|
المخاطر الأساسية .
الخطر الأول :
الخوف .
هو احد المخاطر الأساسية التي تواجه
الممارس وخصوصاً المبتدئ ..
الخوف ينبع في الأساس من
الجهل .
الجهل في حقيقة الواقع الفعلي كما هو بالفعل .. وبحقيقة الإنسان
وبالشبكة وعلاقتهما بالواقع الفعلي ..
الجهل في حقيقة ومعنى طريق الحكمة والممارسة الروحية .. والجهل
بالآثار والنتائج التي تترتب عليها وبالتوقعات التي يمكن أن تنتج
عن ذلك ..
عندما يمارس السالك التقنيات التي نصحنا بها ..أو أي تقنيات أخرى
من اتجاهات أخرى سيتسع مستوى الإدراك لديه لذا سيواجه خبرات جديدة
عليه لم يمر بها من قبل .
من مثل هذه الخبرات :
أحاسيس جسدية كتنميل في أعلى الرأس أو الظهر
.. أو تقلصات عضلية
مفاجأة أثناء النوم .. اتصال مع كائنات أخرى .. رؤية أشياء لا
يراها الآخرون أو سماع أصوات لا يسمعها غيره .. معرفة بعض أحداث
المستقبل .. معرفته المسبقة لما قد يفكر فيه الآخرون .. رؤيته
لواقع مختلف .. شعوره بحضور ما حوله .. أو شعوره بحركة ما .. شعوره
أثناء النوم أنه يطير أو يقع .. تغير نمط الأحلام لديه حيث تصبح
الأحلام أكثر وضوحاً وحدة من السابق .. قدرته على توجيه بعض
الأحلام بشكل إرادي .. أو شعوره كأنه يخرج من جسده وقد يراه من
الأعلى أو من زاوية خارجية ..الخ
وهذا الذي قد يسبب الخوف .
فالممارس الذي قد يُفاجأ بهذه الخبرات قد يصيبه الارتباك والخوف
لعدة أسباب ..
قد يظن أن هناك خلل ما في عقله أو إدراكه ..
أو أن ذلك بداية لمرض ما .. جسدي أو نفسي أو عقلي .
أو يخشى من أذى الكائنات الأخرى من الكائنات السفلية أو الجن ..
أو يخشى أن لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال ..
أو يخشى إن استمر في الممارسة أن يصاب بمرض عقلي .. الخ
وما يزيد الأمر سوءاً هو عندما يعبّر هذا الممارس لبعض أصدقاءه أو
أقرباءه ممن لا يعلمون ومما يعتمدون في معرفتهم على الأقاويل
الشائعة والكتب المليئة بالترهات ..
فيزيدون خوفه .. ويحذرونه
من الخطر ..
وبعضهم ينفر منه ويبتعد عنه ..
وبعضهم يعرضون عليه المساعدة بقراءة الكتب المقدسة أو بالذهاب إلى
بعض المشايخ والقسس .. الخ
وهو على الأغلب ونتيجة لجهل هؤلاء يضرون أكثر مما ينفعون ..
كما أن السالك ومن خلال بعض الخبرات الجديدة يحظى بلمحات عن واقع
آخر غريب عنه تماماً ..
لمحات عن واقع مجهول بالنسبة له .. يختلف تمام الاختلاف عن واقع
الحياة التي يعرفها ولا يعرف غيرها ..
واقع آخر يظهر كلمحات عن شيء يبدو كالأحلام وهو ليس كالأحلام ..
كالخيال وهو ليس كالخيال ..
لمحات سريعة لاهي
كالنوم ولا كاليقظة ولا كالأحلام !
فيخاف على نفسه من هذا المجهول .. ويخشى أكثر الابتعاد عما اعتاده
وإلفه من الحياة كما يفهمها ..
الأعراض التي ذكرناها .. الأحاسيس الغامضة .. الكائنات الأخرى ..
الواقع الغريب المجهول .. الخ
كلها قد تحرك فيه الخوف بل والرعب ..
وقد يؤدي هذا الخوف إلى توقف الممارس عن الممارسة وعن كل طريق
الحكمة خوفاً على نفسه وعلى من يحبهم ..
وحفاظاً على سلامة عقله ونفسه ..
وخوفاً من هذا المجهول الغامض ..
إننا نريد أن نؤكد للممارس الآتي :
إن كل هذه الأعراض التي ذكرناها هي أعراض طبيعية لا خوف ولا خطر
منها .
وهي نتيجة لتأثير تقنيات الممارسة على جسد ونفس وعقل السالك .. على
كيانه كله .
وسنوضحها هنا .
فالأحاسيس الجسدية :
التنميل .. التقلصات العضلية المفاجئة التي تحدث أثناء النوم أو في
حالات الاسترخاء ..
الأحاسيس بما يشبه السائل على الرأس أو بعض أعضاء الجسد..
سماع نوع من الطنين الخفيف في الأذن .. يُسمع عندما يكون المكان
هادئ ..
رؤية ما يشبه الأضواء عند إغماض العينين .. قد تكون هذه الأضواء
باللون الأبيض أو بألوان أخرى كالأحمر والأخضر والأزرق ..
شعور الممارس أنه يقع أو يطير عند النوم .
الشعور بأن الجسد يهتز نحو اليمين والشمال .. أو الأمام والخلف على
الرغم من أن الجسد ثابت ولا يتحرك .
وبعض الأحاسيس الجسدية الخفيفة الأخرى .
إذا حدثت هذه الأحاسيس فقط بعد الممارسة بعدة أشهر ولم تكن موجودة
من قبل فلا خوف منها لأنها طبيعية ..
فكل هذه الأعراض تحدث نتيجة لتفعيل الطاقة التي تحدثنا عنها وهي
البرانا
Prana
داخل الجسد الأثيري وتأثير ذلك على الجهاز العصبي والعضلي للممارس
.
أما الشعور بالاهتزاز نحو اليمين والشمال ..
فهو نتيجة لحركة الجسد الأثيري والذي يتفاعل مع تفعيل الطاقة فيه
.. ولا خوف منه بل هو أمر طبيعي .
أما الشعور بالسقوط أو بما يشبه الطيران ..
فهو أيضاً نتيجة حركة الجسد الأثيري أثناء النوم .. هذه الحركة
تحدث دائماً ولكل البشر ولكن السالك الآن يدركها بسبب اتساع الوعي
.
على الممارس أن يتوقع مثل هذه الأعراض الجسدية ولا يخشى منها ..
بل بالعكس هي تشير إلى أن كيان السالك يتفاعل مع هذه التقنيات .
بعض هذه الأحاسيس تتوقف بعد فترة .. وبعضها يستمر .
أما الأحلام التي ستبدو أكثر وضوحاً وأكثر واقعية من السابق ..
والأحلام الممكن توجيهها
Lucid Dreams
..
فهي نتيجة لتقوي مدارك الممارس ولتقوي مستوى التركيز لديه ..
عليه ألا يخشى من أنه قد لا يتمكن من التمييز بين الواقع والحلم ..
لن يحدث ذلك ..
سيكون دائماً قادراً على التمييز وتذكر ما يحدث في الأحلام وما
يحدث في الواقع .. وسيكون دائماً قادراً على الفصل بينهما ..
فليستمتع بطمأنينة بأحلامه الواضحة الجديدة وليوجهها كما يشتهى !
أما شعوره بأنه يخرج من جسده أثناء التأمل أو النوم أو الاسترخاء
ورؤيته لجسده من الخارج ..
فهذا نتيجة لخروج الجسد الأثيري من الجسد الفيزيائي وهو ما يُعرف
بالطرح النجمي
Astral Projection
وهي حالة طبيعية تحدث لكل البشر أثناء النوم .. كل ما هنالك انه
بسبب توسع مستوى الوعي فالممارس يدرك ذلك الآن ..
ولا خطر على السالك من ذلك ..
يمكنه الاستمتاع بهذه التجربة وتوجيهها كما يشاء ..
وقد يلاحظ اختلاط هذه التجربة مع أحلامه وهذا ناجم عن الخلط
الذي يحدث للسالك المبتدئ والذي ذكرناه في الموضوع السابق .
المهم أن يعلم ويفهم الممارس أنه لا يوجد خطر بأي شكل من هذه
الظاهرة
..
هذه الظاهرة بحد ذاتها كفيلة بإقناع السالك بما يقوله الحكماء عن
الأجساد الأخرى وعن حقيقة الإنسان التي ليس هو الجسد الفيزيائي ولا
الأثيري بل أن حقيقته تتجاوز ذلك كله .
أما الواقع الغريب والغامض الذي قد يلوح لبعض السالكين كلمحات ..
فهو مجرد لمحات عن الواقع الفعلي الحقيقي الذي تُمثل شبكتنا جزء
صغير وضيق منه ..
وهي تظهر مجهولة وغامضة لأن السالك لا يرى منها إلا لمحات ..
هو كمن يرى لمحة سريعة لمكان ما في بلد بعيد ..
كأن يرى لمحة سريعة في وقت ما .. من زاوية ما .. لشارع ما في أحد
البلاد البعيدة ..
إن اللمحة السريعة والتي قد لا تتجاوز ثواني هو ما يجعلها مخيفة ..
لو تثبت في هذا المنظر وتفحّصه لمدة أطول لفهمه .. وعرف معناه ..
ولزال عنه الخوف .
وكثيراً ما تختلط هذه اللمحات بأفكار السالك ومخاوفه عند حدوثها
لأول مرة للسالك المبتدئ .. وهو ما يجعلها مخيفة أكثر ..
إن كل ذلك أمر طبيعي لا يقتضي الخوف ولا القلق ..
لقد اختبرنا أغلب هذه الظواهر ولم نجد فيها أي خطر أو خوف ..
وقد اختبرها ملايين
السالكين والممارسين من كل الثقافات والأزمنة .
المدركات الخفية
كما ذكرنا فإن المدركات الخفية التي تنكشف للسالك تكون نتيجة
طبيعية لتوسّع مدى الإدراك ..
فالشعور بنوع من الحركة حول الممارس أثناء الممارسة أو النوم ..
وسماع أصوات ورؤية أشياء لا يسمعها ولا يراها الآخرون ..
بعض القدرات التي تظهر .. مثل ان السالك يشعر بما سيحدث من أحداث
قبل أن تحدث بقليل ..
مثل توقع اتصال شخص أو زيارته ثم يحدث ذلك بالفعل .. أو الشعور
بوقوع حدث ما فيحدث بالفعل ..
اتصال بكائنات أخرى .
كل هذه الأعراض هي أعراض طبيعية نتيجة لتوسّع مدى الوعي .
وكما ذكرنا فلا خوف ولا خطر على السالك إن استمر في الممارسة .
كل ما على السالك فعله هنا هو الهدوء ومتابعة ما يحدث دون أن
يكترث كثيراً .. ودون أن يتحمس بشدة لما يحدث أمامه ..
كل ما عليه معرفته وفهمه هو أن ما يحدث معه هو نتيجة طبيعية لتوسّع
مدى الوعي والإدراك لديه ..
لن يحدث مرض عقلي ..
ولن يحدث مرض نفسي ..
ولن تتمكن أي كائنات من إذائه أو التعرض له بسوء ..
عندما يكون ذلك معلوماً ومفهوماً تمام الفهم .. سيتمكن من مواصلة
الممارسة بهدوء وباستمتاع لما يختبر من خبرات جديدة ..
وسيتأكد لديه أن ما قاله الحكماء عن الواقع هو صحيح .. فتزيد ثقته
أكثر .. ويشتد إلتزامه بالممارسة .. ويتشوق لمزيد من الخبرات .
المعرفة هي كالنور الذي بظهوره يتبدد الظلام وتختفي الظلال ..
وبفهم الأعراض ومعرفة معناها يتبدد الجهل ..
وعندما يتبدد الجهل يزول الخوف الذي قد يكون عائقاً أمام استمرار
السالك .
فيما يلي سنتحدث عن الخطر الثاني .. الانحراف ..
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |