|
التقنيات المقيّدة
الاستعدادات
التقنيات المقيّدة هي كما ذكرنا تمارين تتطلب أن يخصص السالك لها
وقتاً محدداً ..
يفضل أن يكون بين 40 دقيقة ..
ساعة .. أو على الأقل نصف ساعة يومياً لممارستها .
يفضل أن يكون هذا الوقت هو نفسه في كل يوم .
فمثلاً إذا اختار السالك ممارسة هذه التمارين قبل النوم فعليه
بممارستها دائماً قبل النوم .. وإذا اختار ممارستها في الصباح
فعليه ممارستها دوماً في الصباح وفي نفس الوقت ..
لا ننصح أن يمارس السالك هذه التمارين في أوقات متباينة
يوم صباحاً ثم في اليوم
التالي ليلاً وفي يوم آخر عصراً .. الخ
السبب في ذلك أنه عند ممارسة هذه التمارين يومياً في نفس الوقت
المعتاد فإن العقل يُبرمج نفسه لتقبل هذه التمارين مما يساعد
على إحداث تأثير أفضل .
يمكن للسالك أن يقسم التمارين إلى قسمين يمارس كل قسم في وقت ثابت
..
فمثلا يمارس تمارين التركيز والخيال في الصباح .. والبقية في الليل
.
ولكننا ننصح أن تمارس التمارين جميعاً معاً وفي نفس الوقت .. حتى
لا يتسبب ذلك في إرباكاً لنمط حياة السالك .
نترك هذا الأمر للسالك .. وننصحه بالتجربة لاختيار الأنسب له .
توقيت جلسات الممارسة ..
يمكن أن يختار السالك الوقت الأنسب له ولظروفه للممارسة ليلاً أو
نهاراً ..
ولكننا ننصح أن تتم الممارسة في الليل .
السبب في ذلك أن عقل السالك في الليل يكون قد تعب من النشاط
والتفكير المتواصل طوال اليوم ويكون أميل للهدوء والراحة في فترة
الليل .. وهو أمر سيساعد السالك على تجنب الكثير من الأفكار التي
ستتلاحق في عقله وستشوش عليه الانتباه والتركيز .
سيعلم السالك بنفسه ذلك من خلال الممارسة ..
الوقت الذي يتعب فيه العقل ويكون أميل للهدوء هو الوقت الأنسب
للممارسة ..
فلا ننس أن الشبكة هي كلها وعي وأفكار في عقل السالك وأنسب وقت
لاختراق الشبكة هي عندما تكون متعبة وضعيفة !
كما أن طبيعة أجواء الليل وغموضها وهدوءها أنسب لتوفير الجو النفسي
المساعد على تقبل الممارسة وإحداث التأثير المطلوب .
تحديد الوقت
كل التمارين المقيّدة التي سنشرحها سنطلب فيها من السالك أن يلتزم
بوقت محدد عند ممارسة كل تمرين .. مثلاً تمرين التركيز يتطلب خمس
دقائق .. التركيز على كل تشكرا يكون لمدة دقيقتين .. الخ .
في كل الحالات فتحديد الوقت الذي ننصح به لأي تمرين لابد أن يكون
تقديري ..
لا يجب أن يشغل السالك ذهنه بتحديد الدقائق التي مرت .. فإن ذلك
سيتسبب بتشتيت التركيز ..
فليكن الوقت الذي يقوم به السالك لممارسة التمارين يقاس بشكل
تقديري ..
دفتر التسجيل ..
الكثير من مدارس الحكمة وخصوصاً الحديثة منها تنصح السالك بأن يخصص
دفتراً للتسجيل خاصاً لممارساته الروحية ..
هذا الدفتر يستخدمه السالك لتسجيل كل ما يتعلق بممارساته الروحية
.. تواريخ .. تجارب .. خبرات يواجهها .. أحلام يحلم بها .. أفكار
.. خواطر .. مشاعر ..
أي شيء يجده السالك مفيداً له لتسجيله وتوثيقه .. وأي شيء يجده
السالك معبر عنه وعن ما يمر به ..
إن الالتزام بالكتابة في دفتر التسجيل هي عادة مفيدة .. تساهم
في ضبط الفكر .. وتثبيت الالتزام بالممارسة .. وتكون مرجعاً للسالك
يعود له لمعرفة مستوى تقدمه وتطوره في الممارسة .
ومرجعاً يعود له بعد سنوات طويلة عديدة .. ليتذكر .. ويبتسم !
البعض يجد أن توثيق ذلك يكون أسهل وأسرع من خلال نوع من أنواع
التسجيل الصوتي ..
نحن لا نجد أن دفتر التسجيل ضرورة من ضرورات الممارسة .. ولكننا
نشجع السالك على تجربته والاستمرار به إن وجده مفيداً له .
أجواء مساعدة ..
من المفيد أن يقوم السالك ببعض الأعمال التي تساعد على إعطاء جو
نفسي ملائم للقيام بجلسات التمارين ..
بطبيعة الحال فجلسة التمرين لابد أن تكون في عزلة عن الآخرين ..
ينتقل السالك إلى غرفة أخرى وحيداً مبتعداً عن الضجيج والابتعاد عن
كل الأجهزة الاليكترونية كالتلفاز أو أجهزة الهواتف وغيرها
..
باختصار مكان هادئ ومنعزل قدر الإمكان .
وكما نصحنا السالك بالالتزام بالممارسة في نفس الوقت فنحن ننصحه
بالالتزام بالممارسة في نفس المكان أيضاً إن كان ذلك ممكناً ..
ولنفس السبب .
يمكن للسالك أن يضيف بعض الأجواء التي تساعد على إعطاء الجو النفسي
المشجع على الممارسة ..
إضاءة خافتة .. الشموع مثلا ..
روائح عطرية لطيفة .. البخور الخفيف مثلا ..
ممارسة بعض التمارين الجسدية الخفيفة والسريعة قبل جلسة التمرين
مثل تمارين الإطالة والشد والتي تساعد على استرخاء الجسد ..
ممارسة شيء من تدليك بعض أعضاء الجسد الأمر الذي يساعد على
الاسترخاء ..
الموسيقى الهادئة .. الموسيقى التأملية مثلاً
وهي مفيدة جداً في تهيئة السالك للتمارين المقبلة
ولكن لابد من
الانتباه بأن الموسيقى قد تشتت التركيز إذا اهتم السالك بالاستماع
إليها ..
أما إن جعلها السالك مجرد خلفية تساعد على الاسترخاء .. فلا بأس .
الأصوات البيضاء
White noise
مفيدة هنا أيضاً .. كأصوات التشويش
وصوت المطر وأصوات المياه أو حفيف الشجر أو الرياح
وغيرها ..
هناك الكثير مما يمكن عمله لتهيئة أجواء مساعدة على الممارسة نترك للسالك
اختيار ما يناسبه منها ..
باختصار
يُنصح السالك بالقيام
بأي من الأعمال التي تساعد على إعطاء أجواء نفسية
هادئة ومساعدة .
وضعيات الجلوس ..
أي سالك يبحث عن تقنيات الحكمة فهو لاشك سيقرأ ويسمع كثيراً عن
وضعيات الجلوس التي عليه أن يجلسها عند ممارسة التمارين ..
مثلاً جلسة زهرة اللوتس .. أو نصف زهرة اللوتس .. الخ
وسيسمع وسيقرأ الكثير عن ضرورة الممارسة بالجلوس على الأرض أو
بأنواع من الفراش .. الخ
إذا اختار السالك أي شيء من ذلك فحسناً .. ولكننا نريد التأكيد على
نقطة هامة ..
أهم شيء في وضعية الجلوس أثناء الممارسة هي أن تكون
جلسة مريحة
تماماً للجسم .. أي شيء آخر هو أمر فرعي .
للسالك الحرية الكاملة أن يجلس على الأرض أو يجلس على كرسي أو على
السرير أو على وسادة مريحة ..
وله أن يجلس متربعاً أو بأي وضعيه أخرى يختارها ..
وله أن يجلس قائم الجذع دون سند ..أو بالاستناد للحائط .. لظهر
الكرسي .. أو لوسادة ..
أهم شيء أن يكون السالك مرتاحاً ومستمتعاً بجلسته ..
وضعية الجلوس غير المريحة للجسم ستتسبب بإزعاج شديد بل وآلام في
الرقبة والظهر والركبتين ستصرف السالك تماماً عن التركيز
والانتباه أثناء الممارسة ..
فبعض السالكين المبتدئين يحاولون أن يقلدوا ما يشاهدونه من الآخرين
بجلسات غير مناسبة وغير مريحة بالنسبة لهم .. وبعضها قد يتسبب لهم
بآلام في الظهر والرقبة والأرجل
والأقدام تصاحبهم طوال اليوم !
إن هذا أمر يجب تجنبه ..
المهم في وضعية الجلوس أن تكون مريحة للسالك .. وعلى السالك أن
يختار وضعية الجلوس الأنسب له .
والآن نبدأ في تفصيل التمارين التي ننصح بها ..
|
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |