العالم  كما يراه  الحكماء النظرة العلمية للعالم من السماء إلى الأرض

  معرفة الواقع كما هو ضرورة حتمية تفرضها المعاناة .

  الحكمة  هي العلم الذي من خلاله تُعرف ماهية الواقع كما هو موجود بالفعل ثم اختباره خبرة مباشرة .

  العالم الذي ندركه هو خيال ووهم  .. وهو يظهر نتيجة الطبقات التي تغلف الوعي .

   عالمنا الذي ندركه لا يمثل سوى شريحة ضيقة بالغة الضيق من الواقع الحقيقى الموجود بالفعل  والموجود هنا والآن .

  عالمنا يحجب الواقع الفعلي ويحبسنا داخل شبكة تفاعلية وهمية  موجودة بالفعل .. ماتريكس .

  نتيجة الجهل وتحت تأثير الشبكة يتقزم الإنسان ويبتعد عن حقيقته الفعلية التي لا حدود لعظمتها .

  يمكن اختراق هذه الشبكة واختبار الواقع الفعلي .. عندما يتحقق ذلك تنتهي المعاناة ويتحرر الإنسان من كل القيود .

  حياة الإنسان هي رحلة  هدفها اختبار الواقع الكلي والعودة للمصدر الأول .. حيث كل شيء .

مقدمة طرق ومدارس الحكمة مدخل التقنيات التقنيات المقيدة التقنيات الحرة التقييم والمتابعة العوالم الأخرى وخبرتنا معها المخاطر الأساسية مخاطر وأعراض أخرى خاتمة
الاستعدادات تمرين التركيز تمرين الخيال وتفعيل الحواس الخفية تمارين التنفس التانترا التأمل
           
 


How To Meditae

مقطع قصير و مفيد لفهم كيفية ممارسة التأمل ، بعد هدوء تدفق الأفكار يوجه السالك انتباهه للذات كما أوضحنا في الشرح

ننصح بشدة بمشاهدة البرنامج الكامل لماهية التأمل وما يحدث خلال هذه الرحلة العظيمة
المقطع اعلاه مأخوذ من هذا البرنامج .. يمكن مشاهدة البرنامج كاملا من الرابط التالي
Spiritual Reality: The Journey Within

 

التقنيات المقيّدة  

التأمل Meditation   

 

التأمل هو مراقبة شيء ما بانتباه شديد لمعرفة ماهيته ..

حقيقة التأمل تتضح عند النظر للطفل الصغير ..

الطفل الذي يحبو باتجاه شيء ما .. يقترب من هذا الشيء .. يلمسه .. ينظر إليه بفضول شديد .. يقلبّه بين يديه .. يتابعه بحماس وانتباه شديدين ..يتأمله بتركيز محاولاً معرفة ماهيته .. ولأن الطفل لا يعرف اللغة فهو لا يحدث نفسه بشيء .. هو فقط يتأمل باهتمام ..

التأمل هو جوهر الممارسة الروحية وأداتها الكبرى ..

 

فما هو هذا الشيء الذي نتأمله ؟

الذات ..

ما يسعى له السالك هو النظر إلى هذا الشيء المسمى الذات وهو في عملية التأمل يحاول كهذا الطفل الصغير معرفة ماهيته .. ما هي هذه الذات ؟

 

الذات ..

يولد الإنسان طفلاً صغيراً .. ثم يكبر ويمتد جسده ويزداد حجمه ..

يتعلم في المنزل .. ثم المدرسة .. يواجه الكثير من الأحداث .. يصبح شاباً .. ثم رجلاً أو امرأة.. ثم كهلاً ..

خلال كل ذلك يمر بالكثير من الأحداث السعيدة والمؤلمة .. الآمنة والمخيفة ..

تتغير أفكاره طوال الوقت .. ما كان يؤمن به لا يعد يؤمن به .. ما كان يرفضه من قبل يعود ليتمسك به ويقتنع به .. ثم يتغير ذلك دوماً ..

تتغير رغباته وعواطفه طوال الوقت .. ما كان يحبه من قبل هو يكرهه الآن .. وما كان يشمئز منه سابقاً هو يتلذذ به الآن .. ثم يتغير ذلك دوماً ..

يتغير جسده طوال الوقت .. كان صغيراً وقصيراً .. أصبح ضخماً وفارعاً .. اليوم هو سمين .. غداً هو نحيف .. خلايا تولد وخلايا تموت .. تظهر التجاعيد في وجهه وجسده .. يظهر الشيب في مناطق من شعره تزداد كل حين .. يتغير ذلك دوماً ..

التغير في الجسد والفكر والنفس والمشاعر وكل ما يكوّن الإنسان يحدث طوال الوقت .. كل شيء فيه يتغير .. وطوال الوقت ..

لكن ..

مع كل هذه التغييرات التي تحدث لهذا الإنسان هناك شيء ما ثابت فيه .. أناه .. ذاته ..

على الرغم من كل التغيرات التي تحدث له يعلم هذا الإنسان إنها تغيرات تحدث لشيء ما ثابت فيه .. تحدث له .. هو ..

لشيء ما ثابت فيه .. يعلم أنه هو ..هو شيء معه ومدرك له طوال الوقت .. وهو حاضر على الرغم من كل هذه التغيرات التي لا تنتهي ولا تتوقف ..

ما هو هذا الشيء الثابت في كل هذا التغير ؟

الجسد ؟

لا ليس الجسد .. فالجسد في حالة تغير دائمة ..

الفكر ؟

ليس هو .. فالفكر أيضاً في حالة تغير دائمة ..

المشاعر والعواطف ؟

هي كذلك في حالة من التغير الدائم ..

لا يمكن للجسد أو الفكر أو العواطف أن تكون هي هذا الشيء لأنها تتغير .. بينما هذا الشيء ثابت دائماً وحاضر دائماً .. ولا يتغير ..

كما أنه لا يمكن أن يكون هذا الشيء الثابت هو الجسد أو الفكر أو العواطف .. لأن هذا الشيء ينسبها لنفسه ..

الجسد والفكر والنفس ليست هي هذا الشيء الثابت والدائم نفسه .. هي أشياء تابعة لهذا الشيء الثابت ولكنها ليست هي هذا الشيء الثابت ..

عندما يقول المرء هذا منزلي .. هذا كتابي .. فهو ينسب المنزل والكتاب له هو .. المنزل والكتاب ليسا هو بل هما شيئان تابعان له ..

عندما يقول المرء هذه ثيابي .. فالثياب ليست هو .. الثياب شيء تابع له ..

عندما يقول هذا جسدي .. فالجسد ليس هو .. هو شيء تابع له ..

أفكاري .. عواطفي .. رغباتي .. مخاوفي ..آمالي .. آلامي .. أفراحي .. كلها أشياء تنسب لهذا الشيء وليست هي نفس هذا الشيء ..

فما هو هذا الشيء إذاً ؟

ما هو هذا الشيء الذي ينسب كل شيء آخر له ؟

ما هو هذا الشيء الثابت بين كل هذه الأشياء التي تتغير ؟

هذا الشيء هو الذات ..

هو حقيقة الإنسان وجوهره الفعلي ..

وهو الجزء الذي يرتبط بالمصدر الأول .. الموجود الحق الذي يعلو كل شيء ..

 

الاستغراق في الشبكة ..

كما ذكرنا في رسالة الخروج إلى الداخل فإن الإنسان هو جزء من المصدر الأول .. يدخل هذا الجزء في هذا العالم من خلال طبقات كثيرة .. طبقات الوعي ..

شخصيته .. جسده .. ثقافته .. الخ

في هذا العالم تُغلّف هذه الطبقات حقيقة الإنسان فينظر لنفسه ولما حوله من خلالها .. ويظن إن هذه الطبقات هي حقيقته .. هي هو ..

يصبح الإنسان هنا كمّن ظن وتيقن أن ثيابه التي يرتديها هي هو .. فمن الطبيعي إذاً أن يحزن عندما تبلى هذه الثياب وتتهرأ  !

كما ذكرنا في الرسالة فإن الإنسان ينظر لنفسه من خلال طبقات كثيرة من الوعي تكوّن هذه الشبكة .. هذه الماتريكس .. ثم يصدقها ويظن أنها هو !

فتكون نتيجة ذلك كمّن يشاهد فيلم بانتباه وتركيز شديدين ..

يصل هذا التركيز لمرحلة أنه يغرق تماماً في الفيلم الذي يشاهده .. فيظن أنه هو أحد شخصيات الفيلم الذي يتابعه ..

عندما يحدث ذلك فإنه سيتأثر عظيم الأثر من الأحداث التي تقع في هذا الفيلم الذي يشاهده .. يصبح كأنه دخل في الفيلم وأصبح جزءاً منه ..

وعلى حسب أحداث القصة التي يشاهدها تجده يفرح ويبتهج .. يقلق ويخاف .. يتألم ويبكي .. ويتأثر عظيم الأثر بكل شيء ..

يأتي الحكماء ليقولوا لهذا الغارق ... توقف .. ما بك ؟!

يذكر الحكماء هذا الغارق أنه مجرد مشاهد لهذا الفيلم .. هو ليس في الفيلم .. هو ليس جزءاً من أشخاصه وأحداثه !

ولكن عندما يكون الاستغراق كاملاً لا يصدق الغارق ما يقوله الحكماء .. فيواصل البكاء والعويل !

فلا يكون هناك حل أمام هؤلاء الحكماء لمساعدة هذا المسكين  إلا أن يطلبوا من هذا المشاهد أن يعود لنفسه ..

أن يصرف انتباهه للفيلم وما يحدث به وأن يوجه هذا الانتباه له هو .. للمشاهد نفسه ..

إذا كان هذا المشاهد المسكين على قدر من العقل والنضج .. وإذا كان قد تعب من كثرة الآلام التي واجهها من هذا الفيلم ويرغب بالخلاص سيستمع باهتمام لما يقوله الحكماء ..

سيبدأ بإتباع ما يصفونه له .. وسيبدأ بتوجيه انتباهه نحو نفسه .. سيكون ذلك صعباً في البداية ولكن مع الإصرار سيهون الأمر تدريجياً ..

بعد طول ممارسة من قبل هذا المشاهد لما ينصح به الحكماء .. شيئاً فشيئاً .. تدريجياً .. ستبدأ الحقيقة بالظهور له ..

هو ليس ظهوراً بصرياً ..

بل هو ظهور أعمق وأعلى من ذلك .. ظهور بالفهم .. بالإدراك .. بالوعي .. بالبصيرة ..وإن كان الظهور البصري قد يصاحبه ..

بصورة ضبابية في البداية .. تتضح هذه الصورة شيئاً فشيئاً ..

إلى أن يصل هذا المشاهد للحظة الحقيقة ..

سينظر الآن هذا المشاهد لنفسه .. وسيكتشف فعلاً وكما قال الحكماء أنه مجرد مشاهد ..

وسيجد أنه في مكان آخر .. وفي حال آخر مختلف كل الاختلاف عما ظنه من قبل ..

وسيضحك من نفسه !!

هذا هو التأمل !

وهذا ما يفعله التأمل .. وهذا الغرض منه ..

 

يطلب الحكماء من السالكين في تمرين التأمل أن يوجهوا انتباههم نحو ذاتهم كما طلبوا من ذاك المشاهد ان يفعل ..

على السالك أن يصرف انتباهه لأحداث الحياة التي حوله ويوجه انتباهه لنفسه هو .. لهذا الشيء الحاضر والثابت طوال الوقت .. للشيء الذي لا يتغير على الرغم من تغير كل شيء آخر .. للشيء الذي ينسب الأشياء لنفسه ولكنه ليس هذه الأشياء ..

من خلال المواصلة والاستمرار بإرادة لا تتزعزع .. يتمكن الإنسان من كشف حقيقة ذاته ومعرفة ما هي ..

قبل ذلك وكنتيجة للالتفات السالك نحو ذاته سيواجه هذا السالك كل الطبقات التي تكوّنه .. وسيختبر في طريقه خبرات لا يمكن أن يصفها ولم يكن يتخيل أنها موجودة من الأصل !

ذكرنا كل ذلك حتى يفهم السالك ما هو التأمل .. وما الهدف منه .. وما دوره .. وكيف يعمل فيه .. وما هي ضرورته وأهميته ..

هذا الفهم كما قلنا سيساعد السالك مساعدة عظيمة في أن يفهم ما الذي يفعله بالضبط .. وهو يختصر الكثير من الوقت .. ويسهل الكثير من المشاق ..

وإذا فهم السالك ما ذكرناه في رسالة الخروج إلى الداخل وما ذكرناه هناك عن حقيقة الشبكة والماتريكس .. وعن الاستغراق فيهما وكيف يحدث .. وعن الدور الذي يقوم به التأمل في إخراجه من سجن هذه الشبكة ..

إذا فهم السالك كل ذلك كل الفهم فهو سيوفر على نفسه الكثير من العناء ..

آلاف الكتب والرسائل .. ونقاشات ومجادلات لا تنتهي ولن تنتهي .. سيختصرها السالك بهذا الفهم البسيط كل البساطة  .. البديهي كل البداهة ..

إن الدافع الذي دفع الحكماء لكتابة هذا الكم من الكتب والرسائل .. وإن الدافع وراء كل هذه المجادلات .. كل ذلك سببه أن الناس لا يسمعون !

لا يتعلمون .. ولا يريدون أن يتعلموا الحقيقة ممن شاهدها واختبرها بنفسه ..

نتيجة لكل ذلك تحدث هذه الدائرة التي لا تنتهي من كتب وكتب أخرى للرد .. من حجج وحجج مقابلة لها .. وجدل واعتراض ورفض ..

صياح وعويل .. وصداع لا ينتهي !

لا يلتفت السالك لكل ذلك ..

فبعد ان فهم وعرف من نفسه ما يريد .. يواصل الممارسة بكل هدوء واطمئنان ..

ويعود دوماً لجلسات الممارسة التي يعلم أهميتها بالنسبة له ..

يمارس ما تعلمه من تقنيات من مدرسة الحكمة التي ينتمي إليها .. أو مما ذكرنا هنا في هذه الرسالة من تقنيات ..

ويمارس التمارين التي ذكرناها سابقاً ويصل لهذا التمرين ليبدأ في ممارسته ..

 

كيفية الممارسة ..

بعد ان انتهى السالك من التمرين السابق وهو تمرين التانترا .. يأخذ نفساً عميقاً ..

يعيد يديه إلى وضع مريح على حضنه ..

يختار جلسته المريحة ..

ويبدأ التمرين ..

يمكن ممارسة هذا التمرين في وضعية الجلوس أو التمدد ..

ننصح بشدة بوضعية الجلوس .. حيث أن وضعية التمدد ستؤدي في الأغلب للنوم ..

لا نريد للسالك أن ينام في هذا التمرين .. نريده أن يكون واعياً ذهنياً ونفسياً ..

لذا فمن المهم تجنب ممارسة التأمل في وضعية التمدد .. فالعقل مبرمج من الصِغر على النوم في حالة التمدد .. والاسترخاء الذي يحدث نتيجة هذا التمرين وما قبلة سيغري العقل والجسد للنوم .

يغمض السالك عيناه .. يتنفس بعمق وهدوء ..

يوجهه انتباهه لذاته .. لهذا الشيء الحاضر دائماً والموجود دائماً ..

كل المطلوب هو أن تلتفت لهذا الشيء بفضول ..

لا تفكر ..

لا تسأل أسئلة عقلية تنتظر منها أجوبة .. هذا لن يجدي شيئاً ..

فقط انظر بصمت لداخل ذاتك عن هذا الشيء الحاضر دائماً الذي تسميه أنا .. ما هذه الأنا ؟ من أنا ؟

فلتكن هذه التساؤلات ليست تساؤلات كلامية داخلية .. بل مجرد استكشاف ..

هو استكشاف بفضول كاستكشاف الطفل الذي يحبو .. والذي لا يعلم اللغة ولا الكلام ..

بطبيعة الحال وبمجرد أن يغمض السالك عينيه ستتوارد في ذهنه المئات من الأفكار التي لا تتوقف ..

أفكار من الحياة والأحداث التي تحدث حول السالك .. مخاوف .. رغبات .. ذكريات .. الخ

عشرات الأفكار التي لا تتوقف تظهر على شاشة الوعي ..

يُطلب من السالك في تمرين التأمل ألا يلتفت لهذه الأفكار .. دعها تمر بهدوء ..

إنها الشبكة .. إنها الماتريكس ..

السالك يراها الآن بعين عقله !

هذه هي الشبكة التي تريد أن تخترقها .. دعها لا تكترث لها ..

على السالك ألا يتمسك بأي فكرة تمر في ذهنه ..

بمجرد أن يتمسك السالك  بفكره ما مهما كانت .. ستتضح هذه الفكرة أكثر .. وستصبح أكثر حدة .. وستربط نفسها بأفكار أخرى .. ثم أخرى .. ثم أخرى ..

وسيجد السالك أنه استغرق مع هذه الأفكار التي لا تنتهي .. وسيجد انه غرق مرة أخرى في الشبكة !

لذا على السالك ألا يتمسك بأي فكرة .. دع الأفكار تمر .. لا تربط ذهنك بأي منها ..

فقط وجه فكرك في اتجاه هذا الشيء الثابت والحاضر دائماً ..

عندما تظهر أفكار في الذهن .. لا تقاومها .. فقط تجاهلها ..

المقاومة ستجعلها أقوى !

فقط تجاهلها وأعد انتباهك لهذا الشيء الثابت ..

وهكذا كلما وجد السالك أن انتباهه يتجه لفكرة ما ظهرت في ذهنه .. عليه أن يعيد انتباهه برفق وهدوء ودون انفعال إلى الداخل .. إلى ذاته ..

بطبيعة الحال وكما سيختبر السالك بنفسه .. فإن الأفكار التي ترد إلى الذهن هي عنيدة جداً ولا تتوقف عن التدفق على الذهن ..

لهذا ..

ينصح السالك في بداية هذا التمرين .. وبعد إغماضه لعينيه .. أن يلفت انتباهه لتنفسه ..

الانتباه للتنفس أسهل من الانتباه لداخل الذات .. لأن التنفس شيء محسوس وملموس من الأنف وبقية الأعضاء ..

على السالك أن يبدأ هذا التمرين بالانتباه لتنفسه .. الشعور به وبحركته داخل الجسد ..

ستظل الأفكار تتدفق وعلى السالك أن يعيد انتباهه للتنفس في كل مرة .. بهدوء ورفق ودون مقاومة ..

ذهن الإنسان في هذا العصر مشوش جداً .. لذا الأفكار تتدفق عليه بسرعة وبكثافة ..

الأفكار عنيدة .. ولكن السالك أعند !

يتطلب الأمر بين عشر إلى عشرين دقيقة من الالتفات للتنفس حتى يبدأ السالك بملاحظة أن تدفق الأفكار على ذهنه أصبح أهدأ .. وأخف بالشدة والوتيرة ..

لذا فإن أول عشر دقائق أو ربع ساعة من هذا التمرين وأثناء الانتباه للتنفس ينقضي في تخفيف وتيرة الأفكار التي تتدفق ..

ولهذا نصحنا أن تتم الممارسة في الليل حيث يكون العقل متعب وتدفق الأفكار فيه أقرب للهدوء من ساعات اليقظة والنشاط ..

بعد أن  يلاحظ السالك أن الأفكار قد أصبحت أبطأ وأخف في تدفقها .. يوجه انتباهه لنفسه ولذاته كما ذكرنا ..

فإذا عادت الأفكار يعيد توجيه الانتباه للذات .. برفق وهدوء ..

على السالك أن يمارس هذا التمرين لمدة عشرين إلى ثلاثين دقيقة .. وكلما طال الوقت كلما كان أفضل ..

بعد انقضاء الوقت ينتهي هذا التمرين ..

 

بهذا ينتهي الحديث عن تقنيات الممارسة التي تتطلب جلسة وهي كما أوضحنا بالتفصيل هي مجموعة من التمارين تتم ممارستها والانتهاء منها خلال ما يقارب الخمس وأربعين دقيقة أو الساعة ..

يتم الالتزام اليومي بهذه التمارين جميعاً بكل دقة .. ممارسة هذه التمارين ستحدث تغييرات تدريجية على كيان السالك .. لن تكون هذه التغييرات ملحوظة في البداية .. ولكن بعد ثلاث إلى ستة أشهر من الممارسة ستبدأ الآثار بالظهور تدريجياً على السالك وهي التي سنتحدث عنها لاحقاً ..

يجب الانتباه ان مدة ظهور التأثيرات تختلف من إنسان إلى آخر البعض قد تبدأ عليه الآثار بعد بضعة أسابيع والبعض الآخر قد يتطلب بضعة أشهر .. من الضروري أن يواصل السالك الممارسة دون انشغال بالآثار .. عليه أن يفهم إن التمارين تعمل بهدوء داخل كيانه دون أدنى شك ..

عندما يمارس السالك هذه التمارين يومياً يعود لحياته الطبيعية .. ويعود للحياة وللشبكة ..

من هنا يأتي دور التقنيات الحرة التي على السالك الإلتزام بها بشكل متواصل ..

فيما يلي سنتحدث عن هذه التقنيات ..ولنبدأ بمدخل ..

 

 

 >>

 

 


مقدمة
                             -  البحر وأعماقه
                             - ضرورة وأسباب التعميم
                             - سالك وليس حكيم
طرق ومدارس الحكمة
                            -  تنوع لا نهاية له
                            -  التشويه بسبب الانحراف
                            -  الصدق والضلال
                            -  التشويه بسبب الجهل
                            -  طريق الاختيار
مدخل التقنيات
                           - نوعا التقنيات
                           - التقنيات المقيّدة
                           - التقنيات الحرة
                           - ضرورة المداومة
التقنيات المقيّدة :
                            - الاستعدادات
                                         توقيت الجلسات
                                         تحديد الوقت
                                         دفتر التسجيل
                                         أجواء مساعدة
                                         وضعيات الجلوس
                             - تمرين التركيز
                             - تمرين الخيال وتفعيل الحواس الخفية                                       
                             - تمارين التنفس
                                          التقنيات الأساسية
                                           تنفس المنخرين التبادلي
                                          تنفس الحجاب الحاجز البطني
                                          التنفس الفقري
                                         
                             - التانترا
                                         طريق التانترا
                                         مدارس التانترا
                                         إيقاظ الكوندليني
                                         مبدأ إيقاظ الطاقة الكامنة
                             - التأمل
                                         الذات
                                         الاستغراق في الشبكة 
التتقنيات الحرة :
                             - مدخل
                                         الحكمة ومحور الحياة
                            - التذكّر الدائم
                                           سيد الواعظين
                                           الصلاة
                                           نظرة إلى السماء
                            - التعلّم الدائم
                            - مراقبة وتصفية النفس
                                          مراقبة النفس
                                          تصفية النفس
                                         المرآه البيضاء والمرآه السوداء
                           -  التفكّر الدائم
                           -   التفريغ النفسي
                           -  مصاحبة السالكين
                    
التقييم والمتابعة     
 العوالم الأخرى وخبرتنا معها
                             - ما نختبره لا ما نؤمن به
                             - الكائنات السفلية
                             - حرّاس الشبكة
                              - الكشف
                              - الخلط بين الواقع والخيال
                              - طريق تجنب الخلط
                              - لا خطر على السالك
 المخاطر الأساسية :
                              - مدخل
                              - الخوف
                              - الانحراف
                                              صعوبة التمييز
                                              طريق التمييز
                                              ضلالات أكثر من واقع
                                              ضرر وخطر وانحراف
                                              المعارف العليا والطريق الصحيح لتحصيلها
                              - الوهم
                                             كيفية استحكام الوهم
                                             أشكال من الأوهام
                                              ليست كلها أوهام
                                             التمييز بين الحقيقي والوهمي وصفات التمييز
                                             انعدام الدليل لانعدام صفات التمييز
                                             بحر الأوهام والماتريكس
                                             أوهام السالك وكيفية مواجهتها
                                             توالي الأوهام
                                            حرق الأوهام وطريق الحكمة
                              - اليأس   
مخاطر وأعراض أخرى :
                             -  مدخل
                             - الارتباك الشديد
                             - التصلب في التعامل
                             - الاشمئزاز من الشبكة ومافيها
                             - الكآبة وفقدان حس السعادة والاستمتاع
 خاتمة
 تنزيل رسالة على الصِراط