|
مشكلة الجهل في حقيقة النظام الاجتماعي
عندما تحلم فتاة في مقتبل العمر في الزواج وإنشاء عائلة .. ولكنها
لا تجد من يطرق بابها ..
وعندما يبحث شاب لديه آمال كبيرة عن عمل .. ولكنه لا يجد عملاً ..
وعندما يكدح أب طوال اليوم من أجل توفير حياة كريمة لأسرته ثم يجد
أن تحقيق أدنى المتطلبات يتطلب جهداً مستحيلاً ..
وعندما لا تتمكن أم من النوم لأنها لا تملك ثمن الدواء لابنها
المريض .
عندما تُساق الشباب لحروب ..
وعندما يقتل النساء والأطفال في المعارك ..
عندما يحلم الجائع بالطعام .. والمريض بالشفاء .. والمشرد بالمأوى
.
عندما تتحطم الآمال .. وتصطدم الطموحات بجدار الواقع ..
يتساءل الإنسان بحيرة وألم .. لماذا ؟
لماذا الحياة تبدو بهذه الصعوبة ؟
لا يفهم أغلب الناس لماذا تبدو الحياة بهذا الضيق ؟
هذه هي الدنيا ..
هكذا هي الحياة ..
هذا هو القدر ..
هكذا يتكلم أغلب البشر .
هم يحيلون الأسباب لشيء غيبي ضبابي وغير معروف .. لماذا يفعلون ذلك
؟
لأنهم لا يعلمون السبب لكل هذا الضيق الذي يجدونه في الحياة ..
هذه هي مشكلة الجهل !
الجهل يمنع من معرفة الأسباب الحقيقية للمشاكل والمصائب .
وعندما يُجهل سبب المرض لا يمكن القضاء على المرض .
لا ..
ليست هي الدنيا ..
و ليست هي الحياة
..
وليس هو القدر ..
النظام الاجتماعي هو السبب .
والنظام الاجتماعي هو العائق .
إذا غيّرنا نظامنا الاجتماعي سنتمكن من التخلص من كل هذه القيود
ومن كل ما يترتب عليها ..
سنتخلص من الفقر .. من الحروب .. من الأمراض .. من الجريمة .. ومن
كل ما يترتب عليها من مآسي و آلام لا تنتهي .
وإذا أردنا أن نغيّر نظامنا الاجتماعي علينا أن نفهمه وعلينا أن
نعلم من يقف وراءه .
كما ذكرنا فإن مجتمع الوفرة الذي تحدثنا عنه ممكن أن يكون مجتمعنا
نحن ..
وممكن أن يتحقق ذلك الآن لأن كل ما نحتاجه لتحقيق ذلك موجود لدينا
ولا ينقصنا منه شيء .
وكما ذكرنا فإن ما يمنعنا من تحقيق ذلك هو أن نظامنا الاجتماعي
مبني على أن الإنتاج يقوم على أساس الربح .
نحن لا ننتج السلع والخدمات عندما نحتاجها ونرغب بها ..
نحن لا ننتج السلع والخدمات إلا عندما تُحقق الربح ..
لا ربح .. لا إنتاج .
حتى لو كان هناك الملايين من الأطفال الجوعى ..
حتى ولو كانت الأراضي الخصبة والمياه متوفرة ..
وحتى لو توفرت الآليات والمعدات ..
وحتى لو كان هناك الملايين من الشباب جاهز للعمل ..
لن يتم زراعة أو صناعة شيء إلا إذا كان يحقق الربح .
هذا هو نظامنا الاجتماعي ..
وهذا هو سبب كل معاناتنا ..
وهو السبب الذي سيؤدي إلى تعميق هذه المعاناة ورفع شدتها بشكل
متواصل لن ينتهي إلا بنهاية الحضارة الإنسانية .
فإذا كان نظامنا الاجتماعي قد وصل لحدوده القصوى وهو العائق أمام
مجتمع وفرة وثراء فلماذا لا نغيره ؟
لماذا نتمسك به ؟
السبب الأول هو الجهل .. جهل أغلبية البشر بحقيقة هذا النظام وكونه
أصل كل المعاناة التي نعانيها وسنعانيها ..
والسبب الثاني هو تمسك المستفيدين من هذا النظام به مستغلين هذا
الجهل .
لذا إن أردنا التخلص من كل هذه الآلام والتي ستتزايد لا محالة ..
وإن أردنا أن نتجنب انهيار الحضارة ودمار الإنسانية ..
وإن أردنا أن نتجه لنبني مجتمع الوفرة والثراء لجميع البشر ..
فعلينا أن نفهم هذا النظام ..
علينا أن نفهم كيف يعمل ؟ ولماذا سيؤدي حتماً إلى الدمار ؟
عندها فقط سنعلم ما الذي علينا فعله للتخلص منه .. والتصدي لمن يقف
وراءه .
فلا يمكن أن يُحل شيء دون معرفة ..
لا بد من المعرفة .
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |