العالم  كما يراه  الحكماء النظرة العلمية للعالم من السماء إلى الأرض

  نظامنا الاجتماعي الحالي هو النظام القائم على الربح .

  نظامنا الاجتماعي ورثناه عبر آلاف السنين من التاريخ .

  نظامنا الاجتماعي الحالي وصل الآن إلى تخوم حدوده القصوى .

  استمرار هذا النظام سيؤدي حتماً لدمار الحضارة وانقراض البشرية .

  تغيير نظامنا الاجتماعي هي مهمة تقتضيها الضرورة العملية .

  كل ما نحتاجه لبناء مجتمع وفرة وثراء وسلام لكل البشر متوفر لدينا الآن ولا ينقصنا منه شيء .

  نحن الآن على مفترق طرق إما مجتمع رخاء لكل الإنسانية وإما الموت .

 النظام الاجتماعي هو تفاعل البشر فيما بينهم وهو نفسه الشبكة الذهنية .. الماتريكس .

 

 

مقدمة المجتمع الممكن الآن ماهي الثروة مشكلة الجهل العالم كما هو الآن بنية النظام تاريخ النظام سلطان النظام النظام يعمل بالفعل
آثار النظام استحالة إصلاح النظام جوهر النظام آلية الاستغلال نشأة النظم الاجتماعية عصر مفترق الطرق العصر الجديد أساس النظام خاتمة

استحالة إصلاح النظام وضرورة هدمه

 

لقد تحدثنا عن نظامنا الحالي وهو النظام القائم على الربح وكيف نشأ وانتشر تاريخياً .. وما الذي يترتب على استمراره .

والجميع يتفق الآن على أن الوضع الحالي الذي نعيشه والمعاناة التي يعانيها مليارات البشر والتي يتسبب بها النظام لا يمكن السكوت عنها ..

لابد من عمل شيء بالفعل .

ولكن السؤال الذي يلح بشدة ..

هل يمكن إصلاح النظام أم يتوجب علينا هدمه ؟

فالبعض قد يظن إنه يمكن الحفاظ على النظام الحالي القائم على الربح وفي نفس الوقت إصلاح عيوبه من خلال التخفيف من آثاره السلبية عن طريق اتخاذ إجراءات وسياسات قانونية تتبعها الحكومات للحد من شره المراكز الإنتاجية العملاقة والتخفيف من حدة المنافسة ..

ودوافع ذلك تبدو واضحة وبيّنة ومعقولة للوهلة الأولى ..

فالجميع يتفق على أن لنظامنا الحالي الكثير من المنافع ..

فالتقدم في وسائل الإنتاج وكل التقدم الذي نراه ونعيشه في عصرنا الحالي هو نتيجة لمنافع النظام ..

وإن من طبيعة النفس الإنسانية ألا تعمل إلا بدافع .. ودافع الربح هو الذي يدفع الجميع للكدح والعمل والتطوير المتواصل ..

وإن التخلي عن دافع الربح والمنافسة على الثراء سيجعل الجميع سواسية .. من يعمل ومن لا يعمل .. المجتهد والكسول ..

سيؤدي ذلك إلى التكاسل والتهرب من العمل .. وسيؤدي ذلك إلى انخفاض هائل في الإنتاج .

نعم .. لقد انحرف النظام الآن وكل ما علينا هو إعادته لجادة الصواب باتخاذ إجراءات حكومية صارمة تحد من شره المنافسة وتؤدي إلى مزيد من العدالة في توزيع الثروة .

بهذا كل ما علينا عمله هو إصلاح النظام .

هذه هي التساؤلات والمبررات التي ينادي بها من يدعو لإصلاح النظام ..

الإجابة على كل هذه التساؤلات هي إنه لا يمكن إصلاح النظام .

لأن كل الإجراءات الحكومية الصارمة التي ستحد من شره المنافسة وستعيد النظام لجادة الصواب قد اتخذت فعلاً .

لقد حدث ذلك وما يزال يحدث حتى الآن .. ولم يجد نفعاً .

فالاتجاه الذي يدعو لإصلاح النظام هو اتجاه موجود بالفعل منذ بداية نشوء النظام نفسه ..

وهي الحركات التي تعرف في السياسة بالاتجاه الوسطي .. أو الإصلاحي .. أو الاشتراكي الديمقراطي .. أو الاجتماعي .. الخ

هي موجودة بالفعل وعلى الرغم مما يبدو من وجاهة دوافعها لم تنجح في إصلاح النظام في مرحلة شبابه وعنفوانه فما بالك في مرحلة انتصاره الكامل وتغوله .

ولابد هنا من عودة موجزة للتاريخ .

لمحة تاريخية

منذ بداية نشوء النظام القائم على الربح في غرب أوروبا بدأت آثاره بالظهور ..

حدث بالفعل الإفقار الذي تفرضه آليات النظام داخل المجتمعات الأوروبية ..

في بداية نشوء النظام الرأسمالي ومع بداية اتخاذه للزخم حدث إفقار هائل لشعوب أوروبا الغربية ..

حدث إفقار هائل لملايين من البشر هناك .

تم طرد الملايين من حقولهم وبيوتهم للاستيلاء على أراضيهم وإفقارهم وتحويلهم إلى عمال وأجراء في المراكز الإنتاجية التي كانت مازالت صغيرة وغير متقدمة في ذلك الوقت .

لقد عمل الأطفال وماتوا في مناجم الفحم وأجبرت الأمهات على ترك أبناءها للعمل من أجل لقمة العيش ..

وحدثت الكثير من الأزمات الاقتصادية التي كانت محصورة داخل هذه الدول لعدم انتشار النظام للخارج بجدية بعد .

لقد حدث إفقار هائل للنسبة الكبرى من الشعوب الأوروبية ..

لقد مات الكثيرون من الجوع ومن المرض ومن التعب في معامل النسيج ومناجم الفحم وغيرها .

كل ذلك قد حدث تاريخياً .

فآليات النظام عملت منذ البداية حتى في الدول الغربية أيضاً

هذا عندما كان النظام مازال في بداية شبابه .. لنقل في فترة مراهقته !

منذ تلك الفترة ونتيجة لكل هذه المعاناة ظهرت الحركات الإصلاحية التي حاولت الجمع بين النظام القائم على الربح وبين تخفيف آثاره .

ولكنها مع ذلك لم تفلح في فعل شيء .. لماذا ؟

لأن طبيعة النظام نفسه تفرض الإفقار المتزايد .

إن الربح نفسه لا يمكن أن يتحقق لفئة إلا من خلال الإفقار لفئة أخرى .

وهو أمر سنشرحه بالتفصيل لاحقاً .

نعم .. لم تستمر معاناة الشعوب الأوروبية  ..

فقد تحسنت أحوالها بعد ذلك ثم ارتفع مستوى هذا التحسن لدرجة كبرى استفادت منه الأغلبية من منافع النظام كما أوضحنا من قبل .

ولكن هذا التحسن لم يكن في الأساس بفضل جهود الحركات الإصلاحية التي عمل بعضها بجد وصدق ..

بل بسبب انتشار النظام الرأسمالي إلى خارج القارة في فترة الاستعمار والانتشار .. في فترة شباب النظام وعنفوانه .

في فترة انتشار النظام تمكنت الدول الغربية كما ذكرنا من نقل مضار النظام إلى شعوب الدول المغلوبة وبذلك تجنبت الشعوب الأوروبية هذه المضار واستفادت من ذلك .

وقد كان ذلك على حساب شعوب الدول المغلوبة .

فعندما لم يكن هناك من مكان في فترة مراهقة النظام تغوّل النظام على الشعوب داخل أوروبا بالفعل ..

ولم تتمكن الاتجاهات الإصلاحية من فعل شيء .. فقد كانت كل محاولة للمطالبة بالعدالة تواجه بقسوة شديدة .

ولكن من حسن حظ الشعوب الأوروبية أنه كان هناك آخرين سيتحملون عنهم مرغمين هذا الشقاء .

والآن بعد انتشار النظام في كل أنحاء العالم وانتشار آثاره حتى على الشعوب الأوروبية لا تستطيع الاتجاهات الإصلاحية من فعل شيء .. وهو ما يحدث الآن في الدول الغربية فعلياً .

لا تتمكن الاتجاهات الإصلاحية من فعل شيء .. ولن تتمكن من فعل شيء .

فكل الإجراءات التي ستتخذها الاتجاهات الإصلاحية لن تجدي نفعاً .. بل لن تبدو إلا كتخبط لا طائل من وراءه

وهذا ما يحدث في عالمنا بالفعل الآن ..

فلقد ذكرنا من قبل إن الحكومات تأتي وتذهب .. ويتم تناقل السلطة من يد لأخرى ولكن لا يحدث أي تغيير حقيقي بل إن الأوضاع تزداد سوءاً

والسؤال هو لماذا ؟

لماذا لا تتمكن ولن تتمكن الاتجاهات الإصلاحية من الاستفادة من منافع النظام وتجنب أو تخفيف آثاره من الإفقار؟

لأن الجميع يتحرك على أساس نفس القواعد التي تحكم النظام الاجتماعي ..

الجميع يعمل من خلال نفس النظام .

 وطبيعة النظام نفسه تقوم على الإفقار ..

الإفقار هو شرط أساسي من شروط وجود النظام .. هو جوهر النظام .

فمن يريد الحفاظ على نظام يقوم أساساً على الإفقار لن يتمكن من منع الإفقار إلا بتغيير كامل للنظام .

الأمر أشبه بمن يريد الحفاظ على بناء من طين وفي نفس الوقت إزالة الطين الذي يتكون منه !

لكي يزال الطين لابد من إزالة البناء كله لأن الطين جزء جوهري فيه !

والإفقار هو أساس لوجود النظام القائم على الربح ..

فالربح نفسه لا يمكن أن يتحقق لفئة إلا إذا تم إفقار فئة أخرى .. هذا هو معنى الربح .

والمنافسة على الربح تعني في جوهرها المنافسة على الإفقار .

إن هذه المسألة لا تبدو بيّنة للكثيرين ..

وهي بالفعل غير بيّنة ..

فكيف أن الربح يقتضي في جوهره الإفقار ؟

فالربح بالنسبة لنا يبدو مشروعاً وطبيعياً .. فكيف يكون قائم في الأساس على الإفقار .

لأن الربح يقوم في جوهره على الاستغلال ..

استغلال إنسان لإنسان آخر .

لا يمكن تحقيق ربح لإنسان إلا إذا تم استغلال إنسان آخر .

هذه هي حقيقة الربح .. وهي حقيقة فعلية وليست إدعاءاً وسنشرح ذلك بالتفصيل في الموضوع التالي .

إن ما يهمنا الآن معرفته إنه لا يمكن إصلاح النظام القائم على الربح لتجنب الإفقار أو التخفيف منه ..

فالمبررات التي ينادى بها لإصلاح النظام تبدو معقولة للوهلة الأولى .. ولكنها مع ذلك غير ناجحة !

هي تبدو معقولة لأنها لا تقوم على أساس الفهم الصحيح لطبيعة النظام وآلياته ..

هي تبدو معقولة  بالنسبة لمن ينادي بها .. لأن من ينادي بها لا يفهم النظام .

لا يمكن إصلاح النظام لأنه لا يمكن تخليصه من الإفقار ..

فالنظام القائم على الربح يقوم على الإفقار ..

السبب في ذلك أن الربح يقوم في جوهره على الاستغلال ..

فكيف يحدث ذلك ؟                    >>

 

مقدمة

الحياة كما تجب أن تكون - المجتمع الممكن الآن

ماهي الثروة ؟
                        المعادل العام
                        السلع    
                        الخدمات
                        مما تتكون السلع
                        مما تتكون الخدمات
                        النتيجة الهامة لحقيقة الثروة
                        الموارد الطبيعية
                        عمل الإنسان    
مشكلة الجهل في حقيقة النظام الاجتماعي

العالم كما هو الآن - الإنتاج على أساس الربح
                         منافع النظام الاجتماعي الحالي

 بنية النظام الحالي  - آلية عمل النظام وحتمية انهياره                     
                           آلية عمل النظام
                           تخفيض تكاليف الإنتاج
                           تطوير وسائل الإنتاج
                           المنافسة 
                           استقطاب الثروة - الإحتكار والإفقار المتزايد
                           السيطرة على المجتمع
                           حتمية سيطرة الإحتكارات على كافة مناحي الحياة
                            آثار سيطرة الاحتكارات على المجتمع
                           حتمية شلل النظام وانهياره
                            الأزمات الاقتصادية
                            ملخص لآلية عمل النظام والنتائج المترتبة عن ذلك   

تاريخ النظام الحالي - النظام القائم على الربح في عالمنا الموجود بالفعل
                          نشوء النظام وانتشاره
                         حركة النهضة
                         حركة الاستكشاف
                         الثورات الأوروبية
                         الثورة الصناعية
                         الاستعمار
                         محاولات الأمم المتضررة وحركات التحرر
                         تقدم الدول الغربية والتبعية
                         انتشار النظام والعولمة
                        وصول النظام لتخوم حدوده القصوى  

سلطان النظام - هيمنة النظام الاجتماعي وقواعد اللعبة
                         هيمنة النظام على أفراد المجتمع
                        النظام يفرض بنية المجتمع - هرمية المجتمع
                        هيمنة النظام على سياسات الدول
                         هيمنة النظام على السياسة والاقتصاد الدوليين
                        هيمنة النظام على مجمل حركة الأحداث - هيمنة النظام على التاريخ
                         ملخص هيمنة النظام الاجتماعي وقواعد اللعبة

النظام يعمل بالفعل - المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية
                       الهجوم على الطبقة الوسطى
                        معدلات النمو الاقتصادي المنخفضة
                       الاستحواذ والاندماج بين الشركات الكبرى
                       عولمة إنتاج السلع والخدمات
                       تخبط السياسات الحكومية وعجز إجراءات الحد من البطالة والفقر
                       اتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء

آثار النظام - انهيار الحضارة
                         استعباد الإنسان
                         انقراض البشر
                                          الحروب
                                          انهيار القيم
                                         الكوارث الطبيعية
                        النظام و الدوامة الجهنمية ونقطة اللاعودة

 إستحالة إصلاح النظام وضرورة هدمه

 جوهر النظام - الاستغلال
                    ماهية الاستغلال - الظلم
                    الظلم والاستغلال في نظامنا الحالي - حقيقة الربح

 آلية الاستغلال - كيف يُنفذ الظلم والاستغلال في نظامنا الحالي       
                     دور العمل
                     القيمة
                      القيمة المضافة
                      تبادل السلع والخدمات
                      السوق
                      النقود ووظيفتها في حفظ القيمة والتبادل
                                          الذهب والفضة
                                          دور النقود في حفظ القيمة
                                          دور النقود في تبادل السلع      
                                          النقود كوسيط في التبادل - المعادل العام
                                          النقود الورقية
                                          النقود الإليكترونية 

                  التكافؤ في القيم عند التبادل
                 تحقق الربح في العملية الإنتاجية - كيف يحدث الاستغلال 
                 تقاسم الربح
                 السعر - الفارق بين السعر والقيمة
                 دفاع عن الربح والنظام القائم على الربح
                 استغلال وليس شراكة
                 الإنتاج في المجتمع الممكن

 في نشأة النظم الاجتماعية - بداية التاريخ وظهور الاستغلال
                                         بداية التاريخ - ما قبل الاستغلال 
                                         نظام العبودية وظهور الاستغلال
                                         نشوء الدولة
                                        النظام الإقطاعي
                                        بدايات ولادة نظامنا الاجتماعي الحالي

 عصر مفترق الطرق - النظام يصل لتخوم حدوده القصوى   
                                         مرحلة الانتشار
                                         مرحلة العولمة 
                                         طريق الدمار والفناء
                                         طريق التطور والنماء
                                         حقيقة واقعة وليست مثالية
                                         حتمية المواجهة             

 أعمار الأنفس وعصور التاريخ - العصر الجديد
                                        عصر الطفولة
                                        عصر الشباب
                                        عصر النضج أو عصر الانقراض

 أساس النظام وأداته - حق التملّك

 خاتمة  

 تنزيل رسالة من السماء إلى الأرض