|
خاتمة
كل الأحداث التي تقع الآن هي تقع تحت تأثير النظام الاجتماعي القائم على
الربح الذي نخضع لسلطانه ..
التفت حولك ..
تابع ما يجري من أحداث ..
الأزمات السياسية .. الحروب .. المؤامرات والدسائس بين الدول .. الاضطرابات
الداخلية في كل مجتمع ودولة ..الأزمات الاقتصادية .. الفقر ..
المرض .. الجوع .. الجريمة .. وكل ما يترتب عن ذلك ..
كل شيء يحدث حولنا هو
يحدث تحت تأثير نظامنا الاجتماعي .
الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية التي تحدث والتي
تبدو لنا عشوائية .. غير مترابطة .. محيّرة ..
بل مستعصية على الفهم
تتكشف فور فهمنا للنظام الاجتماعي ومعرفتنا لآليات عمله والنتائج
التي تترتب وستترتب عنه .
وكل ما نتمناه في هذه الرسالة هو أن نكون قد نجحنا في إيضاح جوهر طبيعة
نظامنا الاجتماعي وآليات وأسس عمله والظلم و الاستغلال الذي يمثل
جوهره .
لقد كان طرحنا في هذه الرسالة بعيد كل البعد عن المثاليات
الأخلاقية ..
لقد حرصنا على أن يكون طرحنا هو طرحاً علمياَ وعملياَ
وموضوعياَ .. دون أي التفات لرأي أو حكم .
كل ما يهمنا هو أن يفهم القاري كيف يعمل نظامنا الاجتماعي
كما يحدث فعلياً على أرض الواقع ..
ونتمنى أن يفهم القارئ أن حديثنا المتكرر عن ضرورة هدم
النظام وتغييره هو نابع في الأساس من منطلق الضرورة العملية .
نأمل ألا يظن القارئ إننا نأخذ رأياً متطرفاً عند الحديث عن ضرورة هدم
النظام والقضاء على الاستغلال .. بل إنها دعوة تقتضيها ضرورة
بقائنا نفسه وضرورة إنقاذ الإنسان من قيود هذا النظام الاجتماعي
الذي استنزف ولم يعد صالحاً للاستمرار .
فالمجتمع الإنساني في عصرنا الراهن هو مجتمع مريض .. ولكي
يشفى هذا المجتمع فلابد من اجتثاث سبب المرض .
فليس من الاعتدال الاكتفاء بإعطاء المسكنّات لإنسان يعاني أشد
العناء من مرض مستشري في جسده .. فلن يشفى المريض من أخذ المسكنات
..
لكي يشفى المريض فلابد من البحث عن أصل المرض وعندما
يُكشف سبب المرض فلابد من اجتثاثه من جذوره
.. ولا يمت هذا الرأي
للتطرف في شيء بل إن الضرورة العملية هي التي تقتضي ذلك .
وأصل مرض المجتمع الإنساني هو النظام الاجتماعي القائم
على الربح .
وقد حرصنا أشد الحرص على أن نبيّن ذلك في هذه الرسالة ..
وعلى الرغم من إننا ركزّنا في هذه الرسالة على الجانب العملي إلا إننا ذكرنا
من قبل ونذكر هنا إن نظامنا الاجتماعي لا يمكن أن يستمر ..
وهو نظام لا يمكن أن يستمر لأنه نظام غير
أخلاقي ..
فهو نظام يقوم على الظلم .. ولا يمكن أن يبقى ويستمر إلا
على مزيد من الظلم .
فيتبين هنا معنا أن الضرورة العملية والقيم الأخلاقية
تتماشيان معاً في نفس الاتجاه .. فهل هي مصادفة ؟
هل هي مصادفة أن الضرورة العملية توجب حتماً القضاء على
نظام هو في جوهره لا أخلاقي ؟
بالطبع لا ..
لأن الضرورة العملية والضرورة الأخلاقية لا يمكن أن
يفترقا .
هذه حقيقة من حقائق الواقع .
فقد أوضحنا في رسالة الخروج إلى الداخل أن سبب ذلك هو إنه
لا يوجد شيء يوصف بالعملي وشيء يوصف بالأخلاقي ..
لا يوجد هناك شيئان ..
هناك شيء واحد فقط .. هو الواقع .
الواقع هو كلٌ واحد لا يمكن أن ينفصل .
المعرفي
والأخلاقي والعملي هما مظاهر لشيء واحد هو الواقع نفسه ..
عندما
يظهر الواقع في الفكر يسمى معرفة ..
وعندما
يظهر الواقع في السلوك يسمى أخلاقاً ..
وعندما
يظهر الواقع كغاية وهدف يسمى نتيجة عملية .
هذه هي طبيعة الواقع
كما هو بالفعل .. وقد أوضحنا ذلك في الرسالة المذكورة .
ماذا يعني
ذلك ؟
معنى ذلك
إن الواقع نفسه أخلاقي .. وإنه لا يمكن أن ينجح عملياً أي سلوك
يكون لا أخلاقي .
قد تبدو
بعض الأفعال غير الأخلاقية إنها ناجحة عملياً ..
ولكن هذا
لا يمكن أن يستمر إلا لبعض الوقت .. فعاجلاً أم آجلاً سيتحول
السلوك غير الأخلاقي لوبال على من يقوم به ..
وكلما
طالت المدة التي ينجح عملياً بها ما هو غير أخلاقي .. كلما كان
الوبال الذي سيأتي أعظم حدة وأشد هولاً .
الأمر هنا أشبه بمن
يسبح في محيط هادر بعكس اتجاه الأمواج
.. قد ينجح لبعض الوقت ولكن عاجلاً أم آجلاً سينكسر أمام
جبروت المحيط وأمواجه الجارفة ..
المحيط هو الواقع ..
واتجاه هذا المحيط دوماً في الاتجاه الأخلاقي .. في الاتجاه نحو
المصدر الأول .. لذا لا ينجح ولا
يمكن أن ينجح أي سلوك يعاكس هذا الاتجاه .
إن هذه حقيقة واقعية
يعلمها أهل الحكمة والسالكون على دربهم ويختبرونها بأنفسهم خبرة
مباشرة .
فالجسد
الذي يتجه كل الغذاء فيه لعضو واحد وتترك بقية الأعضاء في حالة من
النقص هو جسد مريض ولا يمكن أن يستمر إلا لبعض الوقت ..
عاجلاً أم
آجلاً سيضطرب الجسد كله وسينهار .. وسينهار معه العضو الذي استحوذ
على كل الغذاء .
السبب في
ذلك أن الجسد هو كلٌ واحد لا يمكن أن تُفصل أعضاءه بعضها عن بعض ..
هذا هو الواقع الفعلي والموضوعي للجسد .
والواقع
هو أن الإنسانية هي كلٌ واحد .. لا يمكن لمكوّن منها أن ينفصل عن
بقية المكونات ..
فإن حدث
ذلك فهو لن يستمر إلا لبعض الوقت .. ثم ستصل الإنسانية حتماً إلى
حالة الانهيار ..
وفي وصول نظامنا
الاجتماعي لتخوم حدوده القصوى نكون قد وصلنا إلى مشارف حدود انهيار
البشرية ..
وقد بيّنا كيف إن
آليات النظام نفسه ستفرض انهياره ولن يتمكن أحد أبدأ من منع هذا
الانهيار ..
فهكذا هي
طبيعة الأمور .. لا يصح إلا الصحيح !
وقد بيّنا في رسالة
الخروج إلى الداخل إن الإنسان لا يختبر إلا شريحة ضيقة بالغة الضيق
من الواقع الموجود بالفعل والسبب في ذلك هو أن الإنسان يعيش حبيساً
في شبكة متفاعلة من صنعه هو .. هي الشبكة المتفاعلة .. هي
الماتريكس .
هذه
الشبكة تتكون من مجمل الأفكار والقيم والعادات والمفاهيم التي تزرع
في رأسه منذ ولادته فتحبسه داخلها وتحجب عنه ما يقع خارجها ..
هذه الشبكة تتحرك
وتتفاعل وتؤثر وتتأثر مكوناتها ببعضها البعض ..
ولا يمكن للإنسان من
الخلاص من معاناته إلا بكسر جدران هذا السجن للخروج منه واختبار
الواقع كما هو بالفعل .
ونظامنا
الاجتماعي هو هذه الشبكة المتفاعلة ..
النظام
الاجتماعي ليس شيئاً منفصلاً عنا ..
النظام
الاجتماعي ليس شيئاً يأتي من السماء .
النظام
الاجتماعي مهما يكن هو في النهاية تفاعل البشر فيما بينهم ..
الإنتاج
.. البيع .. الشراء .. التوزيع .. التملّك .. الاستغلال ..هي
نشاطات تحدث داخل أي نظام اجتماعي ..
وما يترتب
عليها من إفقار .. حروب .. اقتتال .. جريمة .. حسرة .. قلق كلها
أيضاً نشاطات تنتج عن النظام الاجتماعي .
كل هذه
النشاطات هي فعلنا نحن ..
هي تأتي
من تفاعلنا مع بعضنا البعض ..
القيم
والأفكار .. والمفاهيم الدينية .. والعادات والتقاليد ..التي يحدث
هذا التفاعل من خلالها كلها موجودة في عقولنا وأنفسنا .
هذه هي
الشبكة الذهنية التي تحجزنا داخلها .
النظام
الاجتماعي هو نحن !
ونظامنا الاجتماعي
ابتعد كثيراً عن جادة الصواب ووصل الآن للمرحلة التي لن يمكنه
الابتعاد أكثر من ذلك بكثير ..
فالنظام الاجتماعي بدأ
مع بداية وجود الإنسان .. منذ كان مجرد مجموعات متفرقة هنا وهناك
لا تربطها ببعضها إلا أوهي الروابط ..
في كل تقدم وتتطور حدث
في التاريخ .. كان التواصل بين المجتمعات البشرية يتزايد من خلال
التجارة والحروب ..
بهذا
تقاربت مكونات الشبكة المتفاعلة وبدأت بالدوران والتأثير على بعضها
البعض .. تماماً كما يبدأ الإعصار أو الدوامة بالتشكل ..
ومع كل
تطور في المجتمع الإنساني أكثر يزداد التواصل وتزداد سرعة دوران
الدوامة ويضيق اتساعها
أكثر
وكلما
زادت سرعتها وضيق اتساعها كلما أصبح من الصعب على من علق داخلها من
الانفلات من قبضتها ..
وهانحن الآن بعد أن
وصلنا لنظامنا الاجتماعي الحالي القائم على الربح .. وبعد أن وصل
هذا النظام لأقصى حدود انتشاره .. وبعد أن أصبح العالم كله كدولة
واحدة خاضعة لقواعده وسلطانه نكون قد وصلنا لقرب الدرجة القصوى
من السرعة في الدوران وأقصى درجات الضيق في الاتساع ..
وهو ما نراه كاضطرابات
تنتشر في كل مكان .. وكفقر .. ومرض .. وجريمة .. وقلق .. وخوف ..
وحيرة .. وارتباك .. وضياع ..
الكل يعاني ولا يعلم
ما الذي عليه فعله .. ومن لم يعاني حتى الآن سيعاني حتماً عما قريب
!
كل هذا
لأن جدران السجن ضاقت حولنا أكثر .. وتصلّبت وأصبح من الصعب
اختراقها .
ولكي
نتمكن من اختراق هذه الشبكة والخروج من السجن الضيق فلابد أن نتخطى
هذه الحواجز في عقولنا وأنفسنا .
وهو أمر يتطلب أن نتحدى أنفسنا ونتخطى حدود ذواتنا ..
هناك
مفاهيم .. معتقدات .. عادات وتقاليد .. أفكار وفلسفات ..قيم
وسلوكيات لابد أن تهدم وتستبدل بغيرها ..
وهو أمر
يتطلب شجاعة .. وصدق .. وإرادة لا تلين ..
فهل سنكون
قادرين على التخلص من هذه الأنانية المستشرية في أنفسنا حتى النخاع
والتي ورثناها عبر آلاف السنين ؟
هل يمكن
أن نفهم بأن "ما هو لي"
ليس في الحقيقة "هو لي" .. بل هو للجميع ؟
هل يمكن
أن نصل للقناعة بأن الأرض وما فيها من موارد لا يمكن أن تكون ملك
لشخص أو فئة من البشر ؟ وإن هذا المفهوم بالذات هو الذي
أوصلنا لما نحن فيه ؟
هل يمكن
أن نصل لليقين بأنه لا يمكن أن ينجو أحدنا بمفرده ؟ وأننا جميعاً
نبحر في مركب واحد فإذا غرق هذا المركب سنغرق جميعاً ؟
هل سنفهم
حقاً أن الإنسانية هي فعلاً جسد واحد لا يمكن لعضو واحد فيه
أن يعيش دون بقية الأعضاء ؟ فالحياة إما أن تكون لجميع الأعضاء
وإما أن يموت الجسد وكل أعضاءه .. هل يمكننا أن نفهم ذلك ؟
هل يمكن
أن نعلم علم اليقين إننا نعيش جميعاً في أرض واحدة و خلال نظام
اجتماعي واحد مترابط وانه لا يمكن فصل جزء منه عن الجزء الآخر؟ وإن
النظام الاجتماعي عندما ينهار فهو سينهار على رؤوسنا جميعاً وانه
لن ولا يمكن أن يسلم أحد ؟
هل سنصل
للمرحلة التي عندما نرى فيها جائع أو محتاج نستشعر ليس فقط بالشفقة
والعطف بل بالخطر المباشر على أنفسنا نحن ؟
هل يمكننا
أن نصل للفهم من أن النظام الذي يمكن فيه ظلم إنسان واحد سيؤدي
حتماً إلى ظلم كل إنسان آخر فيه ؟
هل يمكن
أن نتخلى عن أحلام الثراء الشخصي دون الاكتراث للآخرين ؟ هل
يمكن أن نفهم أن النظام الاجتماعي نفسه لن يسمح لنا بتحقيق هذا
الحلم الشخصي؟
فعندما
يكون هناك سباق فلا يمكن أن يفوز فيه الجميع !
هناك فائز
أو بضعة فائزين .. وغالبية المتسابقين سيكونون من المهزومين ..
لا يمكن
أن يفوز إلا الأقلية .. هذا هو تعريف السباق !
هل يمكننا
أن نفهم إن هذا هو ما يحدث فعلياً في عالمنا الآن ؟ وأن الأقلية
القليلة التي تمتلك أغلب ثروات الأرض لا يمكن أن تسمح للبقية
بالانتصار.. فنحن جميعاً في نظام اجتماعي يقوم على المنافسة
والتسابق وهم المنتصرون فيه ؟
هل يمكن
بالتالي أن يفهم كلٌ منا أن أحلام الثراء الشخصي هي أحلام مستحيلة
لا يمكن أن تتحقق في نظام يقوم على هذه الأسس ؟
هل يمكن
أن نفهم أن عمل المرء لنجاة نفسه فقط دون الاكتراث بالآخرين
ستؤدي إلى القضاء على نفسه وعلى الآخرين معاً ؟
هل يمكن
أن نفهم كل ذلك ونعلمه علم اليقين ؟
وهل ستكون
لدينا القدرة للعمل بمقتضى ما فهمناه وعلمناه ؟
فعندما
نفهم ذلك ونعلمه فهل ستكون لدينا الإرادة والشجاعة لهدم كل
المفاهيم .. العادات والتقاليد .. الأفكار .. السلوكيات ..
المبررات التي لا تنتهي .. والتي
جميعها تخالف ما فهمناه وعلمناه علم اليقين ؟
هل يمكننا
أن نكسر كل هذه الحواجز والحدود الفكرية والثقافية والنفسية والتي
تقف بيننا وبين تحقيق المجتمع الممكن ؟
هل يمكننا
أن نتوقف عن اللف والدوران الذي نبرع بهما كثيراً لنتجنب ولنتهرب من
مواجهة هذه الحواجز والحدود في أنفسنا ؟
فنحن لا
نبرع في شيء كما نبرع في اللف والدوران للهروب من الحقيقة !
لدينا
قدرة هائلة على تزوير الحقائق ..
إيجاد
المبررات ..
تحريف
المفاهيم والمعارف الصحيحة ..
كل ذلك
حتى نبرر لأنفسنا ما نفعل وحتى نتهرب من الاستحقاقات التي علينا
مواجهتها ..
من السهل
علينا أن ندعي أن فهم النظام الاجتماعي كما أوضحناه في هذه الرسالة
هو فهم غير صحيح ..
ومن السهل
علينا اختلاق النظريات .. اختلاق الأفكار الفلسفية .. اختلاق
المبررات الدينية .. وعمل أي شيء وكل شيء
لنبرر نظامنا الاجتماعي .
ومن السهل
علينا الدخول في تفاصيل .. وتفاصيل التفاصيل .. وتفاصيل تفاصيل
التفاصيل .. حتى تضيع الحقيقة التي هي بيّنة وواضحة كنور الشمس
أمامنا ..
من السهل
علينا الكذب وخداع الآخرين ..
ومن السهل
علينا خداع أنفسنا والكذب على ذواتنا..
كل هذا
حتى نبرر لأنفسنا ما نفعل .. وحتى نتهرب من مواجهة ما علينا
مواجهته .
كل ذلك لن
يجدي نفعاً ولن يوصلنا لشيء .
الواقع لا
يكذب .
والواقع
يؤكد لنا أن نظامنا الاجتماعي غير قابل للاستمرار .. وإن هدمه
وبناء نظام جديد هو ضرورة لابد منها .
ولكي
نتمكن من بناء نظام اجتماعي جديد فالواقع يفرض علينا أن نتغير
..
أن نغير
مفاهيمنا وأفكارنا وسلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا ..
وأن ننظر للواقع والعالم والحياة بنظرة
جديدة .
الواقع
يفرض علينا أن نتخطى حواجز أنفسنا حتى نتمكن من اختراق هذه الشبكة
التي تخنقنا جميعاً .
فهل سنفهم
ذلك ؟
هل سنفهم
أن هذه الحواجز هي نفسها حدود هذه الشبكة المتفاعلة والتي أصبحت
تدور بسرعة هائلة الآن والتي تصلّبت جدرانها وحبستنا داخلها ؟
وأن هذه
الحواجز والحدود هي موجودة فينا نحن .. في أنفسنا وعقولنا .. ونحن
الذين ندعمها ونحافظ عليها ونقويها ؟!
هل سنفهم
أن كسر هذه الحواجز وتحطيمها وتخطيها هي التي ستمكننا من كسر جدران
هذا السجن الذي نختنق فيه ؟
لو تمكنا
من التخلص من كل هذه الحواجز غداً .. يمكننا تحقيق المجتمع الممكن
غداً !
فالمجتمع
الممكن هو مجتمع ممكن تحقيقه الآن لأن كل ما نحتاجه موجود
لدينا ولا يقف بيننا
وبينه إلا هذه الحواجز والحدود .. فهل يمكن أن نتجاوزها ونتخطاها
ونحطمّها ؟
هل سنحطم
هذا النظام وحدوده أم سننتظر إلى أن يحطمنا هو ؟
هل سنتمكن
من فعل ذلك قبل أن نصل إلى نقطة اللاعوده حيث لن ينفع بعدها أي فعل
نقوم به ؟
لقد
أوصلنا أنفسنا لهذه الحال ولم يعد لنا الخيار ..
لابد أن
نتحدى أنفسنا .. ولابد أن نتخطى حدود ذواتنا ..
فسواء شئنا أم أبينا هذة هي المهمة التي يجب أن ننجح بها
وسواء شئنا أم أبينا لقد أوصلتنا آليات النظام الاجتماعي لمفترق طرق
لابد أن نختار منه طريق من طريقين ..
إما
المجتمع الممكن وإما الموت ..
إما العصر
الجديد .. وإما الانقراض .
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |