العالم  كما يراه  الحكماء النظرة العلمية للعالم من السماء إلى الأرض

  معرفة الواقع كما هو ضرورة حتمية تفرضها المعاناة .

  الحكمة  هي العلم الذي من خلاله تُعرف ماهية الواقع كما هو موجود بالفعل ثم اختباره خبرة مباشرة .

  العالم الذي ندركه هو خيال ووهم  .. وهو يظهر نتيجة الطبقات التي تغلف الوعي .

   عالمنا الذي ندركه لا يمثل سوى شريحة ضيقة بالغة الضيق من الواقع الحقيقى الموجود بالفعل  والموجود هنا والآن .

  عالمنا يحجب الواقع الفعلي ويحبسنا داخل شبكة تفاعلية وهمية  موجودة بالفعل .. ماتريكس .

  نتيجة الجهل وتحت تأثير الشبكة يتقزم الإنسان ويبتعد عن حقيقته الفعلية التي لا حدود لعظمتها .

  يمكن اختراق هذه الشبكة واختبار الواقع الفعلي .. عندما يتحقق ذلك تنتهي المعاناة ويتحرر الإنسان من كل القيود .

  حياة الإنسان هي رحلة  هدفها اختبار الواقع الكلي والعودة للمصدر الأول .. حيث كل شيء .

مقدمة طرق ومدارس الحكمة مدخل التقنيات التقنيات المقيدة التقنيات الحرة التقييم والمتابعة العوالم الأخرى وخبرتنا معها المخاطر الأساسية مخاطر وأعراض أخرى خاتمة
مدخل الخوف الانحراف الوهم اليأس  
           
 

 

المخاطر الأساسية .

الخطر الرابع :

اليأس .

وهو أحد الأخطار التي تواجه السالك .. وهو نابع في الأساس من العجلة .

والعجلة قد تؤدي بالسالك إما إلى التململ .. أو إلى التشدد في الممارسة .

فقد يبدأ السالك الممارسة متوقعاً حدوث آثار الممارسة على نفسه .. ومتوقعاً مشاهدته للخبرات الجديدة والتي يسعى لها ..

ومواظباً على ممارسته بالتزام وانضباط لبضعة أسابيع أو أشهر ..

ولكن لا شيء يحدث  !

لا خبرات جديدة .. ولا كشوف .. ولا آثار جسدية .. ولا أي شيء !

سيصاب هذا السالك في البداية بالحيرة عن سبب ذلك .. وسيتساءل بقلق عن سبب عدم حدوث شيء على الرغم من معرفته بأنه ضروري الحدوث ..

ومع الوقت سيتسرب الشك إلى نفسه ..

وسيتساءل إن كان هناك خلل ما .. وفيما إذا كان يقوم بشيء خاطئ .. فيعيد المراجعة ويقوي الانتباه والتركيز أثناء الممارسة ..

ولكن لا شيء يحدث !

بعد بعض الوقت سيتعمق الشك في الطريق كله .. سيصاب بالملل .. واليأس ..

وسيتولد لديه وهم أنه إما أن الطريق كله هو مجموعة من الترهات والهراء .. وإما أن هذا الطريق لا يناسبه وإنه لا يملك الموهبة أو القدرات التي تؤهله لذلك ..

وبعد ذلك .. ستفتر حماسته .. وتتقطع ممارسته .. ثم سيتوقف ويترك الطريق .

أو قد يتجه السالك باتجاه المعاندة والتشدد على النفس في الممارسة..

السالك هنا يتعرض لأحد الأخطار وهو اليأس ..

وهو كما ذكرنا هو خطر نابع من العجلة ..

وهو يؤثر أكثر ما يؤثر على الأشخاص الذين هم بطبيعتهم عجولون مندفعون .. وقليلو الصبر .

نفس هذا الخطر قد يتعرض له السالك الذي اختبر خبرات جديدة ولكن بعد تمكنه من التغلب على أوهامه التي تولدت في نفسه انقطعت هذه الخبرات ولفترة طويلة ولم يعد يلاحظ شيء جديد ..

قد يعتقد هذا السالك أيضاً أن هناك خلل ما قد حدث .. أو لعله فقد المواهب المطلوبة التي تمكنه من اختبار القدرات ..

وهو في النهاية أيضاً يصل إلى اليأس .. ويترك الممارسة والطريق كله .

أو يتجه باتجاه العناد والتشديد على النفس في الممارسة ..

 

إن من المهم أن يعلم كل سالك وكل من ينوي السير على طريق الحكمة الآتي :

السير على طريق الحكمة لا يتطلب أي مواهب على الإطلاق ..

ووصول السالك للمصدر الأول هو حتمية .. هو شيء يفرضه طبيعة الواقع الفعلي نفسه ..

من يظن أنه في حاجة لتعزيز مواهب أو إضافة شيء ما إلى نفسه كائن ما كان فهو لم يفهم شيء من كل ما ذكرناه في رسالة الخروج إلى الداخل ..

عليه بالعودة لقراءة الرسالة من جديد وبانتباه أشد هذه المرّة !

لقد ذكرنا وكررنا مراراً وتكرارا..

إن حقيقة الإنسان هو أنه جزء من المصدر الأول .. هو ليس شيء غريب عنه ..

ذكرنا إن الإنسان في صميم حقيقته هو شيء أعلى من الشبكة وأعلى من الواقع الكلي بأكمله ..

هو شيء فوق كل هذا يرصد الواقع الكلي وكل الشبكات التي فيه .. ومنها شبكتنا هذه ..

الإنسان في هذا العالم .. في هذه الشبكة هو الغريب عن حقيقته الفعلية ولذلك هو يعاني ..

فلا توجد صفات إضافية.. ولا مواهب مطلوبة .

كل ما عليه أن يعود لحقيقته الموجودة فيه من الأصل ..

الإنسان يختبر هذه الشبكة ويعاني فيها لأن على وعيه طبقات وحُجب .. عندما يزيل هذه الحُجب سيدرك حقيقته فوراً ..

إن أزال طبقات وعيه كلها في هذه اللحظة .. سيدرك حقيقته في هذه اللحظة .. وفوراً !

هو كمّن فتّح عينيه ورفع عنها الجفون التي تغطيها .. سيرى فوراً ..

فلا يوجد شيء لإضافته .. لا صفات ولا مواهب ..

بل بالعكس تماماً فالمطلوب هو التخلص من الموجود فيه !

على السالك أن يتذكر ذلك دائماً .. ولا ينساه ..

وعدم حدوث شيء على الرغم من الالتزام بالممارسة فهو لا يعني إلا أن السالك يشاهد الآن صحراء قاحلة في طريق رحلته إلى الهدف .

فكما ذكرنا في موضوع سابق فإن السائر على طريق الحكمة باتجاه المصدر الأول كالذي يريد القيام برحلة باتجاه مدينة ما هي هدفه ..

والرحلة بعيدة .. سيمر ويشاهد الكثير على الطريق .. جبال .. غابات .. وديان .. بحار .. وصحاري ..

السالك الذي لا يحدث له شيء هو يمر بصحراء قاحلة !

كل ما عليه هو المواصلة بهدوء .. وبطمأنينة ..

الوصول نتيجة حتمية تفرضها طبيعة السالك نفسه ..

كونه إنسان فهو لا شك جزء من المصدر الأول .. وكونه جزء من المصدر الأول فهو لا شك سيصل .

وفي الحقيقة إن عدم حدوث شيء للسالك بعد مرور بضعة أشهر .. أو سنة أو أكثر من الممارسة هي علامة جيدة له !

والسبب في ذلك إن هذا يدل على أنه ليس لديه الكثير من العوائق في الطريق ..

أو أن هذه العوائق ليست بالخطورة التي لدى غيره من السالكين الذين تمكنوا من مشاهدة خبرات قبله .

فكما ذكرنا فالعوائق هي طبقات الوعي .. العُقد التي في النفس .

وعندما تبدأ الممارسة ويتجه وعي السالك إلى داخله فهو سيواجه هذه الطبقات وهذه العوائق في طريق عودته للواقع الكلي والمصدر الأول ..

وعندما يواجه العقد تبدأ الكائنات بالتلاعب كما ذكرنا ..

فكثير من الخبرات الجديدة التي تحدث للسالك المبتدئ كالرؤى .. والمشاعر الغامضة لحدوث شي ما قريب .. معرفة بعض الأشياء من المستقبل .. الأصوات والمشاهدات التي لا يراها غيره .. الخ

كثير منها يكون في البداية بفعل تلاعب الكائنات الأخرى فيه ..

هذا التلاعب قصده إما تحريك الخوف أو الطمع أو توليد الوهم في نفسه كما أوضحنا .. وكل ذلك لصرفه عن الطريق الصحيح .

فالسالك الذي لا يحدث معه شيء فهو لا يحدث معه شيء لأن الكائنات الأخرى لا تتلاعب فيه الآن ..

مازال لم يواجه عقدة من عقد نفسه بعد حتى تستخدمها هذه الكائنات في تحريك الخوف أو الطمع أو الوهم ..

وهذا يدل على أن في نفسه صفاء يتجاوز ما لدى غيره .. وهذا شيء جيد ..

ولكنه بطبيعة الحال فإنه لابد أن يواجه طبقات الوعي لديه عاجلاً أم آجلاً .. فكونه يختبر هذه الشبكة فهو يختبرها من خلال طبقات موجودة فيه حتماً ..

كل ما هنالك إن هذه الطبقات التي لديه أخف وأقل تعقيداً من غيره من السالكين وهذا ما سيجعل من رحلته أكثر يسراً وهدوءاً ..

فبعض السالكين يواجهون مصاعب أكثر بكثير من غيرهم وهذا يعتمد على تركيب كل منهم .. وعلى طبقات الوعي التي تغّلف وعي كلٌ منهم  وعلى العُقد المتشابكة في نفسه ..

كل ما على السالك أن يطمئن .. ويواصل الممارسة وهو على يقين من الوصول ..

وليتأكد أن التقنيات التي يمارسها لا تتطلب منه إلا المتابعة والانتباه قدر المستطاع ..

بهدوء وببساطة ودون شد أو تعجل ..

وإنه طالما فهمها عند قراءتها له فإنه دون شك قادر على ممارستها بالطريقة الصحيحة ..

فلا توجد طريقة صحيحة وطريقة خاطئة !

طالما أن التعليمات متبعه وهي بسيطة وليست كثيرة وكلها تقوم على الاسترخاء والراحة .. وعلى الانتباه ..

إذاً فهو يمارسها بالشكل الصحيح ..

فليواصل الممارسة وهو على يقين بأنها تعمل في نفسه وكيانه .. تماماً كما يعمل الدواء في الجسد دون أن يشعر به المريض .

عليه أن يتمسك بتقنية المراجعة والتقييم ..

وأن يعزز ملَكة الصبر لديه .. فهو على الأغلب عجول !

وعليه أن يتذكر أن أي هدف أو نجاح في هذه الحياة .. وهذه الشبكة يتطلب سنوات من الجهد والمداومة .. والحرص والمتابعة ..

فكيف الحال لمن هدفه يتجاوز الشبكة كلها لما يفوقها بلا ما لا يمكن وصفه ..

فقد يفهم السالك كل ذلك .. ويتجه باتجاه التشدد بدلاً من ترك الطريق ..

فالسالك الذي لم يحدث له شيء .. أو السالك الذي حدثت له خبرات قد يندفعان باتجاه التشدد في الممارسة ..

وكأنهما يريدان حرق المراحل حرقاً .. وتخطيها قفزاً !

ويريدان المزيد والمزيد من الخبرات والمشاهدات ..

قد يدفعهما ذلك للتشدد في الممارسة .. وقضاء ساعات وساعات في الممارسة المقيّدة ..

وساعات بل وأيام في الممارسة الحرة التي تتطلب تذكراً وتفكراً .. وكشفاً عن بواطن النفس ودوافعها .. وعن التنفيس بما فيها .. الخ

وهذا يؤدي بهما إلى الانعزال والابتعاد عن الحياة .. والتهرب من المسؤوليات والالتزامات التي عليهم القيام بها تجاه أنفسهم .. وأسرهم ومجتمعاتهم ..

يحدث ذلك لبعض السالكين من ذوي العزيمة الشديدة .. أو من ذوي الأنفس العجولة المتهورة ..

فنجدهم قد تركوا كل شيء وراءهم ونبذوه .. بحجة أنهم يبحثون عن ذواتهم .. ويسعون وراء الحقائق الكبرى .. الخ

فنراهم انعزلوا عن العالم وما فيه .. وابتعدوا عن الأنظار وانشغلوا بأنفسهم ..

ويؤكد لهم ذلك ما يعرفونه عن كبار السالكين والحكماء .. الذين اعتزلوا الحياة ونبذوها ..

وعن الصورة المتداولة عن الحكماء المنعزلين في الصحارى والغابات .. والكهوف والبراري ..

وهذا لا يجوز أبداً ..

وهو خطر عظيم يجب تجنبه بأي ثمن ..

فقد ذكرنا في رسالة الدخول إلى الداخل وفي قسم مسيرة الحياة أنه لا يجوز على السالك والذي يمارس منذ بضع سنوات أن يترك الحياة وينعزل عنها في محاولة لتقليد الحكماء .. أو لظنه أنه أصبح حكيماً ..

إن هذا وهم من جملة الأوهام !

والطريق الوحيد لكشف هذا الوهم كالطريق في كشف كل الأوهام الأخرى .. صفات التمييز .

باستخدام صفات التمييز بصدق يعلم السالك فيما إذا كان عليه التشدد في الممارسة أم لا ..

صفات التمييز كفيلة بكشف ذلك بسرعة ..

فعندما يجد السالك من خلال صفات التمييز إنه يجبر نفسه جبراً في الممارسة..

وأنه ينزع نفسه نزعاً عن الحياة ..

فهذا معنى ذلك إنه على عجلة من أمره .. و إنه يهرب من شيء ما يخشاه ويخشى مواجهته ..

ويجعل من وهمه ورغبته في التشدد والانعزال ملاذاً يتمسك به للهرب من الحياة .. والتخلي عن المعركة .. والتراجع عن الحرب والمواجهة مع الحياة ..

ولقد ذكرنا في الرسالة وفي قسم مسيرة الحياة إن نتيجة ذلك ستكون تحطيم السالك تحطيماً كاملاً .. سيؤدي به إلى اليأس والانهيار ..

سيتفتت عقلة .. وستتحطم نفسه بفعل هذا التشدد ..

وقد حدث ذلك للكثير من السالكين الصادقين .. الذين تشددوا في ممارساتهم بحجة السعي للحقيقة وهم في الحقيقة يهربون من الحياة ..

لقد تمسك هؤلاء السالكين بوهمهم .. الذي يحميهم من الحياة التي يخشون مواجهتها ..

فلم ينتج عن ذلك إلا ما ينتج عن التمسك بأي وهم آخر ..

الخيبة .. والخذلان .. واليأس والدمار ..

التحطيم الكامل للنفس والعقل .. ثم الجنون ..

ويثبت التاريخ الكثير من الأقوال والأوهام الجامحة التي نادى بها هؤلاء المتوهمين !

كما ذكرنا في الرسالة وفي قسم مسيرة الحياة .. فإن الحياة ليست عبثاً ..

الحياة هي ميدان التقييم والتدريب ..

لا يمكن للسالك أن يعرف مكنون ذاته .. ونقاط ضعفه .. إلا من خلال التفاعل في الحياة ومن فيها من ناس وما بها من أحداث ..

بغير ذلك ستظل هذه المكنونات والرغبات ونقاط الضعف والميول موجودة فيه كامنة تحركه من حيث لا يعلم ..

إن انعزل السالك عن الحياة وهرب منها .. وإن ادعى واهماً إنها ليست فيه ..ستحطمه هذه الرغبات وهذه الميول ..

تماماً كما تحطم مطرقة هائلة قطعة من الكعك !

وتكون نتيجة لذلك الكثير من الأفكار الوهمية الجامحة التي تخرج على الناس من هؤلاء فتزيد التشويه والتشكيك بطريق الحكمة وباتجاه الحكماء ..

وتصب المزيد من الوقود على نار المجادلات والتصديق والتكذيب كما ذكرنا ..

لذا ..

لا بد أن يفهم السالك تمام الفهم ذلك ..

لا يمكن تخطي المراحل ..

لا يمكن للإنسان العادي أن يصبح عداءاً عالمياً خلال بضعة أشهر بالتشدد بالتدريب والممارسة .. إن ذلك سيدمر جسده تدميراً ..

ولا يمكن إجبار الطفل الصغير على فهم العلوم العليا خلال بضعة سنوات بالتشدد في التعليم والتلقين .. إن ذلك سيحطم عقله الصغير ..

ولا يمكن أن نتوقع من طعام ما أن ينضُج في دقائق بتشديد النار عليه .. سيُحرق هذا الطعام .. وسيحُرق الوعاء !

لابد من أخذ الأمور بالتدرج والتروي ..

وإعطاء كل شيء وقته الضروري له ..

السالكون المنحرفون يسعون لتخطي المراحل بسرعة .. فيضيعون

المتوهمون يتخطون المراحل ويظنون إنهم حققوا قدرات خارقة بينما الطريق مازال أمامهم طويل .. فيضيعون .

والمتشددون يسعون لتخطي المراحل في التشدد بالممارسة .. فيضيعون .

نعم .. الرغبة الشديدة بالتقدم على طريق الحكمة مهم ومفيد ..

ولكن لا يجب أن لا يصل لدرجة التشدد والإجبار ..

وبفرض التشدد بالممارسة .. وبالسعي للهروب من الحياة والالتزامات ..

وبفرض الزهد على النفس فرضاً ..

الحكماء لا يفرضون على أنفسهم شيء أبداً ..

الزهد الذي يظهر منهم هو نابع من صميم ذاتهم .. هو طبيعي بالنسبة لهم ..

كزهد الرجل بألعاب الأطفال وعدم اكتراثه بها .. لا إجبار هنا ولا تشدد ..

وكذلك الأمر في طريق الحكمة ..

إن كل هدف كبير يتطلب الوقت والمراحل للوصول له ..

ولا يوجد أعلى من هدف السالك ..

فتوقع الوصول لهذا الهدف خلال بضعة أشهر أو سنين هو سلوك طفولي .. تهور وهوج ..  تململ ودلال !

وهذا لا يليق بذي نفس ناضجة فضلاً عن سالك !

فإذا كان الأمر كذلك ..

ووجد السالك في نفسه هذا السلوك الطفولي وهذا التطلب وهذه العجلة .. فليعلم إن هذه هي الصفة بالذات هي التي يجب أن يتخطاها في نفسه ..

ودون أن يتخطى السالك حدود ذاته لن يتمكن من اختراق الشبكة .. فالحدود هي التي تمنعه من ذلك ..

ولهذا هي اسمها حدود للذات .. لأنها تحد الذات عن الانطلاق !

فالتململ .. والتشدد .. صفتان منبعهما العجلة ..

فإذا وجد السالك هذه الصفات في نفسه ..

ووجد أنه يتململ من الممارسة .. فليأخذ نفسه بالشدة وليعلمها الانضباط .

وإن وجد في نفسه الميل للتشدد .. فليأخذ نفسه بالهدوء والسكينة وليعلمها التروي .

وليلزم نفسه بمهام تتطلب الهدوء والصبر .. والانضباط والالتزام .. والتدرج والتروي ..

وأهم ما يمكن فعله لتقوية ملكة الصبر والانضباط هو الالتزام الصارم والحاسم بالتقنيات التي ذكرناها .. والالتزام الصارم بالتدرج والتروي فيها ..

والصبر على اجتياز المراحل في وقتها ..

والالتزام بتقييم نفسه بذلك .. ومحاسبتها عليه

فإن تململت .. عاقبها بالتشدد ..

وإن تشددت .. عاقبها بالهدوء !

بالالتزام بالتمارين المذكورة تتعزز لديه ملكة الصبر والتدرج ..

وسيتمكن عندها من تجاوز هذا العائق في نفسه .. وعندها يكون قد أزال حجاب من حُجب الوعي التي تغلف وعيه ..

عندما يحدث ذلك بصدق وجدية ..

فليتوقع المزيد من التقدم .. والمزيد من الخبرات التي تأتي بالتدريج ..

فهي قريبة وقادمة لاشك ..

 

إن هذه في نظرنا هي أهم الأخطار التي تواجه السالك الصادق على طريق الحكمة ..

أوضحناها بشيء من التفصيل عن حقيقتها وكيفية مواجهتها لما نعلمه من حتمية مواجه السالك الصادق لها ..

يتبقى هناك بعض الأخطار الأخرى والتي هي أقرب للأعراض منها للأخطار ..

لنتحدث عنها ..

 

 >>

 

 


مقدمة
                             -  البحر وأعماقه
                             - ضرورة وأسباب التعميم
                             - سالك وليس حكيم
طرق ومدارس الحكمة
                            -  تنوع لا نهاية له
                            -  التشويه بسبب الانحراف
                            -  الصدق والضلال
                            -  التشويه بسبب الجهل
                            -  طريق الاختيار
مدخل التقنيات
                           - نوعا التقنيات
                           - التقنيات المقيّدة
                           - التقنيات الحرة
                           - ضرورة المداومة
التقنيات المقيّدة :
                            - الاستعدادات
                                         توقيت الجلسات
                                         تحديد الوقت
                                         دفتر التسجيل
                                         أجواء مساعدة
                                         وضعيات الجلوس
                             - تمرين التركيز
                             - تمرين الخيال وتفعيل الحواس الخفية                                       
                             - تمارين التنفس
                                          التقنيات الأساسية
                                           تنفس المنخرين التبادلي
                                          تنفس الحجاب الحاجز البطني
                                          التنفس الفقري
                                         
                             - التانترا
                                         طريق التانترا
                                         مدارس التانترا
                                         إيقاظ الكوندليني
                                         مبدأ إيقاظ الطاقة الكامنة
                             - التأمل
                                         الذات
                                         الاستغراق في الشبكة 
التتقنيات الحرة :
                             - مدخل
                                         الحكمة ومحور الحياة
                            - التذكّر الدائم
                                           سيد الواعظين
                                           الصلاة
                                           نظرة إلى السماء
                            - التعلّم الدائم
                            - مراقبة وتصفية النفس
                                          مراقبة النفس
                                          تصفية النفس
                                         المرآه البيضاء والمرآه السوداء
                           -  التفكّر الدائم
                           -   التفريغ النفسي
                           -  مصاحبة السالكين
                    
التقييم والمتابعة     
 العوالم الأخرى وخبرتنا معها
                             - ما نختبره لا ما نؤمن به
                             - الكائنات السفلية
                             - حرّاس الشبكة
                              - الكشف
                              - الخلط بين الواقع والخيال
                              - طريق تجنب الخلط
                              - لا خطر على السالك
 المخاطر الأساسية :
                              - مدخل
                              - الخوف
                              - الانحراف
                                              صعوبة التمييز
                                              طريق التمييز
                                              ضلالات أكثر من واقع
                                              ضرر وخطر وانحراف
                                              المعارف العليا والطريق الصحيح لتحصيلها
                              - الوهم
                                             كيفية استحكام الوهم
                                             أشكال من الأوهام
                                              ليست كلها أوهام
                                             التمييز بين الحقيقي والوهمي وصفات التمييز
                                             انعدام الدليل لانعدام صفات التمييز
                                             بحر الأوهام والماتريكس
                                             أوهام السالك وكيفية مواجهتها
                                             توالي الأوهام
                                            حرق الأوهام وطريق الحكمة
                              - اليأس   
مخاطر وأعراض أخرى :
                             -  مدخل
                             - الارتباك الشديد
                             - التصلب في التعامل
                             - الاشمئزاز من الشبكة ومافيها
                             - الكآبة وفقدان حس السعادة والاستمتاع
 خاتمة
 تنزيل رسالة على الصِراط