|
أخطار وأعراض أخرى ..
مدخل
رحلة السير على طريق الحكمة ليست بالرحلة اليسيرة ..
هي ليست هزلاً !
إنها الرحلة التي لابد للإنسان أن يسير بها ..
هي قدر الإنسان شاء أم أبى ..
وهي رحلة خطيرة مليئة بالفخاخ والمتاهات ..
لذا فالسالك يواجه خلالها الكثير من الأخطار التي إما أن
تفرض عليه الرجوع والعودة للشبكة .. أو الانهيار تحت تأثير الضغط
الموجود على حدودها ..
وقد أوضحنا في المواضيع السابقة أهم الأخطار وأشدها فتكاً والتي لابد للسالك
من مواجهته لها ..
إن كان من السالكين الصادقين ..
وبينّا ماهية هذه الأخطار وكيفية عملها في ذهن السالك ونفسه .. وكيفية
مواجهتها والتغلب عليها بيسر وأمان ..
يتبقى بعض الأخطار التي قد تواجه بعض السالكين وقد لا تواجه بعضهم الآخر ..
الأمر هنا يعتمد على تركيب السالك وطبقات وعيه .. فالبعض
قد يعاني منها كلها والبعض قد يعاني من بعضها ..
سنشير لها هنا حتى يتبين السالك الصادق ماهيتها .. ويعلم
أنها أعراض طبيعية يتعرض لها السالك كما يتعرض لها غيره ..
وسنبين كيف يمكن للسالك أن يتخطاها ليضمن لنفسه رحلة آمنة .. وسريعة نحو
الهدف ..
فالمشكلة دائماً في الجهل ..
عندما يجهل السالك حقيقة هذه الأخطار وعندما يستشعر بها في نفسه فقد يعطيها
حجماً أكبر من حجمها ..
وقد يهابها .. ويضطرب بسببها ..
وفي هذه الحالة فطبقات الوعي جاهزة تماماً لتوليد الأوهام
!
والكائنات الأخرى مستعدة وجاهزة دائماً لإعطاء المزيد من
الحدة لهذه الأوهام !
ولكن ..
عندما يفهم السالك حقيقة هذه الأخطار .. ويعلم أنها لا تواجهه وحدة .. وأنها
مرحلة طبيعية ومتوقعة على طريق الحكمة ..
عندها يسهل التعامل معها .. ويسهل مواجهتها وتخطيها ..
من هذه الأخطار يمكننا تحديد الآتي :
الارتباك الشديد بين الشبكة وما وراءها .
التصلب في التعامل مع الحياة وما فيها .
الاشمئزاز من الشبكة وما فيها ومن فيها .
الكآبة و فقدان حس المتعة والاستمتاع .
يمكن الاستعانة بهذه الأخطار للفهم والقياس على أخطار
أخرى قد نكون لم نذكرها في هذه الرسالة ..
سنتحدث فيما يلي عن الارتباك ..
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |