The Venus Project - Houses الإسكان The Venus Project - Energy الطاقة Cities In Seas مدن في البحار Self Erecting Structures المباني القائمة ذاتياً Space الفضاء
في المقاطع
أعلاه صورة لما يمكن أن يكون عليه المجتمع الإنساني ، كل ما
نحتاجه لتحقيق ذلك موجود لدينا الآن .
المقاطع أعلاه هي مقترحات لحلول علمية
وعملية لقضايا الطاقة و السكن والغذاء والفضاء كما يطرحها
مشروع فينوس .
مشروع فينوس هو طرح بديل لما يمكن أن يكون عليه المستقبل
القريب عندما يتحقق استغلال فعال وكفء للموارد المتاحة
لدينا الآن لبناء عالم وفرة وسلام خالي من الفقر والحروب
والشقاء .
يقوم مبدأ مشروع فينوس على أساس نظام اجتماعي قائم على الإنتاج
على حسب رغبات وحاجات البشر جميعاً وهو نظام لا يقوم على
الربح ولا يوجد به نقود ولا بيع وشراء ويقوم أساس هذا
النظام الاجتماعي على اقتصاد قائم على الموارد الطبيعية
الموجودة لدينا على الأرض الآن ، باستخدام المعارف العلمية
والتقنية الأكثر تقدماً المتاحة لنا في هذا العصر يمكن
بناء عالم وفرة وسلام لجميع بني البشر .
يحرص مشروع فينوس لتوضيح الآفاق الرائعة التي سيفتحها
الاستخدام الشامل للعلوم والتقنية والموارد الطبيعة حيث
يصبح كل شيء ممكن ومتاح وعلى أعلى مستوى دون مقابل لجميع
البشر حيث لن يُحرم أو يُظلم إنسان .
هناك الكثير من النماذج التقنية المتطورة تشمل جميع جوانب
الحياة كالطاقة و الإنتاج الغذائي و المساكن والإدارة
الاجتماعية القائمة على الذكاء الصناعي وحلول علمية وتقنية
لكل المشاكل التي تواجه البشرية ، جميع هذه النماذج
المعروضة قام بتصميمها جاك فريسكو مؤسس المشروع وهو عالم
ومخترع ومصمم ، تعطي هذه النماذج صورة رائعة عما
يمكن أن يكون عليه العالم عندما يتم الخلاص من نظامنا
الاجتماعي الحالي
إن كل ما يطرحه مشروع فينوس هو ممكن وعملي ويقوم على أساس
معرفتنا العلمية والتقنية الحالية وعلى الموارد الطبيعية
المتاحة على الأرض . ننصح بالاطلاع على موقع هذا المشروع لمزيد من التفاصيل ولإمكانية المساهمة فيه . https://www.thevenusproject.com/en
|
الحياة كما يجب أن تكون – المجتمع الممكن الآن
في مكان ما هناك مجتمع ..
سنتحدث عن هذا المجتمع بعض الشيء ..
السكان هناك لا يُطلب منهم أن يعملوا إلا لثلاث ساعات في اليوم ومع
ذلك هم يعملون دائماً لأنهم يحبون عملهم ..
عندهم لا يرتبط العمل بالمجهود الشاق أو الممل أو المزعج ..
ذلك الجهد الذي نقوم به نحن مرغمين لأننا في حاجة للعمل ، بالعكس
من ذلك فالعمل لديهم أشبه بالهواية التي يمارسونها .. لماذا ؟
لأن كل منهم يعمل في العمل الذي يتناسب تماماً مع ميوله ورغباته ..
لا يعمل لديهم أحد في مجال لا يرغب فيه .
من يميل بطبيعته للعمل اليدوي الصناعي والتعامل مع الأجهزة و
المكائن فعمله يكون في هذا المجال ..
من يميل بطبيعته للفنون .. للرسم .. للموسيقى .. للأدب ..الكتابة
فعمله الذي يحصل عليه
يكون في هذه المجالات حسب رغبته وميوله .
من يميل للبحث العلمي ..للاستكشاف .. للرياضيات .. للطب فعمله الذي
يتاح له يكون في المجال الذي يرغب ويميل إليه ..
في هذا المجتمع ومنذ طفولة الفرد لديهم ومنذ بداية تعليمه وتربيته
تُرصد وتُعرف ميوله ورغباته ثم يوجه لتنميتها وتعزيزها ، لهذا فهو
عندما يكبر ويصبح في السن المناسبة للعمل سيجد عملاً مناسباً
تماماً لميوله مهما كان .
لهذا السبب هم يعملون دائماً ..
فمجال عملهم هو نفسه مجال ميولهم الطبيعية ولهذا العمل لديهم أشبه
بممارسة هواية ..
ولهذا السبب فالإنتاج لديهم هائل والإبداع عندهم لا حدود له .
في هذا المجتمع عندما يبلغ الفرد لديهم سن العمل يُمنح مسكناً
لائقاً وأنيقاً .. يختار هو تصميمه وموقعه بما يتناسب مع ذوقه
وظروفه .. يكون هذا المسكن مُجهّز بأعلى مستوى من الأثاث والأجهزة
الحديثة والتي يختار نوعها وحجمها بنفسه ..
لكل فرد في هذا المجتمع مسكن كهذا بمجرد أن يصل لسن العمل .. وهو
يحصل على هذا المسكن فوراً دون أن يُطالب فيه .. وهو يحصل عليه
مجاناً دون مقابل !
كل شيء في هذا المجتمع هو مجاني دون مقابل ..
تحتاج للطعام أو الشراب .. هناك مراكز متخصصة موجودة في كل مكان
تحتوى على أصناف لا تعد ولا تحصى من أشكال الطعام والشراب كل ما
عليك فعله هو الذهاب لأقرب مركز لديك والحصول على ما تحتاجه .. أو
طلب ذلك بواسطة شبكة الاتصال وستصل لمنزلك .. دون مقابل .
تحتاج إلى ثياب .. كتب .. أجهزة .. أدوات .. مواد .. أي شيء تحتاجه
كل ما عليك فعله هو الذهاب للمراكز المتخصصة أو طلبه للحصول عليه
.. وسيصلك فورا .. دون مقابل .
لا يأخذ الأفراد هناك أكثر مما يحتاجونه لأنه لا معنى لذلك
طالما أن كل شيء متوفر لديهم في أي وقت ..
هناك شبكة هائلة وبالغة التطور من المواصلات قريبة ومتاحة للجميع
.. إذا أردت الذهاب لأي مكان في المدينة كل ما عليك هو المشي بضع
خطوات للوصول لأقرب مركز مواصلات تخدمها شبكة معقدة ومتطورة من
القطارات وغيرها من المركبات ، وهي كفيله لإيصالك لأي مكان في
المدينة خلال بضعة دقائق .. دون مقابل .
إذا أردت وسيلة نقل خاصة بك للذهاب لمكان نائي أو خاص فكل ما عليك
هو طلبها وستصلك خلال بضعة دقائق .. تستخدمها وعندما تنتهي منها
تعيدها يمكنك أن تحصل عليها في أي وقت تحتاجه .. دون مقابل .
وكذلك للسفر لأي مكان في العالم .. كل ما عليك هو معرفة أقرب رحلة
متوفرة ثم الذهاب إلى مطارات موجودة في كل مدينة .. ستصل لأي بقعه
في العالم خلال بضعة ساعات .. دون مقابل .
الرحلات السياحية على اختلاف أنواعها متوفرة ببرامج لا حصر لها ..
كل ما عليك إن أردت القيام برحلة سياحية مع عائلتك أو أصدقائك هو
اختيار البرنامج الذي يناسبك وفوراً يمكنك القيام بها .. أو إذا
أردت يمكنك اختيار برنامج سياحي خاص بك من ضمن آلاف الممكنات
ويمكنك القيام بذلك خلال بضعة أيام .. كل ذلك دون مقابل .
هناك أشكال لا تعد ولا تحصى من المراكز الترفيهية والرياضية
والثقافية .. مسارح .. سينمات .. متاحف .. ملاعب والكثير غيرها وهي
على أعلى درجات التطور والرقي متوفرة في كل مكان وفي أي وقت ..
يمكن لأي فرد في هذا المجتمع أن يختار ما يشاء منها لممارسته فوراً
.. دون مقابل .
الطعام والشراب .. والثياب .. والأجهزة .. والمواد التي تصنع منها
المنتجات والمباني .. والآلات .. والأدوات .. كل شيء
يستخدم في هذا المجتمع ولأي غرض .. كبيراً كان أم صغيراً ..
بسيطاً كان أم معقداً .. جميع الأشياء في هذا المجتمع لا ضرر منها
على صحة أفراد المجتمع أو بيئتهم ..
لا يوجد لديهم من يستفيد من الترويج لطعام وشراب أشبه بالقمامة أو
مواد سامة أو أجهزة ضارة لذا كل شيء لديهم لا يمكن أن يضر بصحة
أفراد المجتمع أو بيئتهم .
الجو والمناخ في هذا المجتمع في غاية النقاء والصفاء لأنه لا يوجد
ما يمكن أن يسمم أو يفسد أو يلوث بيئتهم ، الطاقة ووسائل النقل
والمواد المستخدمة جميعها وكل شيء آخر لا ينتج عنه أي ضرر أو تلويث
وكل المنتجات و المباني والمواد والأدوات يمكن إعادة تدويرها بعد
مضي وقت من الزمن وإعادة صناعتها بأشكال وتصاميم جديدة وأكثر
تطوراً .
بسبب المستوى العالي الذي يعيش فيه أفراد هذا المجتمع وبسبب نقاء
وصفاء مناخهم وبيئتهم فنادراً جداً ما يمرض أحدهم ..
حتى طاعني السن لديهم يتمتعون بصحة كاملة وفي الحقيقة هم لا يعرفون
المرض ..
ما قد يواجهونه هو بعض
أشكال الاعتلال البسيط في الصحة وعلى الرغم من ذلك لديهم مراكز
علاجية غاية في التطور والتقدم متوفرة في كل مكان ..
إذا أصيب أحد بالاعتلال فسرعان ما تصله المساعدة لمنزله حيث يعالج
هناك من قبل فريق طبي وتمريضي عالي الكفاءة وإذا اقتضت الحالة فيتم
نقله لأحد المراكز العلاجية حيث يتم رعايته بكل اهتمام ومحبة
وتفاني .. دون مقابل .
التعليم في هذا المجتمع هو من أهم مقوماته وهو تعليم على أعلى
مستويات الكفاءة ..
هو تعليم وتربية في نفس الوقت حيث يشارك المجتمع الوالدين في تربية
الأبناء وكشف قدراتهم وتنمية مواهبهم ولا يوجد لديهم أهم من
العناية في الأطفال وتربيتهم وتعليمهم مراعين أعلى درجات الاهتمام
بتنميتهم البدنية والفكرية والنفسية والأخلاقية والثقافية والروحية
..
كل طفل في هذا المجتمع يحصل على نفس هذا المستوى التعليمي العالي
..
في الحقيقة حتى أرقى الجامعات والمراكز التعليمية العالمية
الموجودة لدينا نحن الآن لا ترتقي لعُشر مستوى مراكزهم التعليمية
في كل شيء .. المباني .. التجهيزات .. والفريق التعليمي ..
والبرامج التعليمة .
منذ ولادة أي طفل في هذا المجتمع يتم متابعته بحنان ومحبة وكفاءة
عالية بالتعاون والمشاركة مع الوالدين .. كل ذلك دون مقابل .
في هذا المجتمع لا يوجد سرقة .. ولا جريمة .. ولا فساد .. لأنه لا
معنى لوجودها أصلاً ..
فعندما يكون كل شيء متوفر لكل أحد فلا معني أن يسرق أحد من أحد
شيئاً لأنه يمكنه الحصول على مثله عند الطلب ..
وكذلك لا معنى للجريمة بكافة أشكالها لأن الأسباب التي قد تدفع
للجريمة غير موجودة في الأصل ..
فعندما لا يكون هناك سبب للمرض فلا يمكن أن يكون هناك مرض !
وبالتالي فالأمان في هذا المجتمع هو على أقصى ما يمكن تصوره ..
أبواب المنازل والمباني لا تغلق ..
لا يوجد حراس ..
لا يوجد أجهزة أمن .. لماذا ؟
لأنه لا داعي لها !
كل أفراد هذا المجتمع ينظرون لأنفسهم كأفراد من أسرة واحدة ..
الاختلافات بينهم بالطبائع والشكل هي كالاختلافات بين الأخوة ..
كما انه لا يوجد معنى لأن يسرق فرد من آخر .. كذلك لا يوجد معنى
لأن تسرق أمه من أمة أخرى لذا لا يوجد لديهم حروب أو معارك ..
وهم في الحقيقة يرون أنفسهم كأمة واحدة لا فرق بين أفرادها وكثيراً
ما يمتّعهم التزاور بينهم والوقوف على التمايزات والتنوع بين
عاداتهم وثقافاتهم ..
كل شيء متوفر لكل أحد لذا لا معنى للخلاف والصراعات ولا يوجد
سبب لها ..
كل فرد فيهم يعمل عملاً منتجاً .. في الزراعة .. في الصناعة .. في
البحث العلمي .. في الإبداع الفني والرياضي ..
لهذا لا يوجد لديهم جيوش وأجهزة أمنية وتجسسية ..
ولا يوجد لديهم مئات الملايين من الناس يعملون في مجالات غير منتجة
وغير مفيدة ولا داعي لها .
ولا يُجبر أحدهم على عمل لا يرغب فيه فكما ذكرنا فالعمل عندهم على
حسب الميول والمواهب الطبيعية لكل فرد ..
الأعمال الخطرة والقذرة وأعمال الخدمة لا يعمل بها أحد .. تقوم
بهذه الأعمال آلات وأجهزة ذكية مصممة لهذا الغرض .
لا يوجد لديهم نشاط سياسي بالمعنى الذي نفهمه ..
لأن النشاط السياسي لدينا سببه أن طبقة .. أو أمه أو حزب ..
أو أي
فئة من البشر تسعى لتحقيق مصالح أو استرداد حقوق ..
هذا هو سبب النشاط السياسي لدينا ..
أما هم فلأن كل فرد منهم يحصل على كل شيء فلا معنى لديهم لأي شكل
من أشكال النشاط السياسي .
ليس لديهم قادة وحكام يحكمون ويملكون كما هو لدينا ..
بل لديهم شيء شبيه بالإدارة ..
في الحقيقة فإن المجتمع ككل يبدو كأنه يعمل بتناغم طبيعي بين مكوناته .. هذا
التناغم يبدو طبيعياً وسلساً لدرجة أن أحد لا يشعر به !
فمجتمعهم ككل يبدو كأنه جسد تعمل كل أعضاءه في تناغم وتوافق وانسجام
تام بين بعضه البعض ..
ومهمة الإدارة لديهم تنحصر في الحفاظ على هذا التناغم والانسجام بين كل
مكونات المجتمع .
لا يوجد لديهم نشاط اقتصادي كما نفهمه نحن ..
لا يوجد لديهم أسواق .. وإعلانات وترويج كاذب .. ولا يوجد لديهم
بيع وشراء ..
يوجد لديهم إنتاج اقتصادي عالي المستوى والكفاءة ..
صناعة وزراعة وخدمات لا حصر لها يتم إنتاجها وتبادلها بين مكونات
المجتمع بتنظيم وتنسيق وتخطيط مسبق مدروس بعناية ودقة ..
هم ينتجون على حسب وعلى قدر حاجات المجتمع ورغبات أفراده ثم
يتبادلون المنتجات فيما بينهم دون بيع أو شراء ..
من يزرع فهو يزرع لجميع أفراد المجتمع وعلى حسب حاجاتهم وبقدر
رغباتهم ومن يصنع فهو يصنع على نفس الشاكلة ثم يتبادلون المنتجات
ويوزعونها على المراكز وبهذا فالجميع يستفيد من الجميع .. لا بيع
ولا شراء .
لهذا فلا يوجد لديهم نقود أو أموال بأي شكل من الأشكال ..
لا يعرفونها لأنه لا معنى لها ولا داعي لها في مجتمعهم ..
لا يوجد لديهم بنوك ولا قروض ولا بورصات ولا شركات ولا أي شيء من
ذلك .
نشاطهم الاقتصادي هو بكل بساطة عبارة عن مراكز إنتاج واستخراج
وتصنيع وزراعة ثم توزيع وتبادل المنتجات والخدمات بين هذه المراكز
على حسب حاجة ورغبة كل فرد وكل مدينة .
في هذا المجتمع لا يوجد تفاضل في جمع المقتنيات الاستهلاكية أو
مفاخرة في المباني والممتلكات والمجوهرات لأن كل شيء متوافر لكل
أحد فلا معنى للتفاضل والتفاخر !
لا يقيّم الفرد هناك بما يملُك .. لأن الجميع يملكون كل شيء .
فعندما لا يكون هناك داعي ولا معنى للتقييم والتفاضل بالممتلكات
والمقتنيات فبماذا يقيمون أنفسهم إذا ؟
هم يقيمون أنفسهم بالعمل .. بالإبداع .. بالإنجاز .. بالاكتشاف
والابتكار ، وفي مجتمع يعمل كل فرد في المجال الذي يتلاءم مع
طبيعته وميوله ومواهبه فحدث ولا حرج !
وأفضل ما في هذا المجتمع هو في صفاء نفوس أفراده وفي مستواهم
الأخلاقي .
وهو أمر طبيعي لمن يتوفر لديه كل ذلك !
عندما يأمن الفرد على نفسه وعلى من يحب منذ لحظة ولادته وحتى لحظة
وفاته ويحصل على كل شيء يحتاجه ويتمناه
ويتعلم ويتربي منذ
الطفولة بمحبة وحنان فكيف يمكن أن تكون له نفس حاقدة أو كارهة أو
خبيثة ؟
فالنفوس الحاقدة .. والكارهة .. والعدوانية .. والشريرة كلها تأتي
نتيجة للحرمان من شيء ما في وقت من الأوقات ..
هي تنتج من الخوف والغضب
و الشعور بالنقص .
لا توجد أحقاد .. ولا عقد نفسية ولا اضطراب ولا ضياع ولا مخدرات
ولا كآبة ولا حزن ولا قهر ولا حسرة ..
لا يوجد قلق ولا خوف ولا غضب ولا انتقام ولا غيرة ولا حسد ..
لا توجد هموم .. ولا مخاوف ولا مشاغل ..
لماذا؟ هل لأنهم ملائكة ؟!
لا .. ولكن لأن كل ما قد يؤدي لهذه الآفات النفسية لا يوجد لديهم .
لهذا فهم دائماً هادئون .. سعداء .. كرماء متعاونون ومطمئنون وفي
حالة دائمة من البهجة والسلام ..
وبسبب صفاء النفوس وخلو أذهانهم من الهموم والمخاوف فكل شيء يُلفت
انتباههم ويثير فضولهم .. تماماً كالأطفال الذي يلفت انتباههم كل
شيء .
وهم لنفس السبب يرون الجمال في كل شيء ..
يستمتعون بكل شيء .. وبأي شيء
وعلى الرغم من كل ذلك ولأنهم يحبون ما يقومون به ولأن عملهم هو
نفسه هوايتهم وميولهم فهم لا يتوقفون لحظة عن البحث والابتكار
والتطوير !
لذا فلديهم علوم بالغة التقدم ومعرفة عميقة عن الكون وكل ما فيه
وهي علوم ومعارف تتقدم بفضل التسابق بينهم على العمل والابتكار
والإنجاز ..
وبفضل هذه المعرفة العميقة في الكون والحياة وبسبب صفاء نفوسهم
فالإبداع الفني على مختلف أنواعه
لديهم لا نظير ولا مثيل له ..
هو ليس إبداع كما نعرفه نحن .. بل هو شيء أقرب للإعجاز الفني !
وبسبب كل ذلك فهم أهل حكمة عميقة وتبصّر لا يمكن تخيله .
كل هذه الصفات النفسية والذهنية العالية الموجودة لديهم ..
كل صفاء النفس وخلوها من الشوائب التي عليها نفوسهم ، وكل القدرات
الفكرية والذهنية العالية التي يتمتعون بها ..
كل السعادة والبهجة والسلام التي يشعرون بها طوال الوقت ..
كل ذلك ليس لأنهم مميزون عن غيرهم من المخلوقات أو نوع آخر من
الأجناس ..
هم في النهاية بشر مثلنا !
ولكن كل ذلك هو نتيجة لسبب أساسي ..
وهو إن النظام الاجتماعي والاقتصادي قائم على استخراج أفضل ما في
أفراد المجتمع ..
وهو يقوم بذلك بكفاءة عالية ..
وهو يقوم بذلك بشكل يتطور دائماً .
هل يظن القارئ إن هذا المجتمع هو مجتمع خيالي لا يمكن أن
يوجد على أرض الواقع ؟
إن الحقيقة الفعلية والواقعية هي إن
هذا المجتمع هو مجتمع ممكن ..
إن الحقيقة الفعلية والواقعية التي لا
مبالغة فيها هي إن هذا المجتمع يمكن أن يكون مجتمعنا نحن الآن في
هذا العصر .
كل ما نحتاجه لتحقيق هذا المجتمع هو موجود لدينا الآن ..
لا يوجد ما ينقصنا ولا يمنعنا من تحقيق هذا المجتمع الآن ..
كل شيء نحتاجه لتحقيق ذلك متوفر لدينا الآن .. وفي هذا العصر
بالذات .
ما الذي يجعل واقعنا الحالي بعيد كل البعد عن مثل هذا المجتمع ؟
الفقر .. المرض .. الجهل .. القهر .. الظلم .. الاضطراب .. الحروب
.. الطائفية .. المذهبية .. الفئوية .. الكراهية .. الخوف ..
الحسرة .. الكآبة .. الجريمة .. انحطاط القيم .. انهيار الأخلاق ..
التشرد .. الضياع .. البطالة .. المخدرات .. الدعارة .. الفساد ..
الاحتيال .. الكذب .. النفاق .. الحقد .. الآلام النفسية التي لا
حصر لها .. الآمال الضائعة والمستقبل المفقود ...
كلها سمات مجتمعاتنا الإنسانية وعصرنا الحاضر ..
كلنا نعلم ذلك ونستشعر به ولا حاجة للتطويل فيه !
إذا كان المجتمع الذي تحدثنا عنه هو مجتمع ممكن ..
وإذا كان كل ما نحتاجه لتحقيق هذا المجتمع متوفر لدينا الآن فلماذا
لا يتحقق ؟ لماذا مجتمعنا بعيد كل البعد عن ذلك ؟
لأن هناك عوائق تعيق تحقيق ذلك
أول وأهم هذه العوائق هي الجهل ..
الجهل بأن هذا المجتمع هو مجتمع ممكن وهو ممكن أن يحدث
الآن ..
الجهل بأن كل ما نحتاجه لتحقيق هذا المجتمع موجود معنا
ومتوفر لدينا .. هنا والآن .
سنبين في الأقسام التالية لماذا إن هذا المجتمع ممكن ..
وسنبين لماذا إن كل ما نحتاجه لتحقيق ذلك متوفر لدينا ..
ثم سنبين بعد ذلك لماذا مجتمعنا بالشكل الذي عليه الآن ..
وسنبين لاحقاً لماذا إن العمل والسعي لتحقيق هذا المجتمع هو أمر
لابد منه .. لا مجال أمامنا الآن إما أن نسعى لتحقيق هذا المجتمع
وإما أن نضيع ..
لا توجد مبالغة في ما ذكرنا ففي الحقيقة الفعلية لا خيار أمامنا ..
إما كل شيء أو لاشيء ..
لأن المجتمع الذي نحن فيه الآن وعلى كل الشرور التي به لن يبقى
كذلك .. سيزيد الوضع سوءاً أكثر وأكثر .
وهي حقيقة لاشك فيها تفرضها طبيعة مجتمعنا الحالي الأمر الذي
سنوضحه لاحقاً .
لاشك أن كل إنسان يعيش هذا العصر ويعاني مما فيه ويرى كل هذا
الخراب حوله يظن أن مثل هذا المجتمع لا يمكن أن يتحقق لأنه يظن أن
كل شيء لا يمكن أن يكون بلا مقابل .
لابد من المال للحصول على المسكن اللائق ..
لابد من المال للحصول على الطعام والشراب والعلاج والتعليم والمئات
من الحاجات والخدمات التي لا تنتهي .
يصعب أن يفهم من اعتاد الحياة في مجتمعاتنا الإنسانية الحالية أنه
يمكن الحصول على كل شيء دون مقابل وأن مجتمع يوفر ذلك يمكن أن يوجد
.
يصعب أن يفهم من اعتاد الحياة في عصرنا كيف يمكن الحصول على كل ذلك
دون مال .. دون ثروة .
ما يهمنا أن يعلمه القارئ ويفهمه تمام الفهم هو إنه يمكن الحصول
على كل شيء دون مال ودون ثروة .. ودون مقابل .
ولمعرفة ذلك علينا أن نفهم .. ما هي الثروة ؟
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |