستوى وجودي أعلى حتى الوصول إلى الهدف ..
وهو مصدر كل هذه المستويات وأساسها الذي يعلو
كل شيء ولا يعلوه شيء .
وإنه عندما يسلك المرء طريق الحكمة ويبذل
الجهد لرفع مستوى الإدراك بمعرفة النفس فهو لا يقوم بذلك من أجل
أحد ..
هو يقوم بذلك من أجل نفسه!
هو يقوم بذلك للخلاص من المعاناة..
فالمرض والشيخوخة والعمر القصير والحزن والقلق
والخوف هي أجزاء من طبيعة مستوى الوجود الذي نعيش فيه.
هذه المصائب هي خاصية من خصائص مستوانا
الوجودي المتدني .
عندما ينتقل المرء لمستوى وجودي أعلى فإنه
ينقل نفسه إلى مستوى لا توجد به هذه المصائب ..
السعادة والفرح والبهجة والجمال واللذة
والمعرفة والحرية هي من
طبيعة مستويات الوجود الأعلى .
هذه النعم هي خاصية من خصائص مستويات
الوجود الأعلى .
وهي كما نكرر دائماً مستويات موجودة حقيقة
وفعلا يختبرها الحكماء ويمكن لكل إنسان أن يتثبت من ذلك بالخبرة
المباشرة .
إن الذي يرفض سلوك طريق الحكمة يحرم نفسه من
الانتقال للمستويات الأعلى وبذلك يختار أن يبقى في هذا المستوى ،
ولأن المصائب التي ذكرناها هي خاصية من خصائص هذا المستوى فإن من
يختار البقاء في هذا المستوى يختار لنفسه المعاناة .
فالمسألة إذاً هي مسألة اختيار شخصي !
الأمر أشبه بصحراء قاحلة جرداء ..
الشمس ساطعة حارقة .. والحرارة لاهبه ..
لا يوجد إلا الرمال والسراب ..
هناك مجموعة من الناس تجد نفسها في هذه
الصحراء وهي تعاني حرق الشمس الاهب وجفاف الصحراء المقفر..
لا يوجد في هذا المكان إلا الشقاء ..
تلوح في الأفق واحة خضراء ..
أشجار وظلال .. ماء وينابيع .. ثمار وطيور
تغرد .
تختار فئة من الناس البقاء في مكانها ..
وتختار فئة أخرى الركض وراء السراب الذي
سيجرّهم إلى أعماق الصحراء ..
وتختار فئة الارتحال
للواحة .. تواصل المسير على الرغم من لهيب الشمس وطول الطريق ..
كل سيحصل على ما اختاره لنفسه . |
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |