" ونفس وما سواها .. فألهمها فجورها وتقواها
.. قد أفلح من زكاها .. وقد خاب من دساها " قرآن كريم |
التقنيات الحرة .
مراقبة النفس وتصفيتها من العوائق التي تحجب
الواقع .
هي أهم التقنيات على الإطلاق.
كل التقنيات الأخرى هي توابع لهذه التقنية .
مهما اختلف مدارس الحكمة في أشكال الممارسة فإن مراقبة
النفس وتصفيتها تكون دائماً لها جميعاً التقنية الأساس .
وهي تنقسم لقسمين متداخلين نوضحهما هنا للسالك حتى يتبين له أهميتهما ..
وحتى يتبين كيفية القيام بهما ..
هذه التقنية تقوم على مراقبة النفس .. ثم تصفية النفس .
مراقبة النفس هي تشخيص المرض .. تصفية النفس هي علاج
المرض .
لا يمكن اعتبار السالك نفسه ممارساً للتقنيات الروحية دون
الالتزام الصارم بهذه التقنية ..
مراقبة النفس .
مراقبة النفس هي كشف ومعرفة الدوافع التي تدفع السالك للتفكير
بما يفكر به .. للتمسك بالمبادئ التي يتمسك بها .. والدوافع التي
تجعله يحب شيء ما ويميل إليه أو يكره شيء ما وينفر منه .
هي الجانب النظري الذي يكشف ويشخص الدوافع الخفية التي
تخبئها طبقات الوعي .
الإنسان يدخل إلى هذا العالم من خلال طبقات الوعي .. هذه الطبقات هي التي
تحدد للإنسان ما عليه فعله وما عليه تجنبه .. ما يجب أن يحبه وما
يجب ألا يحبه .. ما يجب أن يفكر فيه وما لا يجب أن يفكر به .. الخ
الإنسان في هذا العالم يفعل ويفكر ويرغب من خلال هذه
الطبقات .. دون أن يعلم أنها تفعل ذلك ..
هو يوجَه في الحياة بهذه الطبقات دون أن يعلم أنه موجّه
من قبل شيء ما ...
يظن أنه حر بما يفعل .. وفي الحقيقة هو يفعل ما تمليه
عليه طبقات الوعي هذه ..
يمكن النظر للأمر بتخيل أن هناك إنسان يمشي ..
وهو يتحرك من خلال موجات من الرياح خلفه .. تدفعه دون أن يشعر بها أو يعلم
عنها شيئاً ..
هذا الإنسان يمشي ويتوجه بما تفرضه عليه موجات الرياح التي تدفعه من الخلف..
إن اتجهت نحو اليمين اتجه هو نحو اليمين .. إن اتجهت نحو الشمال اتجه هو نحو
الشمال ..
إن أسرعت أسرع .. إن أبطأت أبطأ ..
طبقات الوعي التي تُغلف الإنسان هي هذه الرياح .. تسمى أحياناً الوعي الباطن .. الدوافع
الخفية .. الدوافع الثقافية ..العوامل البيئية .. الوراثية ..
التربوية .. الخ
السالك يريد تجاوز هذه الطبقات لأن هذه الطبقات هي ما
يحجب عنه الحقيقة ..
فالسالك هنا أشبه بهذا الإنسان الذي يوجّه بموجات الرياح .. ولكنه توقف فجأة
..
لأنه توقف فموجات الرياح ستمر به .. سيراها وهي تمر من
حوله وسيشعر بها .. وسيراها وهي تتجاوزه ..
وسيصبح هو خلفها الآن ..
لذا بعد أن رآها وتعرّف عليها أصبح هو من يسيطر على حركته لا الرياح ..
سيتمكن من الإبحار عبرها ومن خلالها ببراعة .. وسيستخدمها للتوجه
للاتجاه الذي هو يريده ويهدف إليه
هذا ما يقصده الحكماء عندما يطالبون السالكين بمراقبة
النفس ..
ليس المقصود بمراقبة النفس هو أن تفعل ما تظنه الصواب
وألا تفعل ما تظنه الخطأ .. لا ليس كذلك .
فكثير مما ستظنه أنه الصواب
أو الخطأ لن يكون كذلك بالفعل !
المقصود هو أن تفهم ما هي الدوافع التي تدفعك لفعل ما
تفعله .. والتفكير بما تفكر به .. والرغبة بما ترغب به ..
مهما كان غامضاً وخفياً في ذاته .. لابد من الاعتراف بكل
شيء مهما كان .
ومهما كان صعباً الاعتراف به .
مثلاً الاعتراف أن السالك هو مسير ومُستغَل من قبل فرد من
أفراد عائلته التي يحبها .. الأمر الذي كان يخفيه وينكره في نفسه
من قبل .
لأنه من خلال فهم هذه الدوافع فالسالك سيتعرف على طبقات
الوعي التي تُغلّف وعيه وتحجب عنه الحقيقة ..
وكثيراً ما سيفاجأ بما يكتشف .. بل كثيراً ما سيُصدم بما
يرى ..
وسيمر بأوقات سيكتشف أنه لم يفعل في حياته أمراً واحداً
كان يريده حقاً !
وأنه كان يفعل ما يفعل .. ويفكر بما يفكر .. ويطلق
الأحكام كما يطلقها دوماً مدفوعاً بدوافع خفيه ليست منه ولا هو
يريدها أو يرغب بها !
يكتشف السالك أنه في كثير من الأوقات كان يريد شيء ويحكم
عليه بأنه جيد .. خيّر .. لائق .. الخ
لأنه تعلم من
الصغر .. وقيل له منذ الصغر .. أنه لابد أن يريد هذا الشيء
.
وأن عليه ان يكره شيء آخر ويحكم عليه بأنه سيء .. شرير .. غير
لائق .. الخ
لأنه تعلم من الصغر .. وقيل له .. أنه لابد أن
يكره هذا الشيء .
ولقد تحدثنا عن ذلك في رسالة الخروج إلى الداخل في قسم مراقبة النفس ..
وهي من الممارسات الجوهرية التي لا يمكن أن يحدث للسالك تقدم دونها ..
وهي من الممارسات التي لا يمكن أن تكون لها جلسة محددة ..
لأنها يجب أن تحدث طوال الوقت ..
وهي تحدث في معترك الحياة الاعتيادية .. بالاتصال مع
العالم والناس .. وبمواجهة الأحداث ..
في ميدان التدريب والتقييم .. في الحياة نفسها ..
لابد أن هذه الممارسة أيضاً هي من الممارسات التي اعتادها السالك من قبل أن
يتعرف على طريق الحكمة .. لأنها من مقتضيات عمر النفس ..
نحن هنا نحثه على التمسك بها .. التعمق فيها ..ومواجهتها بكل شجاعة وتحدي ..
وفهم أهميتها ودورها ..
الفارق هو أن السالك الآن يعلم ما يفعله عندما يبحث في هذه الدوافع ..
والأهم ان لديه هدف عظيم يدفعه لمواجهتها بشجاعة وتصفية نفسه من آثارها
وسطوتها .. وتوجيهها لإيصاله لهدفه .
تصفيه النفس .
تصفيه النفس .. هي عملية تخطي السالك هذه الدوافع
والتحرر من سطوتها عليه عندما يكتشف إنها خاطئة أو أنه لا
يريدها ولا يرغب فيها في صميم نفسه .
هي الجانب العملي الذي يعالج السالك من آثار هذه الدوافع
ويمكنه من تخطيها ثم يحرره منها .
وهو الجانب الذي يكون له تأثير مباشر في إحداث تغيير في
حياة السالك وكسر دوائر كان يدور بها منذ زمن بعيد .
قلنا إن مراقبة النفس تتطلب أن يعرف السالك الدوافع التي تدفعه للتفكير
بالطريقة التي يفكر بها .. أو تبني الأحكام والمبادئ التي يتبناها
.. أو الدوافع التي تدفعه لقيام بعمل ما أو اتخاذ طريق ما في
الحياة ..
ولكن لا يتوقف
الأمر عند كشف هذه الدوافع ..
لابد من تخطيها والتحرر منها .. لا يمكن التقدم على طريق
الحكمة دون هذا التخطي .
وهذا يتطلب من السالك شجاعة وجسارة لا تتوفر لدى أغلب
الناس ..
الشجاعة لتغيير ما يجب أن يغير .. وتعديل ما يجب أن يعدل
بصرف النظر عن النتائج وعن آراء الآخرين عندما يكون ذلك ممكناً .
حتى لو تطلب منه ذلك اتخاذ القرارات الصعبة والحازمة التي
تهرّب منها طوال حياته .. والقيام بالتضحيات الجسام
التي طالما تجنبها ..
فعندما يكتشف السالك طبقة من طبقات الوعي التي لديه والتي
كانت تدفعه للقيام بعمل أو التفكير بشيء على نحو ما فعليه عندها أن
يتحرر منها ويتخطاها ..
ولنضع مثالا للقياس عليه ..
لو كان السالك يقوم بأمر ما أو أنه كان يفكر بشيء ما من قبل الممارسة ويظن
أنه يفعله بإرادته ..
ثم تبين له من مراقبة نفسه إنه بالفعل وفي صميم نفسه
لا يقبل ما كان يفعل وغير
مقتنع بما كان يفكر به .. وإنه غير راضي عما كان يفعله أو يفكر به
في داخل ذاته ..
وإنه في الحقيقة كان يقوم بكل ذلك لأنه واقع تحت تأثير إنسان
ما أو معتقد ما .. أو عادات وتقاليد ما وإنها هي التي كانت تفرض
عليه فعل كل ذلك .
عندما يكشف السالك ذلك من خلال تحري النفس واستطلاع صميم الذات .. ويصل
إلى هذا الكشف وهو راضي النفس ومقتنع العقل ..
يكون بذلك قد نجح في كشف هذا الدافع وهذه الطبقة التي تغلف وعيه ..
وهذا دور مراقبة النفس .
الآن على السالك أن يفكر ويجد الحل المناسب وعلى حسب ظرفه
ووضعه لتخطي هذا التأثير وتجاوزه وتطبيقه عملياً .. والإعلان
عنه وتبنّيه ..
بمعنى آخر عليه اتخاذ كافة القرارات والأفعال التي تؤدي
إلى إحداث تغيير وتحرر من هذا التأثير .. فكرياً ونفسياً
وعملياً ..
عليه أن يقول كفى !
لن أتابع هذا الخطأ .. ولن أخضع لهذا التأثير وسأقوم
بإحداث التغيير المطلوب لتطبيق ذلك من الآن فصاعداً . فحتى إن كان الظرف لا يسمح بذلك بالفعل .
يظل السالك في حالة رفض لهذا التأثير وترقب وترصّد
للظروف المحيطة حتى تحين الفرصة المناسبة للتغيير ..
عندما تحين .. عليه بالتغيير فوراً .
وخلال ذلك يعمل كل جهده الذهني والنفسي للحد من تأثير هذا
الظرف على نفسه وعقله ..
يحاصره داخل نفسه .. ثم يقضي عليه ..
إن كل ذلك يتطلب الصدق والشجاعة .. وسنتحدث عن ذلك فيما بعد
بالتفصيل .
المشكلة أن كثير من الناس لا يعترفون لأنفسهم أنهم واقعون تحت تأثير
شيء آخر .. حتى وهم يعلمون ذلك في قراره
أنفسهم ..
أما السالك الذي يعلم ذلك في نفسه فإنه يقرّ به و يعترف فيه مهما كان
صعباً وصادماً ..
وحتى لو اعترف بعض الناس بما في أنفسهم بصدق .. فالأغلب إنهم لا يملكون
الشجاعة الكافية لإحداث التغيير الفوري والجذري ..
وذلك بالخنوع للأمر الواقع .. أو بالادعاء إن الظرف الحالي لا يسمح بإحداث
التغيير ويتم التأجيل ثم النسيان .
أما السالك فهو لا يخنع ولا يكذب على نفسه لأنه يعمل من اجل نفسه ..
إذا كان يعلم أنه قادر على التغيير سُيحدث التغيير حتى لو تطلب ذلك
تضحيات .. ومواجهة المجهول .
كما ذكرنا فالكثير من الناس يعلمون الحقيقة في قراره
أنفسهم ولكنهم لا يقرون
بها أو يخنعون لها ويجبنون عن مواجهتها ..
وهذا هو العائق الذي يحبسهم ويبقيهم أسفل طبقات الوعي .
اللائحة البيضاء واللائحة السوداء .. المرآة
البيضاء والمرآة السوداء ..
هو أسلوب فعال يتم استخدامه من قبل الكثير من مدارس
الحكمة لتعليم السالك كيفية كشف دوافع نفسه ومعرفة مخاوفه الكامنة
فيه ..
يقوم هذا الأسلوب على أن يخصص السالك وقتاً ما مرة في الأسبوع .. مثلاً آخر
الأسبوع ..
وفي مكان هادئ ومنعزل .. يكتب لائحتين على دفتر خاص لذلك .. لائحة سوداء
ولائحة بيضاء..
اللائحة السوداء ..
يكتب فيها أهم ثلاثة صفات وأعمال ومشاعر سلبيه يستشعر بها
خلال هذا الأسبوع ..
مثلاً ..
في هذا الأسبوع أنا غاضب من فلان .. وأفكر كثيراً في الأمر الفلاني تفكيراً
سلبياً .. وأشعر بأني أتهرب من القيام بتلك المهمة ..
اللائحة البيضاء ..
يكتب فيها أهم ثلاثة صفات وأعمال ومشاعر إيجابية يستشعر
بها خلال هذا الأسبوع ..
مثلاً ..
أنا فخور بأني أتممت هذا العمل .. أشعر بالرضا عن ذاك الأمر .. أشعر
بالاطمئنان لحدوث ذاك الحدث .
كل المطلوب هو إخراج ما في النفس ..
وليس ضرورياً أن يكون ذلك بالتفصيل .. مجرد رؤوس أقلام
تكفي ..
ثم بعد ذلك يعطي بضع دقائق للتفكير باللائحة السوداء ..
ويحاول أن يكتشف الأسباب التي تدفعه لهذا الغضب .. ولهذا التفكير السلبي ..
ولهذا التهرب ..
عليه أن يحاول بكل صدق وشجاعة اكتشاف الأسباب الحقيقية
التي تدفعه لذلك ..
بعد ذلك يعطي بضع دقائق أخرى للتفكير باللائحة البيضاء ..
ويحاول أن يكتشف الأسباب التي تدفعه لهذا الفخر .. ولهذا الرضا .. ولهذا
الاطمئنان ..
إن مجرد تحديد هذه اللائحة مهم ومفيد جداً لأن يخرج ما في
بواطن النفس أمام النفس ..
والبحث عن المسببات والدوافع يدرب السالك على كشف بواطن
نفسه ودافعه ومخاوفه .. ثم معرفة الطريق الأنسب لمواجهتها وتخطيها
..
إنها ممارسة بالغة القوة والفعالية لممارسة مراقبة وتصفية النفس تستخدم في
الكثير من مدارس الحكمة وحتى القديم منها ..
هاتان اللائحتان هما مرآتان للنفس ..
ينظر فيهما السالك لما يوجد داخل نفسه .. تماماً كما ينظر
للمرآة للنظر إلى وجهه والذي لا يراه دون مرآه تعكسه له ..
فليس المقصود أن يذم السالك نفسه باللائحة السوداء ..
ويمدحها باللائحة البيضاء ..
ليس الأمر كذلك ..
بل المقصود أن يكشف دوافع النفس
الخافية وراءها ..
وكثيراً ما تكشف اللائحة السوداء صفات بيضاء في السالك ..
وتكشف اللائحة البيضاء صفات سوداء لدى السالك !
التحري الصادق عن الدوافع الكامنة وراء هذه الصفات
السوداء والبيضاء ستكشف كثير من الحقائق عن السالك ..
بعض هذه الحقائق قد تكون صادمة تماماً له !
فمثلاً قد يكون الغضب الذي يشعر به سببه أن ذاك الشخص قد كان محقاً في فعله
ولكن السالك غاضب منه لأنه كسر غروره وأثبت له أنه مخطئ .. والتمسك
بالغرور خطر على السالك ..
والتهرب من القيام بالفعل قد يكون سببه أن السالك لا يحب أن يقوم بأمر هو
يشعر في داخله أنه خاطئ .. وهذا أمر جيد ..
أما الاطمئنان الذي يشعر به فقد يكون سببه تمسك السالك بوهم فارغ .. وأمل
كاذب !
وهكذا فإن التمسك بهذا الأسلوب يساعد السالك مساعدة كبيرة
على كشف بواطن النفس ومعرفة دوافعها الخفية ..
ومع بعض الممارسة والمداومة سيتمكّن السالك من اكتساب
الكثير من الخبرات في كيفية تحري النفس ومراقبتها وتصفيتها ..
لذا فنحن نحث السالك على استخدام هذا الأسلوب الفعال لممارسة تقنية مراقبة
وتصفية النفس .. وهي أهم التقنيات على الإطلاق كما ذكرنا .
إن من الضروري أن يفهم السالك إنه لا يمكن أن يحدث تقدم
على طريق الحكمة ولا يمكن تخطي الشبكة وكشف ما وراءها دون كشف لهذه
الطبقات و تخطي سطوتها وآثارها .. دون مراقبة النفس وتصفيتها .
من المستحيل حدوث تقدم وتجاوز للشبكة دون ذلك ..
لأن طبقات الوعي هذه هي نفسها التي تحجب ما
وراء الشبكة .. فلابد من تخطيها لتجاوز الشبكة .
لا يُسمح للسالك أن يكذب على نفسه هنا ..
لا يُسمح للسالك أن يكابر أو يتهرب من الإقرار بحقيقة
وتأثير هذه الطبقات التي كشفها على نفسه مهما كانت العواقب
..
ولا يُسمح للسالك أن يكذب على نفسه ويتحجج بذرائع كاذبة
للهرب من مواجهة هذا التأثير ومن تخطي هذه الطبقات .. مهما كانت
العواقب
من يكذب على نفسه في الإقرار أو التنفيذ هو ليس
سالك .. فليترك هذا الطريق لمن هم أهل له .
في الحقيقة هذه التقنية بالذات من بين كل التقنيات الأخرى
هي التي تفرّق بين الحكماء والسالكين وبين بقية البشر .
الحكماء والسالكون هم الأقلية بين الناس لأن الأقلية من
الناس لا يملكون الصدق في الاعتراف والشجاعة في التنفيذ ..
من السهل على أغلب الناس أن يقوموا ويلتزموا بتمارين مهما
كانت شاقة أو مملة ولكن من الصعب على أغلب الناس الالتزام بالصدق
في الاعتراف بعوائق النفس والشجاعة في تخطيها .
لا يمكن للسالك أن يكذب على نفسه لأنه يعمل من أجل نفسه .. هو مستعد لكل
التضحيات والمواجهة ..
فالسالك لديه هدف الآن .. وهو يسعى لتحقيق هدفه مهما كلفه ذلك ..
جميع مدارس الحكمة تفرض على تابعيها مراقبة أنفسهم بطرق تختلف باختلاف
الثقافات والأزمنة ..
ومنها مدارس تفرض أن يتم هذا الكشف للدوافع من قبل السالك
بشكل علني أمام المعلم وبقية السالكين .. مهما كانت محرجة بل
ومخزية !
الغرض من ذلك تقوية عزيمة السالكين جميعاً على الاعتراف بها والتخلص منها ..
والتأكيد عليهم بأن هذه الطبقات ليست هي هم .. بل هي مجرد طبقات
سرعان ما سيبهت بريقها وستذوي قوتها عند معرفتها والكشف عنها ..
ومن الواضح إن هذه التقنيات تستخدم الآن في أغلب مدارس العلاج النفسي
والاجتماعي الحديث بطرق شتى لقوتها وقدرتها على الفعل ..
ونحن نحث السالك أن يلتزم بهذه الممارسة طوال الوقت ..
فهي الكفيلة بتحريره من قيوده ومن قيود الشبكة ..
ننتقل الآن إلى تقنية التفكر الدائم ..
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |