فيلم سينمائي تدور فكرته حول عدة مستويات للوجود كواقع افتراضي داخل واقع افتراضي وهو ما عليه الأمر فعلياً كما يتحدث الحكماء.
" فالعالم متوهم ما له وجود حقيقي .. فاعلم
أنك خيال وجميع ما تدركه مما تقول فيه ليس أنا خيال ، فالوجود
كله خيال في خيال "
Is Reality Real? حلقة من برنامج "throght the whormhole" يدور حول الحديث عن مفوم الواقع الذي ندركه وامكانية ان يكون مجرد وهم من اختلاق العقل |
في المعرفة – العالم كما يراه
الحكماء
العالم الحلم – العالم التمثيلي
أنت نائم !
كل ما تراه الآن حولك وتسمعه وتلمسه وتشمه
وتتذوقه ليس أكثر من تجربة شبيه بتجربة الحلم إلا إنها أكثر وضوحاً
وأطول مدة .
عندما ينام المرء وتبدأ تجربة الحلم فهو لا
يعي إنه يحلم ..
يظن أن كل ما يراه ويختبره ويشعر به داخل
تجربة الحلم يظنه حقيقي
ولا يعلم المرء إنه يحلم إلا عندما يستيقظ .
عندها فقط يعلم أن ما مر به في الحلم لم يكن
حقيقياً .
يقول
الحكماء أن الحياة التي نعيشها الآن ليست أكثر من حلم .. ولن نعلم
ذلك إلا عندما نستيقظ منه.
لاشك أن هذه الحقيقة صادمة لكل من يسمعها ..
كما إن العين لا ترى الضوء الذي تردده يزيد عن
حد ما..
وكما إن الأذن لا تسمع الأصوات التي يزيد
ترددها عن حد ما ..
كذلك فعقل الإنسان الذي يسمع هذه الحقيقة لا
يكاد يستوعبها ..
لا يريد أن يلتفت إليها .. لا يريد أن يفكر
فيها .. يميل لتجاهلها.
لأن ما يترتب عليها أكبر مما يريد استيعابه.
"هذه هي الحقيقة سواء شئتم أم أبيتم" ..هذا ما
يقوله الحكماء !
فأثناء تجربة الحلم نحن نظن أن ما نختبره
حقيقي ولا نعلم أنه حلم إلا عندما نستيقظ منه ..
فما الذي يجعلنا على ثقة بأن ما نختبره في
حالة اليقظة هي حقيقة؟
إذا كان كل ما نختبره في حالة اليقظة هي خبرات
غير حقيقية فنحن لن نعلم ذلك إلا عندما نستيقظ .. لا حل آخر.
لا توجد طريقة عقلية أو منطقية يمكنها أن تؤكد
لنا فيما إذا كانت أو لم تكن هناك حالة أخرى للوعي نستيقظ فيها
لنكتشف أن كل ما اختبرناه لم يكن حقيقياً .
لا توجد طريقة طالما إننا لم نستيقظ .. لا
توجد طريقة من داخل الحلم .
فهل كل ما اختبرناه في حياتنا وكل ما
نختبره الآن في هذه اللحظة هو حقيقة وفعلا
مجرد حلم ؟
يقول الحكماء .. نعم
ودليلهم على ذلك الخبرة المباشرة .
هناك حالات من الوعي هي فعلاً عبارة عن
استيقاظ من هذا الحلم ، عندما يصل المرء لهذه الحالة يعلم علم
اليقين أن كل ما اختبره في حياته لم يكن حقيقياً .
يسمي الحكماء هذه الحالة الإشراق أو
الكشف أو بكل بساطة اليقظة .
والهدف من طريق الحكمة والممارسة الروحية هو
الوصول لهذه الحالة من الوعي .
كما قلنا في المواضيع السابقة فإن السالك
عندما يبدأ الرحلة لمعرفة ذاته فإنه يرفع من مستوى وعيه فيشاهد
الواقع بطريقة مختلفة ..بأبعاد مكانية وزمانية مختلفة.
هذه المشاهدة عندما تحدث هي نفسها حالة اليقظة
التي يتحدث عنها الحكماء .
كما أن النائم الذي يحلم عندما يستيقظ من نومه
يرى واقعاً مغايراً ويعلم أن كل ما شاهده واختبره في الحلم هو مجرد
حلم ويكون ذلك بيّن في وضوحه بحيث يصبح عالم اليقظة الآن هو العالم
الحقيقي .
كذلك الآمر عندما يشاهد السالك الواقع من
مستوى وعي أعلى هو يعلم الآن انه استيقظ وإن الواقع الذي يراه هو
الآن الواقع الحقيقي .
وهكذا يكون الاستيقاظ بدرجات في كل مرة خبرة
جديدة للواقع وكل خبرة أعلى تكون هي الخبرة الأوضح وهي الخبرة
الحقيقية ..
كل واقع هو حقيقي لمن يعيه ولكنه وهمي لمن يعي
من هو أعلى منه .
يستمر ذلك حتى الوصول لليقظة الكبرى .. التي
هي الحقيقة النهائية ..
المصدر الأول .. الموجود الحق .
كما ذكرنا عند الحديث عن النظرة العلمية عن
العالم فإن النظريات الفيزيائية والرياضية الحديثة تشير جميعاً لما
تحدث عنه الحكماء منذ آلاف السنين .
ما يقوله علم الحكمة وما يعلمه الحكماء هو
الآتي:
إن الواقع الذي ندركه الآن في هذه
اللحظة هو مجرد واقع تمثيلي .. محاكاة .. حلم .
ليس مجازاً..
ليس خيالاً..
ليست طريقة في التعبير ..
ليست مجرد سفسطة وتلاعب في الألفاظ والأفكار
كما قد يظن من لا يريد أن يصدق أو من لا يستطيع أن يصدق .
بل حقيقة وواقع.
حتى الخيال العلمي يقصر عن وصف الواقع !
ففي قصص الخيال العلمي يتحدثون عن واقع
افتراضي ..واقع تمثيلي .
ويصفون أحد شخصيات القصة عندما يخرج من الواقع
التمثيلي الذي كان فيه وقد وجد نفسه في العالم الحقيقي ، هذا
العالم الحقيقي الذي أصبحت هذه الشخصية فيه الآن هو شبيه لحد كبير
بالواقع التمثيلي ..مجرد اختلاف في التفاصيل ..
اختلاف في الكم .
ما يقوله الحكماء أن الواقع الذي يستيقظ فيه
السالك لا يشبه الواقع الذي كان فيه ، هو واقع مختلف كلياً .
لذلك فهم لا يستطيعون أن يصفوا لنا ما
يشاهدونه لأنه ما هو موجود هناك ليس كما هو موجود هنا..
الاختلاف هناك في الكيف والكم معاً
كما أن الحكماء يقولون أنه لا يوجد واقع
تمثيلي واحد يستيقظ منه السالك .. بل هناك عدة طبقات من الواقع
التمثيلي .
هذه الطبقات هي مستويات الوجود الذي تحدثت عنها الكتب المقدسة وكتب الحكمة
..
والاختلاف بينها هو اختلاف في الكم والكيف ..
كل مستوى هو أكثر جلالاً وجمالاً وعظمة وهيبة
مما قبله بما لا يمكن وصفه ..
يقول الحكماء أنه لا توجد كلمات ولا تشبيهات
يمكن أن تصف الفارق بين مستوى الوجود الذي ندركه وبين مستوى الوجود
الذي يعلوه ..
وكذلك الأمر في كل مستوى أعلى ..
حتى الوصول للمستوى الأعلى الذي لا يعلوه شيء
..
المصدر الأول ..
هنا لا يكون إلا الصمت .
كما نرى فإن الواقع كما يصفه الحكماء يفوق
الخيال .
وإن ما يثير الهيبة في أنفس الحكماء والسالكين
وكل ساعي للمعرفة أن هذا الواقع الذي يفوق الخيال هو الواقع الفعلي
.
هو الواقع الموضوعي والحقيقي .
وإن الحكماء عندما يذكرون لنا ذلك فهم لا
يقولون لنا إلا ما شاهدوه ..
فالحكمة كما نكرر دائماً هي علم . |
الرئيسية | المكتبة | اتصل بنا |