|
التقنيات الحرة .
التعلم الدائم ..
البحث والتعلم و محاولة الفهم في كتب الحكمة ..
وفي كل مناحي المعرفة .
القراءة والبحث هي من السلوكيات التي لابد أن القارئ الذي وصل معنا إلى هذه
المرحلة معتاد عليها بدرجة ما ..
لأنها من طبيعة وضروريات المرحلة التي يمر بها القارئ الآن .. من طبيعة عمر
نفسه .
نذكرها هنا للتأكيد والحث عليها .. ومطالبة السالك
بتعزيزها في نفسه .. وتقويتها في ذاته .. وتعميقها والتمسك بها ..
وألا يلتفت للجاهلين الذين يؤكدون على عدم جدواها .. على السالك ألا يلتفت
لهم فهم لا يعلمون ما يقولون !
ندعو السالك لأن يقرأ في كل شيء ويبحث في كل شيء .. ولا
يخشى البحث عن أي شيء ..
عليه ألا يخشى من تغيير أفكاره ومعتقداته ..
ليبحث في كل الآراء .. الأفكار .. المعتقدات .. التوجهات .. وليفهمها
وليوازن بينها وليطرح ما يعتقده منها .. دون أن يخشى شيء كائناً
ما كان .
فإن كان هناك شيء في حاجة للتغيير فليتغير إذاً .. دون
تردد !
إن هذا البحث هو الذي يعمق الفكر .. ويزيد الذكاء ..
ويوسع المعارف .. ويرفع الوعي .. وهو ما يهدف له السالك ..
لقد نصحنا السالك في قسم التقنيات التي تتطلب جلسة أن يلتزم بالتقنيات كما
هي حتى لو لم يفهمها ..
نعم .. ولكننا لم نقل ألا يتفكر فيها !
سيجد السالك في نفسه رغبة قوية في فهم هذه التقنيات وكيف تعمل في نفسه ..
وسيجد فضولاً شديداً في نفسه في فهم العوالم التي ستنكشف له من
خلال هذه التقنيات ومحاولة ربطها جميعاً في فهم واحد مشترك ..
المعتقدات الدينية .. الفلسفات .. العوالم الخفية كالعالم الأثيري
.. الكائنات العاقلة الأخرى .. العلوم الفيزيائية .. القدرات
الخارقة .. الخ
نحث السالك على القراءة والبحث في كل ذلك وفي كتب الحكمة التي يصف فيها
الحكماء من جميع المعتقدات والثقافات ما شاهدوه وما اختبروه خارج
الشبكة ..
فليحاول أن يفهم السالك هذه الكتب والتي هي في أغلبها مفعمة بالرموز
والرسائل الخفية .. والتي كثير منها يستصعب على الفهم ..
سيجد السالك أنه يريد أن يفهم ويربط كل ذلك بفهم مشترك واحد يرتاح إليه
ويرتضيه .. وكثيراً ما سيجد صعوبة في التوفيق بين كل ذلك !
إننا نحث السالك على كل ذلك ونطالبه بالتمسك والتعمق فيه
..
ونؤكد له أن الصعوبة التي سيجدها في ربط كل ذلك بنظرة واحدة هي صعوبة
طبيعية تواجه الجميع ..
والسبب في ذلك بسيط وواضح كل الوضوح ..
السبب في ذلك أن الواقع الفعلي هو واقع واسع وشديد الغرابة والتعقيد ومفعم
بالعجائب والغرائب والتناقضات والأضداد ..
الواقع الفعلي أوسع بكثير من قدرات العقل لاستيعابه ..
فطبيعي أن يحدث هذا الإشكال إذاً !
لهذا فنحن عندما نحث السالك للبحث والتفكر فنحن نحثه لعدم التوقف أمام
الإشكالات والتعقيدات التي يجدها في بحثه بشك أو خوف ..
إن هذا التناقض وهذه الغرائب هي ما يجعل
رحلة البحث ممتعة ومثيرة ..
فالإنسان لا يستمتع حتى في عالمنا هذا إلا في الأماكن المليئة بالغرائب
والمفاجئات والمتناقضات العجيبة ..
ولا يوجد شيء أغرب من الواقع نفسه !
