العالم  كما يراه  الحكماء النظرة العلمية للعالم من السماء إلى الأرض

  معرفة الواقع كما هو ضرورة حتمية تفرضها المعاناة .

  الحكمة  هي العلم الذي من خلاله تُعرف ماهية الواقع كما هو موجود بالفعل ثم اختباره خبرة مباشرة .

  العالم الذي ندركه هو خيال ووهم  .. وهو يظهر نتيجة الطبقات التي تغلف الوعي .

   عالمنا الذي ندركه لا يمثل سوى شريحة ضيقة بالغة الضيق من الواقع الحقيقى الموجود بالفعل  والموجود هنا والآن .

  عالمنا يحجب الواقع الفعلي ويحبسنا داخل شبكة تفاعلية وهمية  موجودة بالفعل .. ماتريكس .

  نتيجة الجهل وتحت تأثير الشبكة يتقزم الإنسان ويبتعد عن حقيقته الفعلية التي لا حدود لعظمتها .

  يمكن اختراق هذه الشبكة واختبار الواقع الفعلي .. عندما يتحقق ذلك تنتهي المعاناة ويتحرر الإنسان من كل القيود .

  حياة الإنسان هي رحلة  هدفها اختبار الواقع الكلي والعودة للمصدر الأول .. حيث كل شيء .

مقدمة طرق ومدارس الحكمة مدخل التقنيات التقنيات المقيدة التقنيات الحرة التقييم والمتابعة العوالم الأخرى وخبرتنا معها المخاطر الأساسية مخاطر وأعراض أخرى خاتمة

 

" .. البرج عريض وفسيح كالسماء ذاتها .. الأرض مرصوفة بعدد لا حصر له من الأحجار الكريمة من كل الأنواع .. يوجد بداخل البرج قصور ورواقات ونوافذ وسلالم وممرات .. كلها مصنوعة من سبعة أنواع من الجواهر النفسية .. وبداخل هذا البرج الفسيح توجد أيضاً مئات الآلاف من الأبراج .. كل منها مزخرف وفسيح كالسماء .. وكل هذه الأبراج التي لا تحصى لا تنتصب أبداً في طريق بعضها البعض .. فكل واحد منفرد ومتداخل مع بقية الأبراج .. ثمة حالة من التشابك الكامل ومع ذلك حالة من الانتظام الكامل .. والحاج الشاب سوذانا الذي يرى كل ذلك يرى نفسه في كل الأبراج كما يرى نفسه في كل برج منفرد على حدة .. حيث الكُل محتوى في واحد .. وكل واحد يحتوي على الكل .. "

وصف لكشف في الأفاتامساكا سوترا

 

العوالم الأخرى وخبرتنا معها .

 

تحدثنا في رسالة الخروج إلى الداخل عن القدرات الخارقة والكائنات العاقلة الأخرى .

وقلنا هناك بأن القدرات الخارقة تحدث نتيجة ارتفاع مستوى الوعي وعمل الواعي من خلال قوانين أعلى من قوانين واقعنا المدرَك ..

عندما يقوم الإنسان بممارسة التقنيات الروحية فإن الواقع الأوسع من الشبكة سينكشف له تدريجياً ..

تأتي هذه الكشوف في البداية كلمحات تأتي وتذهب بسرعة ..

ثم مع تواصل الممارسة يصبح الممارس قادراً على توسيع وعيه بشكل أكبر فيتثبّت ويتضح الواقع الأعلى الذي كان خفياً عنه ..

الأمر أشبه بمن يرى شيء يلوح له من بعيد .. تبدأ الرؤية ضبابية مهزوزة في البداية ثم تتضح عند الاقتراب .

عندما يتثبت الممارس بدرجة ما من الثبات يتمكن من العمل بقوانين هذا الواقع الأعلى .. وبذلك تظهر عليه القدرات الخارقة ..

إن القدرات الخارقة هي حقيقة لا شك فيها ..

ومن لا يؤمن بهذه القدرات فهو كذلك لأنه لا يصدق أن هناك واقع يتجاوز الشبكة التي يدركها ..

هو لا يصدق لأنه لا يعلم ..

 هؤلاء لا فائدة معهم .. يتم تجاهلهم من قبل من يعلمون ..

فسواء صدق هؤلاء أم لم يصدقوا .. أمنوا أم لم يؤمنوا ..  فالواقع الذي يتجاوز الشبكة هو حقيقة موضوعية .

وقد ذكرنا أننا اختبرنا شيء من ذلك ..

فالقدرات الخارقة حقيقة فعليه من حقائق الواقع ..

من هذه القدرات ..

الطيران .. اختراق الجدران .. الانتقال الفوري في المكان .. معرفة بعض أحداث المستقبل أو الماضي .. السماع عن بعد  .. الرؤية عن بعد .. الإحساس عن بعد .. رؤية ما هو خفي في الأرض .. معرفة أفكار الآخرين .. التأثير على أفكار الآخرين .. الاختفاء .. تغير مفهوم المكان والزمان ..الخ

وتحدثنا في الرسالة أيضاً عن الأكوان الأخرى والكائنات الأخرى ..

وقلنا أن في الوجود ما لا يعد ولا يحصى من الأكوان والعوالم ..

وعدد لا يحصى من الكائنات العاقلة الأخرى ..

والذي لا يصدق بوجود عوالم وكائنات أخرى يتم تجاهله من قبل من يعلم لنفس السبب السابق .

ونقول هنا..

إن بعض هذه الأكوان قريب من عالمنا .. وبعضها بعيد عن عالمنا ..

ونقصد بالأكوان القريبة بأن هذه الأكوان قريبة من مستوانا الوجودي .. وبالتالي ممكن بسهولة وسرعة نسبياً الاتصال بها وبمن فيها من كائنات عاقلة ..

ونقصد بالأكوان البعيدة بأن هذه الأكوان مختلفة كثيراً عن مستوانا الوجودي .. وبالتالي من الصعوبة الشديدة بل يكاد من الاستحالة الاتصال بها وبما فيها من كائنات عاقلة ..

إن كل ما نذكره هنا يقوم على الخبرة المباشرة .. لذا هو علم .

بعض هذه الأكوان والعوالم القريبة يتم اختبارها بالصدفة من قبل بعض الناس عندما تتوفر الشروط المناسبة لذلك ..

وهناك الملايين من الشهادات التي يتحدث فيها الناس عن مصادفات كهذه موجودة في كل الثقافات والأزمنة ..

يسمي الناس هذه الكائنات عندما تنكشف لهم بالأشباح والجن والشياطين .. والملائكة .

وبعض هذه الكائنات يسميها الناس وخصوصاً في عصرنا الحاضر بأنها كائنات فضائية .. من كواكب ومجرات أخرى .. الخ

الساعون لعلم الحكمة لا تهمهم المسميات ..

هي كلها كائنات واعية من عوالم أخرى .

بعض هذه العوالم أعلى من عالمنا في المستوى الوجودي وبعضها أدنى من مستوانا الوجودي ..

وبعضها قريب جداً من طبيعة عالمنا .

وكذلك الأمر في الكائنات الأخرى ..

فبعض هذه الكائنات هو قريب من طبيعتنا كبشر ..

فهم مثلنا يختلط فيهم المعرفة والجهل .. والخير والشر .. باختصار مثلنا تماماً

وبعض هذه الكائنات هي ذات معرفة وعلم يفوق علمنا عن الوجود والعالم  بدرجات هائلة ..

بعض منها هو خيّر يميل للمساعدة والرحمة..

وبعضهم يميل للشر والأذى والاستغلال ..

بعض هذه الكائنات تراقبنا وتتابعنا بشدة .. وتتداخل مع عالمنا وتحاول التأثير فيه بطرق شتى ..

وبعضها لا يعلم عنا شيئاً ..

الكائنات التي تحاول التأثير في عالمنا بعضها يهدف للمساعدة والإعانة .. وبعضها للاستغلال والتدمير .

 

ما نختبره .. لا ما نؤمن به

 

يعرف القارئ الذي وصل معنا لهذه المرحلة  أن منهجنا هو منهج عملي .. علمي .. يقوم على المباشرة والتركيز .

نحن لا يهمنا المعتقدات والأفكار والاتجاهات الفلسفية ..

يهمنا الواقع .. ما هو موجود بالفعل .

وفي الحديث عن العوالم الأخرى والكائنات الأخرى يمكن التكلم بالكثير مما نعرفه ونؤمن به ..

ويمكن الحديث عما تتحدث عنه الأديان والكتب المقدسة .. وعما تتحدث عنه كتب الحكمة وعن تفاصيل هذه العوالم وأنواعها ومسمياتها ..

هناك كتب كثيرة جداً كتبت في هذه المواضيع .. وفي كل اللغات والأزمنة ..

ويمكن كتابة الكثير في ذلك ..

ولكن هذا ليس منهجنا ..

عند حديثنا عن هذه الكائنات والعوالم الأخرى لن نتحدث في الأساس عما نؤمن به ونعتقده ..

سنتحدث عما اختبرناه فعلياً حتى الآن..

الأشياء التي اختبرناها سنتحدث عنها كما هي ..

الأشياء التي لم نختبرها لن نتحدث عنها ..

لقد حدثت لنا خبرات مع كائنات عاقلة أخرى ..

بعض الخبرات التي اختبرناها لم نفهمها حتى الآن ..

وبعضها لا نتمكن حالياً من القطع بها .. لدينا احتمالات وظنون ولكن لا شيء أكيد ..

وبعضها توصلنا فيها لرأي اقتنعنا به بناءاً على ما اختبرناه .. رأي ترتضيه عقولنا وترتاح له أنفسنا..

هذه هي التي سنتحدث عنها هنا :

 

الكائنات التي اختبرناها خبرة مباشرة حتى الآن من ثلاث أنواع كما نعتقد :

كائنات سفلية .. جن .. شياطين .

والعالم الآخر الذي اختبرناه خبرة مباشرة حتى الآن هو العالم الذي يُعرف بالعالم النجمي أو الأثيري Astral Plane .

كل شيء في العالم الأثيري يتم اختباره بلون أبيض يميل إلى الأزرق ..

والكائنات التي اختبرناها تكون على هيئة طيف واضح المعالم ..بنفس اللون ..

وبعضها على شكل جسد كامل بنفس اللون أيضاً ..

بعض الكائنات التي اختبرناها قصيرة القامة .. بطول متر ونصف تقريباً .. نحيل الجسد .

وبعضها لها أيدي طويلة ونحيله ولها ثلاثة أصابع .

وبعضها عملاق يتجاوز العشر أمتار كما نقدّر ..

هذه الكائنات العملاقة لا نعرف ما هي على اليقين ولكن لدينا ظنون .. نعتقد أنها كائنات خيّرة .

بعض الكائنات التي اختبرناها تتحدث اللغة الإنجليزية .. والأغلب منها تتحدث اللغة العربية وبلهجات عربية مختلفة ..

هذه الكائنات كما نعتقد يمكنها الحديث بأي لغة يفهمها المُختبر ..

هي كما نعتقد تعمل من خلال مستوى ذهني يقع وراء اللغة فهي تتحدث بطريقة ما وتحدث الترجمة من خلال العقل باللغة التي يفهمها المُختبر .

وبعضها يتكلم بلغة أشبه بالهمهمة غير المفهومة .. وبعضها أصواتها غير واضحة وكأن هناك تشويش عليها ..

كثير من الخبرات مع الكائنات يتم دون حديث متبادل .

قمنا بالحديث مع بعض هذه الكائنات ..

بعض هذه الكائنات ذكور وبعضها إناث ..

وبعضها لا نعلم إن كانت من الذكور أم الإناث .

بعض هذه الكائنات تدّعي إنها من الإناث وتتحدث بصوت أنثوي واضح ولكن نكتشف إنها ذكور ..

عندما نكتشف ذلك تهرب !

تختفي كأنها تذوب وتضمحل ..

بعضها يتحدث عن أنه قادر على التشكل في عالمنا الفيزيائي بأشكال مختلفة .. وهؤلاء من الجن .

اكتشفنا من خلال الكثير من الخبرات إن بعض هذه الكائنات تتعمد الكذب والتضليل ..

وهي تسعى إما للعبث في العقل من خلال ادعاءات كثيرة .. وإما الممارسة الجنسية ..

بعض هذه الكائنات تسلك في العالم النجمي كما يسلك السفهاء من البشر في عالمنا ..

هذا النوع هو من الكائنات السفلية .. وبعضها من الجن .

 

الكائنات السفلية ..

الكائنات السفلية أنواع مختلفة  ..

بعضها هي أجساد أثيرية انفصلت عن الجسد الفيزيائي عند الموت ولكنها أشبه بالمحبوسة والهائمة في العالم الأثيري .. هذا النوع هو ما يطلق عليه الأشباح .. وبعضهم يسميها أرواح ولكنها في الحقيقة أجساد أثيرية ..

بعضها الآخر يتم تخليقه بواسطة ممارسات سحرية تتم في عالمنا لتحقيق أهداف ما  ..

من هذه الأهداف .. إحداث ضرر ما .. نقل شيء ما .. حراسة شيء ما ..

هذه الكائنات المخلّقة تظل في العالم الأثيري تحوم لتنفيذ هذا الغرض عندما تتوفر الشروط لذلك ..

عندما لا تتوفر الشروط فلن تتمكن هذه الكائنات من تحقيق الهدف من تخليقها ..

سواء فشلت أم نجحت في تنفيذ المهام قد تظل موجودة وهائمة في العالم الأثيري لعقود طويلة ..

يمكن فهم هذه الكائنات بأنها شيء يشبه الفيروسات التي يتم تخليقها ثم نشرها في شبكة الانترنت .. حيث تحدث الضرر عند توفر الشروط .. وتظل هائمة في الشبكة .

بعض هذه الكائنات السفلية تتولّد ذاتياّ في العالم النجمي نتيجة لأفكار وعواطف قوية تحدث في عالمنا الفيزيائي من قبل البشر دون أن يعلموا بذلك .

يتم اختبار هذه الكائنات عند اختبار العالم الأثيري ..

يسهل الخلط بين الكائنات السفلية وبين الجن .

الجن نوع آخر مختلف عن الكائنات السفلية .. وهم بحد ذاتهم أنواع وأشكال متباينة كما نعتقد ..

طباع الجن قريبة إلى حد ما من طبائع البشر .. من حيث المعرفة والجهل والخير والشر ..

بعض أنواع من الجن يتم الاتصال بها والتعامل معها من قبل بعض البشر من خلال ممارسات سحرية .

من الجن الذين شاهدناهم كان على شكل أنثى عربية واضحة المعالم والصوت .

ومنهم ظهر على شكل رجل طاعن في السن .

 

حرّاس الشبكة ..

هي كائنات عاقلة وواعية من خارج هذا العالم ..

تستطيع هذه الكائنات وكائنات أخرى بشكل أو بآخر التداخل مع الجسم الأثيري للإنسان المختبر ..يمكن اختبارها من خلال العالم الأثيري .

لدى هذه الكائنات قدرة هائلة على التلاعب في العقول .. وخبرة طويلة في التعامل مع الإنسان .

ولديها قدر من المعرفة لما يدور في ذهن الإنسان وبالمشاعر والرغبات القوية الدفينة فيه .. لا نعلم كيف تعلم ذلك ولكن ذلك يبدو إنه ظاهر لها بقدر ما .

الهدف الأساسي الذي تعمل له هذه الكائنات في عالمنا هي منع الإنسان من تخطي حدود الشبكة .. الماتريكس التي نعيش فيها ..

هي أشبه بمن يريد أن يحبسنا داخل هذه الشبكة ويحرمنا من مجرد معرفة إنه هناك شيء آخر غيرها ..

نقول ذلك من خلال ما فهمناه من بعض الخبرات لنا ومن خلال ما فهمناه من خبرات أكثر لغيرنا .

لا نعلم لماذا تفعل هذه الكائنات هذا .. ولكننا نعلم إنها حريصة عليه أشد الحرص..

لا تستطيع هذه الكائنات التأثير القسري على الإنسان ..

هي تفعل ذلك من خلال التلاعب بالأنفس والعقول ومن خلال تقنيات ذهنية ونفسية شديدة التأثير وبالغة الخبث  .

هذه الكائنات لها دور كبير في توليد الأوهام لدى البشر عندما تتوفر القابلية والاستعداد عند المتوهم .

لا نعلم لماذا لا تستطيع هذه الكائنات التأثير القسري .. ولكنا نعلم إنها لا تستطيع ..

يبدو أن هناك قوانين ما في الوجود تمنعها من ذلك .

تتفاعل هذه الكائنات مع البشر طوال الوقت بالطريقة التي ذكرناها وكل هدفها من فعلها إبقاء البشر داخل هذه الشبكة الذهنية .. لهذا يمكن اعتبارهم حراس للشبكة .

وكأي حراس لسجن ما فهم يوجهّون تركيز أكبر لمن يجدون فيه سعي أو اقتراب من أسوار السجن .

بطبيعة الحال يسهل معرفة إن هذه الكائنات هي ما يسمى لدى أغلب الأديان بالشياطين .

ليس منهجنا هو الحديث عن المعتقدات الدينية التي تتحدث عنهم والتي نؤمن بها ..

ولكن منهجنا هنا الحديث عما اختبرناه خبرة مباشرة .. ونقل ما شاهدناه بأمانة ..

الشياطين الذي اختبرناهم يتكلمون بصوت ذكوري شاب .. وشاهدناهم كطيف .

اختبرناهم بتنبهنا لأفعال يقومون بها في حالة من حالات الوعي بين النوم واليقظة .. عندما نكتشف ذلك تتوقف التجربة فوراً .

ما نعتقدة هو إن هذه الكائنات تفعل كل ذلك وهي تعلم وتظن إننا لا نشعر ولا ندري بما يحدث .. ما يحدث هو إننا ندرك ما تقوم به عندما تحدث الخبرة ..

ما نعتقدة هو إن الأمر أشبه بمن يفعل شيء مع شخص في حالة إغماء وهو يعتقد إنه لا يشعر به .. ولكن هذا الشخص يستيقظ جزئياً ويشعر بما يحدث حوله ..

عندما تحدث أي مقاومة من قبلنا تنتهي الخبرة .

هذا ما حدث معنا في هذه الخبرات .

بعض الشياطين يتم الاتصال بهم والتعامل معهم من قبل بعض البشر من خلال ممارسات سحرية ..

بعض الكائنات الأخرى من غير الشياطين يبدو أنها تقوم بشيء ما في الجسد الأثيري..

شيء شبيه بالاختبار أو عملية ما على الجسد .. يحدث شعور بالألم الخفيف عند ذلك .

عندما نعي بذلك تتوقف التجربة فجأة ..

في كثير من الحالات التي يتم فيها اختبار الكائنات الأخرى يكون هناك شعور قوي بالخدر الكامل في الجسد حيث تتطلب أدنى حركة جهداً كبيراً ..

بعض الخبرات لا يحدث فيها هذا الخدر ..

هذا شيء من الخبرات التي اختبرناها خبرة مباشرة وتوصلنا بها لقناعة واضحة .

 

الكشف .

الكشف هو ليس كاختبار العوالم الأخرى والكائنات التي فيها ..

الكشف هو اختبار للواقع الأعلى .. هو اختبار لمستوى أعلى من الوجود ..

الكشف أعلى مستوى من خبرات العوالم الأخرى لأنه مرتبط بمستويات أعلى للوجود .

يحدث الكشف أثناء التأمل .. أو في حالة تشبه حالة الغياب عن الوعي .. ولكن الوعي فيها متيقظ تماماً..

نعني بذلك أنه عندما يحدث الكشف نختبر واقعاً مختلفاً كلياً ثم عندما ينتهي نعود للواقع الفيزيائي وكأننا استيقظنا من ما يشبه الغفوة أو الغيبوبة القصيرة ..

حدث ذلك معنا .. وهو يطابق تماماً مع ما يتحدث عنه السالكون والحكماء في وصف بعض الكشوفات .

أغلب الكشوف التي تقع لا يمكن التعبير عنها ..

كل ما نستطيع أن نقوله عنها أنها مذهلة .. لا مثيل لها ولا نظير .

كتب الحكمة مفعمة بالحديث عن هذه الكشوفات .. وعما شاهده الحكماء أثنائها ..

في كل الثقافات .. وفي كل مدارس الحكمة هناك كتب بالغة العمق تصف الواقع عندما يُكشف للحكماء ..

وهو واقع بالغ الغرابة ..

أغرب من الخيال .. وأغرب مما يمكن للعقل التفكير به .. وأغرب مما يمكن أن تصفه اللغة ..

ولهذا السبب فإن هذه الكتب كثيراً ما تكون موغلة في الرمزية ..

وتبدو لنا معقدة ومستعصية على الفهم ..

كل ذلك لأن الواقع الفعلي غير قابل للتعبير عنه باللغة ..

فلا يكون هناك من حل أمام الحكماء سوى استخدام اللغة الرمزية كمقاربة تساعدهم على وصف ما شاهدوه ..

عندما يتمكن السالك من مشاهدة ولو شيء من هذه الكشوف .. سيتمكن بسهولة من فك رموز هذه الكتب ..

وسيحظى بالمزيد من هذه الخبرات ..

وسيكتشف المزيد عن عجائب هذا الواقع المهول .

وهو واقعنا الموجود معنا هنا والآن ..

 

لماذا نذكر كل ذلك ؟

لقد ذكرنا شيء من خبراتنا المباشرة حتى يستعد السالك الذي ينوي القيام بالممارسات التي ذكرناها عن شيء مما قد يختبره هو ..

أو على الأقل شيء يمكن أن يقيس به اختباراته هو .

وهو تمهيد يساعد في فهم الآثار التي تترتب عن الممارسة والذي سنتحدث عنها في القسم التالي ..

ليس كل الممارسين يختبرون نفس الخبرات ..

الواقع الفعلي هو واقع واسع لا حدود له .. وبالتالي فكل ممارس قد يختبر ويواجهه اختبارات مختلفة ..

هذا السبب الذي يجعل من الخبرات المسجلة في الكتب تبدو متناقضة ومختلفة بعضها عن بعض .

الاختبار يتم بناءاً على توجيه الممارس لوعيه بإرادته ..

وأحياناً لعوامل كثيرة أخرى تتجاوز إرادة الممارس .

 

الخلط بين الواقع والخيال

 

الواقع الذي يتجاوز الشبكة هو واقع حقيقي موضوعي وفعلي .. تماماً كواقعنا الفيزيائي .

الواقع الفعلي مخفي ومحجوب بواقعنا الفيزيائي والذي هو الشبكة .

لا يمكن اختبار الواقع الفعلي إلا من خلال انتباه السالك نحو الداخل كما أوضحنا .. نحو داخل ذاته ..

التقنيات التي نصحنا بها .. المقيّدة منها والحرة تعمل على توجيه الانتباه نحو الداخل ليتمكن الممارس من تجاوز الشبكة .

المشكلة هي أنه عندما يتجه الانتباه إلى الداخل فإن الممارس سيواجه في البداية طبقات الوعي الذي تكوّنه هو ..

لهذا السبب فكثير من الممارسين المبتدئين يحدث لهم خلط بين ما يتخيلونه ويتوهمونه وبين ما يختبرونه ..

خلط بين الخبرات الحقيقية وبين الأحلام والأوهام التي في عقولهم ..

هذا الخلط هو سبب الكثير من المتاهات التي يضيع فيها الكثير من الممارسين .. سنتحدث عن ذلك .

على الممارس أن يكون على حذر شديد وانتباه عندما تحدث له خبرات من التي ذكرناها أعلاه ..

بعض هذه الخبرات تختلط مع خياله وأحلامه وتسبب له الكثير من الإرباك .

 

طريق تجنب الخلط

 

سنتحدث عن ذلك بالتفصيل عند الحديث عن الوهم وصفات التمييز .. ولكننا هنا نعطي توجيه أولي للسالك عن أفضل أسلوب للتعامل عند حدوث التجربة ..

الطريق الأساسي لتجنب الخلط بين الأحلام والخيال وبين الخبرات الحقيقية هو بكل بساطه ..

الهدوء والتروي!

على السالك ألا يتحمس كثيراً ويتماهى وينغمس في التجربة الجديدة التي مر بها ..

فليختبرها بهدوء وبعين ناقدة .

لا تنغمس ذهنياً ونفسياً مع التجارب الجديدة ..

فقط تابعها بهدوء ولا تتعب ذهنك في محاولة فهمها وفهم المعاني التي تشير إليها ..

بهذه الطريقة يتمكن السالك من اكتساب الخبرات التي تتراكم ..

وبذلك يربّي وينمّي لديه خبرة في القدرة على الفصل بين ما يأتي من عالم آخر وما يأتي من رأسه هو ..

هذه القدرة على الفصل بين الخبرة الحقيقة وبين الوهم الذي يأتي من  النفس له أهمية بالغة في الممارسة الروحية ..

لأن بواسطته يتمكن السالك من معرفة بواطن نفسه أكثر ومن كشف النقص ونقاط الضعف فيه .. وبالتالي يمكنه  تجاوزها .

الكثير من الناس وبسبب هذا الخلط وعدم قدرتهم – بل و عدم رغبتهم – للفصل بين الخبرة الحقيقية التي تأتي من عالم آخر وبين الأوهام التي تتولد من أنفسهم ورؤوسهم يدخلون في متاهات كثيرة ويدخلون معهم آخرين في هذه المتاهات أيضاً ..

على السالك بكل بساطة أن يتذكر أن له هدف واحد .. المصدر الأول .

  المصدر الأول هو أعلى من كل شيء آخر .. لا يعلوه شيء ولا يفوقه ..

لهذا فالسالك عندما يمر باختبار من الأنواع التي ذكرناها عليه ان ينظر ويتجه فقط نحو الهدف .

يمكن فهم ذلك بتصور إنسان يركب مركبة ويتجه إلى مدينة ما .. وهو مهتم جداً للوصول لهذه المدينة ..

الطريق بينه وبين هدفه بعيد .. سيمر بالكثير من الأماكن المختلفة ..

في بعض الأماكن على الطريق سيمر بغابات كثيفة .. و بصحاري قاحلة .. وبحيرات موحلة .. وسلاسل من الجبال .. وأحياناً سيمر ببعض القرى .. الخ

هذا المسافر سينظر لكل ما سيمر به .. ولكنه لا يتوقف ولا يخرج عن مسار الطريق ..

الخروج عن مسار الطريق قد يؤدي إلى ضياعه في أحد الجبال أو الصحاري ..

وقد يدخل في متاهات الغابة ولا يتمكن من الخروج منها .. يدور ويدور سنوات في دوائر مغلقة ..

وقد يغرق في أحد البحيرات .. أو تسحبه الأوحال لباطن الأرض ..

على السالك أن يفعل نفس الشيء عندما يمر بمثل هذه الاختبارات .

حتى لا يضيع في متاهات الأوهام أو يكون عرضة لعبث بعض الكائنات فيه ..

فليراقب ما يختبر بهدوء ويواصل المسير .

 

لا خطر على السالك .

على السالك ألا يخشى من مواجهة المجهول والعوالم الأخرى الخفية .. فهذا هدفه من الأصل ..

بل إن هدفه يتجاوز ويعلو كل  ذلك !

على السالك ألا يخش من تعرضه لأي خطر أو تهديد من هذه الكائنات ..

الخطر ممكن في حال واحد ..

الخطر ممكن إذا سعى السالك وراء هذه الكائنات كما سنذكر في الموضوع التالي ..

عندها فقط قد يكون عرضة لاستغلال وتلاعب بعض الكائنات .. أو عرضه لأذى نفسي أو عقلي من بعض أنواع الجن .

هذا يحدث فقط لمن يسعى وراءهم طالباً المنافع الدنيوية ..

أما السالك الذي يواصل مسيره بهدوء كما شرحنا فسيكون بأمان تام .

بل أن الكائنات الأخرى هي التي تهاب مثل هذا السالك وتخشى التعرض له .. لقد اختبرنا ذلك خبرة مباشرة .

إذا فهم السالك ما ذكرناه هنا فليكن على ثقة أنه في أمان .

لذا ..

فعلى السالك الذي يقرأ هذه الرسالة وينوي بداية الممارسة أن يتذكر الآتي ولا ينساه أبداً :

إذا استمر السالك الممارس على الطريق نحو المصدر الأول دون انحراف .. فهو في أمان تام .

إذا انحرف عن الطريق فنحن لا نعلم ما سيحدث .. ولا نضمن شيء .. ولا نتحمل أي مسؤولية .

أعد قراءة السطرين السابقين .. عدة مرات !

بعد أن تحدثنا عن كل ذلك يمكننا الآن الحديث عن الأخطار التي قد تواجه السالك وكيفية تجاوزها وتخطيها ..

 

>>

 

 


مقدمة
                             -  البحر وأعماقه
                             - ضرورة وأسباب التعميم
                             - سالك وليس حكيم
طرق ومدارس الحكمة
                            -  تنوع لا نهاية له
                            -  التشويه بسبب الانحراف
                            -  الصدق والضلال
                            -  التشويه بسبب الجهل
                            -  طريق الاختيار
مدخل التقنيات
                           - نوعا التقنيات
                           - التقنيات المقيّدة
                           - التقنيات الحرة
                           - ضرورة المداومة
التقنيات المقيّدة :
                            - الاستعدادات
                                         توقيت الجلسات
                                         تحديد الوقت
                                         دفتر التسجيل
                                         أجواء مساعدة
                                         وضعيات الجلوس
                             - تمرين التركيز
                             - تمرين الخيال وتفعيل الحواس الخفية                                       
                             - تمارين التنفس
                                          التقنيات الأساسية
                                           تنفس المنخرين التبادلي
                                          تنفس الحجاب الحاجز البطني
                                          التنفس الفقري
                                         
                             - التانترا
                                         طريق التانترا
                                         مدارس التانترا
                                         إيقاظ الكوندليني
                                         مبدأ إيقاظ الطاقة الكامنة
                             - التأمل
                                         الذات
                                         الاستغراق في الشبكة 
التتقنيات الحرة :
                             - مدخل
                                         الحكمة ومحور الحياة
                            - التذكّر الدائم
                                           سيد الواعظين
                                           الصلاة
                                           نظرة إلى السماء
                            - التعلّم الدائم
                            - مراقبة وتصفية النفس
                                          مراقبة النفس
                                          تصفية النفس
                                         المرآه البيضاء والمرآه السوداء
                           -  التفكّر الدائم
                           -   التفريغ النفسي
                           -  مصاحبة السالكين
                    
التقييم والمتابعة     
 العوالم الأخرى وخبرتنا معها
                             - ما نختبره لا ما نؤمن به
                             - الكائنات السفلية
                             - حرّاس الشبكة
                              - الكشف
                              - الخلط بين الواقع والخيال
                              - طريق تجنب الخلط
                              - لا خطر على السالك
 المخاطر الأساسية :
                              - مدخل
                              - الخوف
                              - الانحراف
                                              صعوبة التمييز
                                              طريق التمييز
                                              ضلالات أكثر من واقع
                                              ضرر وخطر وانحراف
                                              المعارف العليا والطريق الصحيح لتحصيلها
                              - الوهم
                                             كيفية استحكام الوهم
                                             أشكال من الأوهام
                                              ليست كلها أوهام
                                             التمييز بين الحقيقي والوهمي وصفات التمييز
                                             انعدام الدليل لانعدام صفات التمييز
                                             بحر الأوهام والماتريكس
                                             أوهام السالك وكيفية مواجهتها
                                             توالي الأوهام
                                            حرق الأوهام وطريق الحكمة
                              - اليأس   
مخاطر وأعراض أخرى :
                             -  مدخل
                             - الارتباك الشديد
                             - التصلب في التعامل
                             - الاشمئزاز من الشبكة ومافيها
                             - الكآبة وفقدان حس السعادة والاستمتاع
 خاتمة
 تنزيل رسالة على الصِراط