عندما نحث السالك على البحث والقراءة فنحن نطالبه بأن يلتزم بالتقنيات التي
يمارسها حتى لو لم يفهمها لأن من أوصلها إلينا يعلمون أكثر منا
كثيراً ..
السالكون أشبه بالطلاب الذين يأخذون من معلمهم معارف لا يستوعبونها دائماً
ولكنهم يلتزمون بها لأنهم يعلمون أن من يعطيهم إياها هو أعلم منهم
..
والحكماء هم بلا شك اعلم من السالكين .. وهم بالضرورة أعلم من العوام !
فهم تمكنوا بالفعل من اختراق الشبكة التي نسعى نحن لاختراقها ..
لقد مروا بكل ما مررنا به .. وتجاوزوه .. فعندما يوصلون لنا تقنية ما فهم
يعلمون ما يفعلون ..
وسيكون من التناقض أن نتبع الحكماء ثم نرد عليهم في كل شيء لا نفهمه ..
فلماذا نتبعهم إذا ؟!
سنكون كمّن يذهب إلى الطبيب ثم يحتج لأي دواء يعطيه إياه لمجرد أنه لا يفهم
ما هو ولا كيف يعمل .. لماذا يذهب إلى الطبيب إذا ؟ّ!
إن القراءة والبحث هي من الممارسات التي تساهم مساهمة فعالة في إيقاد الرغبة
.. وشحذ العزم .. وتعظيم الفضول في نفس السالك للمزيد من المعرفة
والاستكشاف الأمر الذي سيحثه للالتزام بالممارسة وعدم الانحراف عن
الطريق ..
وإن القراءة والبحث في كتب الحكمة بالذات تساهم في تذكير السالك بهدفه والحث
على الالتزام به وعدم الانجراف أمام تيارات الشبكة التي لا تتوقف .
هناك الكثير من مدارس الحكمة التي تفرض على تابعيها أن يلتزموا بجلسات محددة
ومتكررة لتدارس الكتب المقدسة وكتب الحكمة وغيرها من المعارف
المخصوصة والكتب الخاصة ..
وتفرض عليهم الالتزام بحضورها
وتكلفهم بالكثير من الواجبات والاختبارات التي تدفعهم للمزيد من
الفهم والتعمق ..
ومن لا يلتزم يطرد من المدرسة !
تكون جلسات التدارس هذه يومية أو أسبوعية بعضها قصير وبعضها
تطول لتصل إلى نهار كامل ..
بالنسبة لنا ..
فنحن ندعو ان تكون هذه الممارسة من ضمن الممارسات الحرة
والتي ليس لها أوقات محددة على السالك الالتزام بها وضبط نفسه
للتقيد بها وإيجاد الطرق والمواضيع الأنسب للبحث فيها ..
بعض طرق الممارسة :
يمكن مثلاً للسالك أن يحدد لنفسه مجموعة من الكتب عليه
قراءتها وفهمها والتفكر بما فيها خلال فترة ما .. لنقل خلال ستة
أشهر ..
وعندما ينتهي منها .. يحدد مجموعة أخرى لفترة مماثلة ..
وهكذا ..
إن هذا التحديد يساعد في الإلتزام والانضباط على هذه
الممارسة ..
والتحديد ضروري .. انعدام التحديد سينتج عنه التأجيل ..
ثم التراخي .. ثم النسيان .
لقد وضعنا في قسم المكتبة بموقع نور الشمس مجموعة من الكتب والمراجع التي
نصحنا الباحثين للاطلاع عليها ..
محاولة فهم وتدارس أغلب هذه المراجع والتعمق في القضايا بالغة الأهمية التي
تتطرق إليها .. كفيلة بإشغال السالك لسنوات طويلة قادمة !
ونحن هنا نوجه السالكين أن ينطلقوا في بحثهم من هذه المراجع بأنواعها والتي
أشرنا لها .. ومن خلالها يمكن للسالك بنفسه التوسع والبحث عن
المزيد .
ننتقل الآن إلى أهم تقنية في الممارسة الروحية بكل
أنواعها .. وهي أساس وجوهر كل التقنيات ..
مراقبة وتصفية النفس ..
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |